علاقات » عربي

اليمن والسعودية والدور المطلوب

في 2019/03/15

محمد صالح المسفر-

من واقع الخوف على امن المملكة العربية السعودية واستقرارها وسلامة اراضيها وثرواتها السيادية (الصناديق) وسمعتها الدولية وصولا الى امن الخليج العربي واستقراره وسلامة اراضي دوله واستقلالها وسيادتها.

أدعو القيادة السياسية السعودية، التي تتكاثر ازماتها واصبحت سمعتها ومكانتها في الحضيض على المستوى الدولي رغم الانفاق والبذخ، لتحسين سمعة الادارة السياسية السعودية في الخارج.

العالم يلحظ تورط الدولة السعودية في حرب شرسة تحت مظلة "التحالف العربي" من اجل استعادة الشرعية في اليمن بعد ان اختطفها الحوثيون عنوة نهارا جهارا بصمت سعودي في بادئ الامر.

واحتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري واهانته من قبل مسؤولين في الادارة السعودية الامر الذي انعكس على ادائه في لبنان وزعزعة الثقة فيه بين مواطنيه، وحصار دولة قطر لا لسبب محدد مبني على وقائع مثبتة، وعلاقات السعودية المهتزة مع المجتمع الاوروبي، وقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وتقطيع جسده، والله اعلم اين توارت تلك الجثة.

واخيرا احتجاز الامراء ورجال اعمال مرموقين وعلماء ودعاة، واصحاب رأي، ونساء ماجدات يطالبن بحقوقهن كمواطنات صالحات عاملات في المجتمع.

كل تلك السلبيات غيرت صورة المملكة الهادئة المسالمة المتأنية في اتخاذ اي قرار، ايا كان نوعه، الى صورة شريرة لا يوثق بها قولا ولا عملا ولا تعاملا معها.

انطلاقا من كل ما ذكر أعلاه فإني ادعو القيادة السعودية الى تغيير اسلوب سياستها الداخلية والخارجية، داخليا اطلاق سراح جميع المعتقلين اصحاب الرأي "ذكرانا واناثا"، وإلغاء جميع الاجراءات الضريبية التي فرضت على المواطنين ايا كان نوعها، وكذلك الغاء جميع الزيادات المترتبة على استهلاك الكهرباء والماء، ومصاريف الخدمات، وافساح المجال لكل صاحب رأي ان يعبر عن رأيه والاخذ منها بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.

في المجال الخارجي وقف الحرب في اليمن والدعوة الى حوار يمني يمني تحت راية الامم المتحدة وبمشاركة سلطنة عمان والسعودية لكونهما الاقرب حدودا لليمن الشقيق، ونقطة البدء في ذلك الحوار هي "بنود مخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرارات الشرعية الدولية" التي جرى التوافق عليهما من جميع المكونات السياسية اليمنية، رفع الحصار عن دولة قطر وعودة العلاقات الثنائية الى سابق عهدها قبل الخامس من يونيو 2017.

اعادة النظر في العلاقات السعودية التركية وتحسينها، فاستقرار تركيا سيكون رديفا لاستقرار السعودية في قادم الايام، الكف عن التدافع نحو التطبيع مع الصهاينة فإن ذلك التطبيع سيجلب للدولة السعودية النحس وسوء المنقلب.

العلاقات السعودية مع السلطة الشرعية اليمنية بقيادة عبدربه منصور هادي ليست سوية، فالنظرة السعودية المتعالية على اليمنيين وقياداتهم لا تخدم اهداف السعودية، وجربت الدولة السعودية تلك الممارسة وكانت النتيجة ما تعاني منه السعودية اليوم من ازمات.

الحرب اليمنية اليوم تدخل عامها الخامس ولا امل في تحقيق النصر الا بحملة عسكرية صادقة تهدف الى تحرير اليمن من كل براثن التخلف والتفتيت والتجزئة او بمؤتمر حوار وطني شامل كما اشرت اعلاه.

العاصمة اليمنية الثانية "عدن" تشهد حالة حرب تشنها مليشيات مكونة من مرتزقة من الداخل والخارج وممولة كما تقول اوثق المعلومات من قبل الامارات، ويزيد ما يسمى "بقوات الحزام الامني" النخب المليشاوية التي شكلتها وتسلحها وتمولها ابوظبي الامور تعقيدا.

اربع سنوات مرت على تحرير عدن ومحيطها من سيطرة الحوثيين وعلي عبدالله صالح والحال يزداد سوءا تحت ادارة قوى التحالف بقيادة السعودية. ما يجري في محافظة المهرة من قبل القوات السعودية امر يزيد في تعقيد العلاقات السعودية اليمنية ولن يؤدي الى تحقيق امن الدولة السعودية مهما كانت القوة.

انّ ما تعرضت له قبائل (حجور اليمنية) تحت سمع وبصر قوات التحالف بقيادة السعودية امر يبعث بالحزن والالم الشديدين، هذه القبائل كانت تقاتل على تخوم الحدود السعودية ولم تجد اي مدد او عون من قبل الجيش السعودي، وتركت المنطقة بكاملها للحوثيين الذين أوقعوا الرعب والقتل ونسف المنازل على رؤوس ساكنيها.

وقوات التحالف بقيادة السعودية منشغلة بتثبيت مواقعها في المهرة وحضرموت والامارات في جزيرة سقطرى وعدن وبقية الموانئ اليمنية بعيدا عن ارض المعارك ضد الحوثيين، فأي تحالف من اجل الشرعية هذا؟!.

يعتب الكثير من اليمنيين على "السلطة الشرعية" عبد ربه منصور هادي وحكومته، أنها لم تفعل اي فعل يحمي ويحافظ على امن المواطن وممتلكاته ومكانته في اليمن عامة وخاصة في منطقة قبائل حجور المجاورة للحدود السعودية وفي عدن وشبوة وما جاورها امتدادا الى المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى.

وكأنهم لا يعلمون (اي اليمنيين) بأن الحكومة الشرعية بكل قيادتها رهينة في الرياض نتيجة الاوضاع في اليمن، وليس لها حق التصرف او اصدار التعليمات والتوجيهات لبعض كوادرها المقيمة في عدن الا بموافقة زعيمة التحالف السعودية.

وليس للرئيس اليمني عبدربه منصور حق العودة الى اليمن في المناطق المحررة من هيمنة الحوثيين الا بموجب تصريح رسمي من القيادة السعودية وحمايته من المليشيات المنتشرة في جنوب اليمن التابعة "للمجلس الانتقالي" وجحافل المرتزقة المسلحين والممولين من قوى بعض دول التحالف.

والحكومة المقيمة في عدن من وقت لآخر لا تملك وسائل القوة والاكراه فلا مال بيدها ولا سلاح ومحاطة بمليشيات معظمهم قتلة اجانب مستأجرون لإثارة الرعب وعدم الاستقرار في جنوب اليمن لصالح قوى التحالف.

إن القيادة السعودية الراهنة وبعد مرور اكثر من اربعة اعوام من الحرب لديها فرصة لانهاء الصراع في اليمن بارادتها، والا ستنبثق قوة يمنية سياسية من اركان الشرعية مخولة بطلب تدويل المسألة اليمنية وتعمد لتوقيع وثيقة تحالف مع روسيا على سبيل المثال وتطلب الحكومة الشرعية الاستعانة بقوة جوية وبحرية روسية تحط في مياهها الاقليمية في البحر العربي والبحر الاحمر.

وقد اثبتت روسيا أنها الحليف القوي الذي يُعتمد عليه لنصرة الشعب اليمني وحكومته الشرعية اليمنية المقيمة في الرياض، وهناك اتفاقيات يمنية روسية " الاتحاد السوفييتي" سابقا يمكن استدعاؤها لتحقيق اهداف الدولة اليمنية.

 آخر القول:

الخطب جلل، واليمن يتعرض لابادة جماعية من الحوثيين وقوى خارجية، والقيادة الشرعية حبيسة قصر المؤتمرات، ولا حول لها ولا قوة.

انصروها بوحدتكم ايها اليمنيون لتتمكن من الانعتاق من عقالها والانطلاق بحثا عن أنصار وحلفاء اقوياء يعينونها ولا يستغلون ضعفها.