علاقات » عربي

عودة إلى سورية!

في 2019/01/04

عادل الحربي- الرياض السعودية-

بعيداً عن العواطف، لن نكون سوريين أكثر من السوريين أنفسهم، المعارضة السورية بكل أطيافها جلست مع ممثلي الرجل المسؤول عن قتل وتشريد ملايين السوريين.. لا حل يلوح في الأفق كما هي السياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم، وكل ما يطرح على الطاولة من مختلف الأطراف للأسف ما هو إلا صراع نفوذ تغلب عليه الحسابات الشخصية أو الإقليمية، وبعيداً عن المجاملات لا معارضة متحدة تستحق الرهان.. حيث تم اختراق بعض مكوناتها وتضاربت مصالحها ولم يدفع الثمن باهظاً إلا الشعب السوري.

دعك مما يقال عن احتواء سورية وقطع الطريق على إيران، هذا مُسلّم به وهدف معلن لكل من يريد الحل في سورية، إذ لا يمكن قبول أي حل في ظل وجود الإرهاب الايراني، ومعروف أن سورية باتت اليوم أرضا خربة لا أحد يستطيع ادعاء سيطرته على كامل ترابها، الأسد نفسه ربما لا يسيطر على كل دمشق، فما بالك بكل التراب السوري!. لكن الواقع يقول إن الأسد اليوم ليس أسد 2011.. وأنه مقابل عودته للحضن العربي بات مستعداً أكثر من أي وقت مضى للتفاوض حول العديد من الملفات محل الخلاف.. أقربها الحل في لبنان.. وهذه صفقة مطروحة، في سياق حل إقليمي يقوم على إقفال عدد من الملفات المشتعلة وردم المستنقعات التي ينشط بها الملالي.

اتفاقنا على ضرورة الحل في سورية يتجاوز حسابات طهران ومحاورها إلى حسابات دولية الشركاء فيها واشنطن وموسكو.. واستعادة الدولة السورية القادرة على حماية حدودها -الشمالية خصوصاً- التي تشهد اختراقات متعددة وتبادلا مهينا للأدوار.. طهران لا يمكن ان تكون شريكاً في سورية بل هي هدفنا المعلن هناك بالتضامن مع أصحاب المصالح في تلك المنطقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.. بينما الصفقة مع روسيا في سورية وزيادة التقارب تركز على الحصان الرابح من وجهة نظر موسكو في ظل الحشد الدولي ضد إيران الملالي.

ولو نظرنا إلى الهدف الأساسي للدول المؤيدة للثورة في سورية سنجد أنها حققت أهدافها والتزاماتها ولا مصلحة لها باستمرار الوضع الحالي فيها، إذ قطعت الطريق على تنظيم الإخوان وتم تدمير تنظيم داعش الإرهابي وعاد الأسد للإجماع العربي بشروط أقل في ظل تشرذم المعارضة، والنجاح أن تخرج من هذا الخراب بصفقات ناجحة؛ أهمها مع الجانب الروسي عبر إغلاق ملف الخلاف الوحيد مع موسكو في سياق حل إقليمي نافذ وتم إقراره.. روسيا تريد بقاء الأسد ولو لفترة انتقالية تحفظ ماء الوجه؛ والجميع يريد الحل الإقليمي الشامل.. على قاعدة "أكبر قدر من المكاسب".