علاقات » عربي

فلسطين وسباق أمراء النفط نحو التطبيع مع (إسرائيل)

في 2019/02/02

محمد صالح المسفر- الشرق القطرية-

بليت أمتنا العربية بحكام يعادون شعوبهم ويسترضون أعداءهم ويستعدونهم على مواطنيهم.

يتدافع حكام الإمارات والسعودية والبحرين نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني بلا سبب جوهري يدعو لذلك.

قيادات خليجية تزور الكيان الصهيوني سرا وعلانية صحفيون وكتاب خليجيون يجاهرون بالدعوة لصالح اسرائيل والتطبيع معها.

لا يكاد الإنسان العربي يسترد أنفاسه من وقع مصيبة لحقت به وبأمته، إلا وتلحق به وبأمته العربية مصيبة أخرى أشد إيلاما، وهكذا يعيش الانسان العربي معذبا من الملوك والأمراء والرؤساء العرب وما أكثرهم عددا وأقلهم نفعا..

جبابرة متوحشون على شعوبهم، يقتلون كل صاحب رأي ويمزقون جسده كي لا تجد له أثرا، وإن رحموا منتقديهم فانهم يحشرونهم في زنزانات مظلمة حتى أماكن الاستجابة لنداء الطبيعة منعدمة في تلك الغرف.

يمارسون على أصحاب الرأي في معتقلهم كل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي والأخلاقي والروحي بلا رادع ولا أخلاق، حتى العفيفات لم يسلمن من طغيان وجبروت السجان الرهيب.

حال أمتنا يندى له الجبين، صراع على السلطة بين القيادات في معظم أرجاء الوطن العربي حتى لو ادى ذلك الى التعاون مع الاعداء.

« السلطان» محمود عباس صاحب فلسطين، لم نعد نعرف له اتجاها هل هو مع «صفقة القرن» أو مع إرادة الشعب الفلسطيني، إنه لم يعد مقبولا فلسطينيا إلا من قبل الذين لهم مصلحة في بقائه.

وقام بحل المجلس الوطني الفلسطيني، وأجهض منظمة التحرير الفلسطينية واختصرها فيمن تبقى من حركة فتح، جنوده في الضفة مهمتهم ملاحقة الفلسطينيين الذين يزعجون المستوطنين الصهاينة.

جنود الاحتلال الإسرائيلي يجوبون الضفة الغربية «شارع شارع، زنقة زنقة، بيت بيت»، ولا حراك لقوى أمن السلطان محمود عباس من ذوى المرتبات العالية نسبيا لحماية المواطن الفلسطيني من قهر قوى الجيش الصهيوني.

نسف منازل، اعتقال ابرياء في ريعان شبابهم بلغ عددهم حسب إعلام فلسطين 35 معتقلا في الاونة الاخيرة من الضفة الغربية والقدس حيث نفوذ السلطان عباس وجنوده ومخابراته، وتفرض اسرائيل غرامات على الاسرى بمبالغ لا قدرة لاسرهم على دفعها إضافة إلى سجنهم، ولا تعينهم سلطة عباس في تحمل تلك الجزية.

تحاصر أهل غزة البالغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة بذرائع مختلفة، والهدف العباسي إخضاع وإهانة أهل غزة لايرادته ونفوذه لانهم يسيمون بني اسرائيل عذابا لا سابق له، وعلاوة على ذلك يتهم محمود عباس حركة حماس قيادة وكوادر بانهم جواسيس لاسرائيل.

يا للهول !! رئيس السلطة الفلسطينية (الفتحاوية) يتهم حماس بالتجسس لصالح العدو الاسرائيلي والعالم يشهد أن منتسبي حماس وشرفاء فلسطين في غزة خاضوا أكثر من أربعة حروب شاملة ضد العدو الصهيوني وكبدوه خسائر فادحة.

وهزوا معنويات الجيش الذي لا يقهر كما يدعون، وسلاح حماس وصل الى قلب تل أبيب، الأمر الذي ادى الى استقالة أو إقالة وزير دفاع اسرائيل بعد فشله وجنده في الحرب ضد غزة (وحماس).

فهل يجرؤ عباس أو من هم حوله على اتهام حماس بالتجسس لصالح العدو الاسرائيلي بينما السلطة العباسية في تعاون تام أمنيا مع الكيان الاسرائيلي ؟

السؤال أين حكماء وعقلاء حركة فتح، ولماذا يسمحون للفئران في رام الله أن تعبث بمائدة الثورة الفلسطينية؟

في حين تنشط الحكومات الغربية ومنظمات المجتمع المدني في أرجاء الاتحاد الاوروبي من أجل مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وأكاديميا وفنيا يتدافع حكام العرب الجدد نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى وجه التحديد الامارات والسعودية والبحرين وليس هناك سبب جوهري يدعوهم إلى ذلك الفعل.

نلاحظ انه في عام 2006 قرر اعضاء الرابطة الوطنية للمعلمين ورابطة أساتذة الجامعات البريطانية مقاطعة اسرائيل أكاديميا، فلا زيارات بين الاكاديميين الانجليز والاسرائيليين، ولا نشر مشترك في المجلات العلمية ولا تبادل طلاب.

وفي اسبانيا قررت الحكومة الاسبانية عام 2009 منع جامعة أرئيل الاسرائيلية من المشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة الدولية بين كليات الهندسة المعمارية، لأن الجامعه مقرها في احدى المستوطنات في الضفة الغربية.

وفي 2010 م قررت نقابة عمال الموانئ النرويجية مقاطعة السفن الاسرائيلية التي ترسو في موانئ النرويج احتجاجا على الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

ونلاحظ أيضا أنه في سنة 2014 بدأ سريان قانون مقاطعة دول الاتحاد الأوروبي لمنتجات المستوطنات الاسرائيلية في الضفة والقدس. وفي أيرلندا صادق البرلمان الايرلندي على مشروع قانون يقضي بحظر استيراد منتوجات الضفة الغربية والقدس.

ويعاقب كل من يستورد أو يساعد على الاستيراد أو بيع بضائع أو يقدم خدمات للمستوطنات والمستوطنين الاسرائيليين في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة. وفي جنوب افريقيا قاطعت جامعة جوهانسبرغ جامعة بن غوريون الاسرائيلية استجابة لدعوة مقدمة من 400 أكاديمي جنوب أفريقي.

مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا في الأسبوع الماضي أصدر أمرا برفض دخول اسرائيليين لبلاده للمشاركة في مسابقة فرق السباحة الدولية. يضاف الى تلك المقاطعات قائمة كبيرة من الفنانين والرياضيين والممثلين العالميين وكثير من الكتاب والصحفيين الأوروبيين والأمريكان قاطعوا إسرائيل.

والحق، انني قد اتفهم مواقف دول الطوق، ولا أوافق على ما يفعلون، لكني لا أفهم أسباب اندفاع حكام دول الخليج العربي نحو التطبيع مع اسرائيل زيارات مسؤولين صهاينة على أعلى المستويات يجوبون عواصم الخليج العربي سرا وعلانية.

وقيادات خليجية تقوم بزيارة الكيان الصهيوني سرا وعلانية، صحفيون وكتاب خليجيون يروجون ويجاهرون بالدعوة لصالح اسرائيل ويدعون للتطبيع معها وآخر يتمنى أن يكون أول سفير لبلاده الخليجية في تل أبيب. وثالث يعلن أنه فتح مكتبا سياحيا لزيارة القدس وتل الربيع ( تل أبيب) كما يقول.

الغريب جدا أن أحدا من حكام الخليج لم يحتج على الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني إلا دولة قطر، رغم أن هناك تواصلا بين قطر واسرائيل من أجل ايصال المساعدات لاهلنا في غزة والتي بلغت مليار دولار تدفع على دفعات وكان من بينها آخر دفعة دفعت الاسبوع الماضي لأسر بلغ عددها 94 ألف اسرة من أهل غزة.

آخر القول: بليت أمتنا العربية بحكام يعادون شعوبهم ويسترضون أعداءهم ويستعدونهم على مواطنيهم، وما لنا إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ولا بد لليل أن ينجلي.