هآرتس-
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، تفاصيل اجتماع رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء "ماجد فرج" مع مسؤولين سعوديين في العاصمة الرياض، عشية زيارة الرئيس "محمود عباس" الحالية للمملكة.
وقالت الصحيفة إن "فرج" ناقش، خلال اجتماعه بمسؤولين سعوديين، خطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن" وعواقبها، مضيفة أن السلطة الفلسطينية بدأت العمل لإحباط دعم الدول العربية والإسلامية للصفقة.
ووصل الرئيس الفلسطيني الرياض، مساء الإثنين، في زيارة تستغرق يومين، برفقة عدد من المسئولين الفلسطينيين، بينهم "فرج".
واستشهد مسؤول فلسطيني رفيع على أهمية زيارة "عباس" عامة، واجتماع "فرج بالمسئولين السعوديين خاصة، بالإشارة إلى أن الرئيس الفلسطيني اصطحب معه "أقرب الأشخاص إلى المملكة العربية السعودية"؛ وهو رئيس المخابرات "ماجد فرج"، على حد قوله.
وأوضح المسؤول الرفيع- بحسب الصحيفة الإسرائيلية- أن مصر والسعودية دولتان رئيسيتان من حيث موقف الدول العربية من الخطة الأمريكية، ولذلك من المهم للفلسطينيين سماع موقف واضح من هذه القضية - على الرغم من أن التصريحات الرسمية لكل من القاهرة والرياض تدعم الموقف الفلسطيني بشأن حل الدولتين على أساس حدود 67 ومبادرة السلام العربية، ورفض أي خطة تتعارض مع هذا الموقف.
وبالفعل، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، الثلاثاء، أن الملك "سلمان" أكد لـ"عباس" خلال لقائهما بالرياض، دعم السعودية للحقوق الفلسطينية المتمثلة في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه قال السفير الفلسطيني في السعودية، "بسام الأغا" إن "عباس" يناقش مع السعوديين محاولات القضاء على القضية القومية الفلسطينية، فيما يبدو كإشارة ضمنية لـ"صفقة القرن"، التي كشفت وسائل إعلام أمريكية، الإثنين، أنها صارت جاهزة بالفعل وأن "ترامب" راض عنها، وغير مسموح لأحد بالاطلاع عليها سوى 5 أشخاص، بينهم مستشار "ترامب" وصهره؛ "غاريد كوشنر"، ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط؛ "جيسون غرينبلات".
والثلاثاء، اجتمع الرئيس الفلسطيني مع العاهل السعودي؛ الملك "سلمان بن عبد العزيز"، بالرياض، ومن المقرر أن يلتقي كذلك ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، وعددا من المسؤوليين السعوديين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفضلا عن رئيس جهاز المخابرات العامة، تضمن الوفد الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، "صائب عريقات"، ووزير الشؤون المدنية "حسين الشيخ" ومستشار الرئيس "عباس"، "مجدي الخالدي".
وتسبق زيارة "عباس" جولة "كوشنر"، نهاية الشهر الجاري، والتي ستشمل 5 دول خليجية لمناقشة تفاصيل اتفاق السلام، لكسب المزيد من الدعم للخطة، كما تأت قبل يومين من بدء أعمال مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط، المزمع عقده، برعاية أمريكية، في وارسو عاصمة بولندا في 13 و14 فبراير/شباط الجاري، وأعلنت السلطة الفلسطينية مقاطعته، معتبرة إياه يمثل تهديدا لثوابت القضية الفلسطينية.
وتروج الإدارة الأمريكية ضمن، ما يعرف بـ"صفقة القرن"، لإغراءات وحزم من الدعم المالي تقدمها دول خليجية، خاصة السعودية، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة، إضافة إلى إعلان قرية أبوديس شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين.
والسبت، كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، تقول بأن السعودية "غير مستعدة لتطبيع العلاقات" مع (تل أبيب)، كما أنها "لن توافق على صفقة القرن، دون أن يقدّم الجانب الإسرائيلي تنازلات للفلسطينيين".