علاقات » عربي

بمهرجان "الإمام" و"البابا".. محاولة إماراتية لأخذ مكانة السعودية الدينية

في 2019/02/06

الخليج أونلاين-

عكس "مهرجان الأديان" الذي أقامته دولة الإمارات جامعةً بين إمام الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرانسيس الأول، نهماً واضحاً من أبوظبي لتكون جامعة للأديان ورغبة بمنافسة دور السعودية الإسلامي التي تحتضن الحرمين الشريفين.

وكان لافتاً الاستقبال المهيب لشيخ الأزهر الذي أقامه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء الأحد 3 فبراير 2019، حيث كان على رأس مستقبليه، كما قام بتقبيل رأسه، لإضفاء الاحترام عليه وتقديمه كمرجعاً لعموم المسلمين.

ومما برز خلال القداس الذي أقامه البابا والذي وصف بـ"أكبر حشد جماهيري في تاريخ الإمارات"، ضعف التغطية الإعلامية السعودية بشكل كبير عن زيارة إمام الأزهر وبابا الفاتيكان، في خطوة تشير إلى صدور توجيهات عليا في هذا السياق.

وذهبت تقديرات مراقبين إلى القول بأن تجاهل الرياض مؤشر على توتر غير معلن مع أبوظبي لأسباب مختلفة أهمها تضارب المصالح في اليمن، فيما اعتبر آخرون أن السعودية ممتعضة لتجاهل علمائها في مؤتمر "الإخوة الانسانية"، خاصة أنه يجمع علماء الأزهر والمقربين منه، الأمر الذي اعتبرته تهميشاً لدورها الإسلامي.

كما ذهب آخرون إلى أن تجاهل الرياض للحدث الإماراتي يأتي لوضعها الديني خاصة بعد سلسلة الانفتاح التي عاشته في السنوات الثلاثة الماضية، وبالتالي رأت أنها مشاركتها سيحملها تبعات هي في غنى عنها.

إزاحة السعودية

محاولات أبوظبي إزاحة السعودية عن مكانتها الدينية ليست وليدة اليوم، فالإمارات التي تتبع المذهب المالكي ومقربة من التيارات الصوفية، لطالما نظرت بعين البغض للسعودية التي تعتنق "السلفية الوهابية" نظراً للاختلاف الديني بينهما.

المندوب الدائم للإمارات العربية المتحدة في اليونسكو السفير عبدالله النعيمي قال فيما يعكس وجهة نظر الحكومة الإماراتية من "السلفية الوهابية" في 5 فبراير 2019: "قبل دخول الوهابية إلى سواحل الخليج كانت الصوفية تتسيد المشهد، واليوم يعود الشباب لاعتناق هذا المذهب الروحي كبديل للتطرف الذي لمسناه في مناطق ودوّل عدة".

وكان المؤتمر الذي عُقد في العاصمة الشيشانية (غروزني)، وحضره عدد من علماء الأزهر ومشايخ محسوبين على الطرق الصوفية عام 2016، أثار غضب السعودية لاستبعاد هيئة كبار العلماء فيها، خصوصاً أنه زعم تحديد هوية "أهل السنة والجماعة".

وبعد إعلان مخرجات المؤتمر، الذي حضره ممثلون من مصر، أصدر المركز الإعلامي بالأزهر بياناً حول موقف شيخه أحمد الطيب من مؤتمر غروزني الخاص بتعريف من هم "أهل السنة والجماعة"، واستنى حينها السلفية.

وعبّر عدد من علماء السعودية عن استيائهم من التوصيات التي خرج بها المؤتمرون، عادين إياه بداية انقسام للأمة واتهموا جهات "تتخذ من الدين ستاراً لها لتمزيق صف العالم الإسلامي وفتح نوافذ للفتنة بين مذاهب أهل السنة والجماعة، في حين تمر الأمة الإسلامية بمخاض عسير وهي أحوج ما تكون إلى من يلملم شتاتها، لا تفريقها إلى مذاهب"، حسب قولهم.

نهم للصدارة

المتابع لسياسة الإمارات في المنطقة يلاحظ نهماً واضحاً لها في تصدر قيادة الشرق الأوسط، حتى على حساب حلفائها في السعودية وقد ظهر ذلك بوضوح في اليمن من خلال دعمها لأطراف في جنوب اليمن تهدف للانفصال.

كما انتقل التنافس والمناكفة بينهما إلى الشق الإعلامي، ففي يناير الماضي، أثار مستشار ولي عهد أبوظبي عبد الخالق عبد الله، مجدداً حفيظة نشطاء سعوديين على منصات التواصل، الثلاثاء الماضي، إثر قوله بأن بلاده باتت "الأهم" في المنطقة.

وأوضح أن "البعض يستكثر القول إن 971 (مفتاح الاتصال بدولة الإمارات)، الرمز الدولي الأهم بالمنطقة".

وفي مقابل ذلك اعتبر مغردون سعوديون تغريدات الأكاديمي الإماراتي استفزازاً للمملكة، التي تعد الجار الأكبر والشريك السياسي الرئيسي للإمارات خصوصاً في عملياتها العسكرية باليمن، وفي عدة ملفات بالمنطقة منها حصار قطر.

كما أثار حفيظة السعوديين في مناسبة أخرى بتاريخ 17 نوفمبر الماضي؛ عندما دعا، عبر تغريدة، لإطلاق سراح هتون الفاسي، إحدى أبرز الناشطات الموقوفات في المملكة على خلفية اتهامها بـ"التخابر لصالح جهات خارجية".

ويرى مراقبون للوضع الخليجي أن السلطات الإماراتية هي من تتحكم بأغلب السياسات، في محور السعودية الإمارات البحرين منذ صعود محمد بن سلمان إلى ولاية عهد المملكة في 2017.