كرستين كنيب- DW- عربية-
بعد أيام من اجتماعه مع وزير الخارجية الألمانية في أبو ظبي، يجري رجل الإمارات القوي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مباحثات في برلين. عمّ تدور المباحثات؟
في جولته إلى الشرق الأوسط، حاول وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنجاز مهمة صعبة، حيث قام بمباحثات في منطقة يشتد فيها التصعيد، وخاصة بين إيران والمملكة العربية السعودية، اللتان تتنافسان على الزعامة في المنطقة. ففي اليمن يخوض حلفاؤهما حرباً بالوكالة، ذهب ضحيتها آلاف اليمنيين الأبرياء.
وبالرغم من أن ماس لم يزر المملكة العربية السعودية، إلا أنه قام بمباحثات مع المسؤولين في الإمارات، الحليفة المقربة للسعودية. وهناك عبّر عن أمله في العمل معاً من أجل تخفيف حدة الوضع في المنطقة، وذلك بعد لقاء مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان.
لكن المباحثات بين الإمارات وألمانيا لم تنته بزيارة ماس إلى أبو ظبي، حيث أن رجل الإمارات القوي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يتوجه إلى برلين ويجتمع مع الرئيس الألماني فرانك فالتر-شتاينماير، كما يقوم بمباحثات مع المستشارة أنغيلا ميركل في زيارته التي تستمر يومي الثلاثاء والأربعاء.
ضربة تظهر ضعفه النسبي
وقد أدرجت مجلة تايم البريطانية محمد بن زايد على قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم في عام 2019. لكن قبل بضعة أسابيع تلقّى ولي العهد ذو التأثير ضربة قد تجعله يرى ضعفه النسبي. فقد تعرضت عدة سفن تجارية دولية لأضرار قبالة السواحل الإماراتية بسبب عمل تخريبي. ومن بين تلك السفن ناقلة نفط للسعودية، أقرب حليف للإمارات.
وتعد سلامة المياه الإقليمية لدولة الإمارات أحد أكثر الأمور التي تشغل ولي العهد. فقد عايش محمد بن زايد تجربة مهمة في هذا الصعيد، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مقال عنه، بداية الشهر الحالي. في ذلك الوقت قام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت، ولم يكن لدى دول الخليج سوى الاستعانة بالمجتمع الدولي، وبتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، من أجل استعادة الكويت.
التأثير في دائرة القرار في واشنطن
وقتها وبمبادرة من محمد بن زايد، شاركت الإمارات بملايين الدولارات في تكاليف العمل العسكري ضد القوات العراقية. ومنذ ذلك الوقت، أصبح ولي عهد أبو ظبي ضيفاً يزور واشنطن بانتظام. أحد اهتماماته الرئيسية هناك هي شراء أسلحة لـ"الدفاع عن بلاده". ويعتبر بن زايد "أحد أكثر الأصوات الأجنبية نفوذاً في واشنطن" كما أنه "يحث الولايات المتحدة على تبنّي نهجها العدواني المتزايد في المنطقة"، حسبما كتبت نيويورك تايمز.
وتشكل إيران، الجارة على الجانب الآخر من مضيق هرمز، أكبر مصدر قلق لبن زايد. وقد قدمت الإمارات -الأسبوع الماضي- النتائج الأولية لتحقيق قادته حول عمليات تخريب السفن، مشيرة إلى أن "دولة على الأرجح" هي التي نفذت الهجمات، دون أن تسمّيها.
ولا تتواجه إيران مع كل من السعودية والإمارات في اليمن فحسب، بل في سوريا أيضاً، حيث أن إيران هي واحدة من أبرز داعمي نظام الأسد، في حين أن السعودية والإمارات تدعمان المعارضة.
طبول الحرب تقرع في الخليج؟
زاد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران من حدة التوتر في المنطقة. وفي مثل هذه الحالات فإن بن زايد يقوم منذ سنوات بالاستثمار في الأسلحة. ويعتبر جيش الإمارات أحد أفضل الجيوش تجهيزاً في العالم العربي. ولكن هل سيكون قادراً على منع التصعيد؟
من المرجح أن تركز المحادثات بين الرئيس الألماني فرانك فالتر-شتاينماير وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على ضرورة تخفيف التوتر في الخليج. ومن المهم بالنسبة لألمانيا أيضاً أن أي تصعيد في النزاع قد يعني موجة جديدة للاجئين إلى أوروبا.
في نهاية آذار/مارس، قرر مجلس الأمن الاتحادي تمديد حظر تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية لمدة ستة أشهر أخرى. لكن الحظر لا يشمل الإمارات العربية المتحدة. ومن المرجح أن يناقش المسؤولون الألمان هذه المسألة مع محمد بن زايد.