علاقات » عربي

تراشق وتكذيب بين "العربية" والإعلام الإماراتي.. ما القصة؟

في 2019/08/28

متابعات-

عد حملة إعلامية واسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إخبارية إماراتية، عن وجود عناصر من "القاعدة" تقاتل في صفوف القوات الحكومية باليمن، فضحت قناة "العربية" تلك المزاعم وكشفت حقيقة ما يتم تداوله. 

وتناقلت وسائل إعلام إماراتية وأخرى يمنية موالية لها، إضافة إلى سياسيين ونشطاء إماراتيين، صورة لجندي في القوات اليمنية، يظهر خلفه عَلم "القاعدة"، خلال المواجهات التي اندلعت في 23 أغسطس الجاري، بمحافظة شبوة بين القوات الحكومية والنخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً. 

ومؤخراً استخدمت الإمارات على وسائل إعلامها، أسطوانة "القاعدة والإخوان"، في حربها وانقلابها بعدن، لإضفاء الشرعية على ذلك الانقلاب.

ما القصة؟

في 24 أغسطس الجاري، انتشرت بشكل كبيرٍ صورة مقاتل بالجيش اليمني، في أثناء السيطرة على كلية النفط بمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة. 

الصورة الحقيقية كانت ضمن فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، للمقاتل اليمني إلى جانب عشرات من الجنود، وهم يتجولون في المناطق التي سيطروا عليها، وتمكنوا خلالها من طرد قوات "النخبة الشبوانية"، بعد معارك عنيفة.

لكن الذباب الإلكتروني الإماراتي ووسائل إعلامهم سارع إلى اقتصاص الصورة من الفيديو، ووضع عَلم تنظيم القاعدة، وتم نشرها بطريقتين: الأولى بصورتها الطبيعية مرفقة بالعَلم، والثانية وُضعت في إطار شعار قناة "الحدث" التي بثت الفيديو، من أجل إضفاء المصداقية على الصورة. 

وهدفت الإمارات من خلال ذبابها الإلكتروني إلى إضفاء شرعية على الانفصاليين الذين يقاتلون "الشرعية"، واستخدمت في جميع أخبارها الحديث عن قتال عناصر "القاعدة والإخوان" بجنوبي البلاد. 

"العربية" تردُّ
ورغم أن قناة "العربية" السعودية واحدة من الأصوات التي تتحدث بلسان الإمارات أيضاً وتعمل أبرز مكاتبها في دبي، فإنها هذه المرة كشفت الحقيقة، وفضحت وسائل الإعلام الإماراتية والناشطين. 

وفي برنامج "تفاعلكم" الذي تبثه القناة، تحدثت المذيعة عن فبركة كبيرة انطلت على كثيرين، مشيرة إلى أن الصورة تمت فبركتها. 

ولم تشر المذيعة إلى وسائل إعلام إماراتية، لكنها قالت: إن "مغردين فبركوا الفيديو ووضعوا عَلم داعش وروَّجوه، وصدَّق كثيرون تلك الصورة". 

كما نشرت القناة في موقعها الإلكتروني خبراً يتحدث عن تزييف الصورة؛ في محاولة للتشكيك في الجيش اليمني، وقالت: "إن ذلك يعد محاولة من البعض للتشكيك في الجيش اليمني وقواته في أثناء سيطرته على مدينة عتق بمحافظة شبوة". 

أمثلة للفضيحة  

ومن بين وسائل الإعلام تلك، موقع "24" الإماراتي، الذي نقل عن مصدر عسكري -لم يكشف عن اسمه- قوله إن من سمَّاه "الإرهابي الذي ظهر في صور بُثت على شبكة الإنترنت، وهو يوجه عناصر تابعة له خلال مواجهات مع قوات النخبة الشبوانية، قيادي في تنظيم القاعدة ومطلوب للولايات المتحدة الأمريكية". 

وأضاف الموقع: "إن الشخص يدعى أبو البراء البيضاني، وقد ظهر في كلية النفط بشبوة وهو يقود مليشيات الإخوان بعد إعلانها السيطرة على الكلية". 

وكان أبرز من نشر تلك الصورة المزورة، نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان، الذي علَّق على الصورة في صفحته بـ"تويتر" بقوله: "من هذا الداعشي؟!".

كما نشر الخبير والمحلل العسكري الإماراتي خلفان الكعبي الصورة ذاتها، وكتب قائلاً: "أبو البراء البيضاني داعشي يقاتل مع الجيش اليمني ضد قوات المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية، لاحظوا عَلم داعش في الدائرة الحمرا على اليسار، اجتمع من صنَّفهم كل العالم إرهابيين تحت مظلة الشرعية اليمنية لقتال أبناء الجنوب".

وقال صحفي يدعى صلاح مخارش، في صفحته بـ"تويتر": إن "أبو البراء البيضاني داعشي يقاتل مع جيش الأحمر أو ما يسمى الجيش اليمني..! هذا الداعشي ومثله كُثر يقاتلون ضد المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية!".