ترجمة منال حميد -
تناولت صحف أمريكية وبريطانيةٌ قضية هروب زوجة حاكم دبي، الأميرة هيا بنت الحسين، وبدء معركتها القضائية ضد زوجها محمد بن راشد آل مكتوم، حيث أكدت أن القضية تهدد مكانة دبي، في حين تساءلت عن سبب نشر بن راشد قصيدة تحدثت عن السيوف ومواجهة الصعاب بعبارات حملت نوعاً من التعالي.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت إن المعركة القضائية التي تخوضها الأميرة هيا ضد زوجها، "تهز صورة المدينة العالمية" التي كانت مركز جذب عالمياً كبيراً، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سمعة الإمارة للاهتزاز؛ لكن هذه المرة هي الأعنف من سابقاتها، لكونها مباشرة ضد بن راشد.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لكثيرين خارج منطقة الشرق الأوسط، اكتسبت دبي سمعة باعتبارها مركزاً عالمياً جذاباً، وهي النظرة التي صاغها ونشرها حاكمها محمد بن راشد، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
لكن بن راشد، الملياردير صاحب سباق الخيول والبالغ من العمر 70 عاماً، واجه ادعاءات متتالية بسوء معاملة النساء في عائلته، وسلَّطت الحالات الضوء على ما قاله نشطاء، وهي المواقف الرجعية للإمارة تجاه حقوق المرأة وحرية التعبير، والتي غالباً ما يخفيها تصوُّر دبي أنها لاس فيغاس في الشرق الأوسط.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى تقديم الأميرة هيا بنت الحسين (45 عاماً)، إحدى زوجات بن راشد، طلباً إلى المحكمة العليا في بريطانيا لإصدار "أمر حماية من الزواج القسري" لأحد أطفالها، والذي يمكن أن يحمي شخصاً ما قد أُجبر على الزواج.
وتقيم الأميرة هيا حالياً في بريطانيا بعد أن فرَّت هي وطفلاها إلى هناك، حيث أكدت أنها لا تنوي العودة إلى دبي مرة أخرى.
قضية الأميرة ألقت الضوء مجدداً على الادعاءات السابقة ضد بن راشد حول إساءاته معاملة نسائه، وسبق أن حاولت اثنتان من بناته الفرار قبل أن تُعادا قسرياً.
تقول رادها ستيرلنج، الرئيسة التنفيذية لمنظمة تعنى بالدفاع عن حقوق المحتجزين في الإمارات ومقرها لندن: "عندما ترى أفراداً من العائلة المالكة يفرُّون من البلاد ويلتمسون اللجوء، يجب أن يشير ذلك إلى المدى الذي يتم فيه حرمان المرأة المتوسطة في الإمارات من الحقوق الأساسية".
وكانت إحدى بنات بن راشد، وهي الأميرة شمسة، أول من حاولن الهرب من العائلة في يوليو عام 2000، بحسب تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية، ذكر أن الأميرة شمسة حاولت الهرب عندما كانت بعمر 19 عاماً في لندن، قبل أن تعاد قسرياً.
وبعد مرور عام، تلقَّت صحيفة "الغارديان" مكالمة تفيد بأن امرأة تدَّعي أنها شمسة قد اتصلت بالسلطات البريطانية، قائلةً إنها اختُطفت من إنجلترا وأُعيدت إلى دبي.
وكانت المرأة بحانة مع أصدقائها في كامبريدج، على حد قول المرأة، عندما اصطفت سيارة إلى جانبها، وأجبرها أربعة رجال على ركوب السيارة، حيث نُقلت إلى ممتلكات عائلتها في نيوماركت، ونُقلت على متن طائرة خاصة إلى دبي في اليوم التالي.
ولا تزال حكومة الإمارات العربية المتحدة مشدودة بشأن ما حدث لشمسة، ولم تظهر الأميرة على الملء منذ محاولة الهروب. ولكن بعد مرور ما يقرب من 20 عاماً، ظهرت تفاصيل مقلقة عما قد يحدث لها، عندما فرَّت أختها الصغرى ونشرت أحزانها على الإنترنت.
وتتابع الصحيفة: "في عام 2018، حصلت الأميرة لطيفة آل مكتوم على يخت أمريكي، وكانت تأمل أن تبحر صوب الحرية خارج أسوار العائلة، بعد أن وضعت خطة للهرب استغرقت فيها سبعة أعوام، حيث ظهرت لاحقاً في شريط فيديو مسجَّل به تفاصيل واسعة عن حياتها وحياة نساء العائلة، مشيرة إلى أن ما جرى لشقيقتها شمسة جعلها تفكر في الهرب".
وفي ليلة 4 مارس 2018، تعرَّض اليخت الذي كانت على متنه لهجوم من قوة عسكرية إماراتية وهندية قبالة سواحل الهند، ونُقلت جواً إلى دبي.
وعكس بنات بن راشد آل مكتوم، تتمتع الأميرة هيا بروابط ملكية خاصة بها، فهي ابنة ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، وشقيقة الملك الحالي عبد الله بن الحسين.
وتتابع الصحيفة: "لَم تهرب الأميرة، التي تشارك زوجها في حُب الخيول وتُنافست مع فريق الفروسية الأردني في أولمبياد سيدني عام 2000، من بن راشد بالطريقة ذاتها التي حاولت بها بناته، فهي ذهبت إلى لندن حيث تعيش هناك في منزلها الذي اشترته بملايين الدولارات، قبل أن تظهر بالمحكمة في أوائل يوليو الماضي، وأعلنت عن عدم رغبتها في العودة مرة ثانية إلى دبي".
لكن ما زالت الأميرة هيا تخشى على سلامتها، فبالإضافة إلى طلب "أمر حماية من الزواج القسري"، طلبت "أمراً بعدم الإزعاج"، لحماية نفسها من التهديدات أو المضايقات، وفقاً لوكالة "رويترز".
هل هددها بقصيدة؟
واليوم الخميس، تناولت عدد من الصحف البريطانية أنباء عن طلب زوجة حاكم دبي الحصول على أمر "حماية من الزواج القسري" و"عدم الإساءة"، في وقت نشر قصيدة عن "سيوف لامعة ذات نَصل حاد".
وقالت صحيفة "الديلي تلغراف"، في تقرير بعنوان: "حاكم دبي ينشر قصيدة مبهمة، في حين تحضر زوجته جلسة بالمحكمة".
وقال التقرير، الذي كتبه ستيف بيرد وجوزي إنسور، إن حاكم دبي الملياردير محمد بن راشد نشر القصيدة المعنونة بـ"سيوف المعالي"، في وقت اتضحت فيه تفاصيل الجلسة وتصدرت عناوين الصحف بشتى بقاع العالم، وذلك نحو الساعة الرابعة عصراً بتوقيت لندن.
وتضيف أن الشيخ كان قد نشر في السابق قصيدة اسمها "عِشتي ومُتِّي"، يتهم فيها امرأة لم يذكر اسمها بالغدر، ويقول فيها: "ما عاد لكِ عندي مكانة.. ما يهمني عِشتي ومُتّي".
وتقول الصحيفة إن قصيدة "سيوف المعالي" يعتبرها البعض "تهديداً مقنَّعاً للأعداء الإقليميين للإمارات".