متابعات-
وصف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فايز السراج، من يقدمون الدعم للواء المتقاعد خليفة حفتر بأنهم يشتركون في الانتهاكات التي يتعرض لها الليبيون.
جاء ذلك في لقاء فايز السراج مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي بمكة المكرمة، الجمعة.
وفي لقائه أعرب السراج عن تطلعه إلى موقف سعودي من الأزمة الليبية لا يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، ويطالب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي وصفها بالقوات المعتدية، بالعودة إلى الأماكن التي انطلقت منها، ويسهم عملياً في حقن دماء الليبيين.
وقال السراج إن الدول التي تدعم حفتر وتزوده بالأسلحة تعتبر مساهِمة فيما يرتكبه من انتهاكات، وإن تزويد حفتر بالأسلحة يعد خرقاً واضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي حظر التسلح.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في وقت سابق، أنّ الرياض قدمت مساعدات بملايين الدولارات لخليفة حفتر، لتنفيذ هجومه على العاصمة طرابلس في 4 أبريل الجاري.
وأسندت الصحيفة الأمريكية خبرها إلى مصدر رفيع المستوى بالحكومة السعودية، وقالت إنّ حفتر زار السعودية في 27 مارس الماضي، أي قبيل أيام من الهجوم العسكري، والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان.
كما يحظى حفتر بدعم من الإمارات ومصر، على الرغم من أنه غير معترف به دولياً، ويواجه هجومُه على الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس انتقادات من عدة جهات دولية.
ووفق بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، لفت السراج النظر إلى أن الهدف من هذا الاعتداء بات واضحاً للجميع، وهو محاولة إجهاض العملية السياسية وإعادة الحُكم الشمولي من جديد إلى ليبيا.
البيان قال إن محمد بن سلمان أبلغ السراج أن السعودية حريصة على تحقيق الاستقرار في ليبيا وتوقُّف القتال بين الإخوة، وأكد أن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية، وأن الحل يكمن في العودة إلى الحوار والتفاهم.
وقال بن سلمان إن بلاده مستعدة لأداء دور في دعم مشروع وطني ليبي يمثل الليبيين ويلبي رغباتهم، وينعكس إيجابياً على دول الجوار الليبي والمنطقة بالكامل.
ويعد هذا اللقاء هو الأول بين السراج ومسؤول سعودي بالمملكة، وذلك منذ بدء هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس في أبريل الماضي.
وفي 27 مارس الماضي، بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع حفتر -الذي زار آنذاك الرياض للمرة الأولى- مستجدات الأوضاع في ليبيا.
ومنذ 4 أبريل الماضي، تشن قوات حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليَّين، لكونها وجهت ضربة إلى جهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.
جدير بالذكر أن ليبيا تعاني منذ 2011 صراعاً على الشرعية والسُّلطة، يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً وحفتر الذي يقود القوات في الشرق.