علاقات » عربي

انقلبت على "الشرعية".. الإمارات تتقرب للحوثيين سراً وعلناً

في 2019/08/28

الخليج أونلاين-

تواصل الإمارات إظهار حقيقة أهدافها الخفية من مشاركتها في الحرب باليمن، من خلال خطوات أفضت إلى انقلاب على الشرعية اليمنية في عدن، وصولاً إلى إعلان دعمها للحوثيين في حربهم للحكومة في البلاد.

ووفق ما تقوله الإمارات فقد جاءت ضمن تحالف تقوده السعودية، منذ مارس 2015، لمحاربة جماعة الحوثي المسلحة، إلا أن التحركات الأخيرة لأبوظبي أظهرت عكس تلك التصريحات.

وتوضح التحركات أنها تعمل على مد يدها للحوثيين ودعمهم للاستمرار في حكم المناطق التي تحت سيطرتهم، ودعم الجنوبيين في انفصال جنوب اليمن.

ضاحي خلفان يمدح الحوثي

ولعل تصريحات ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، التي امتدح فيها مؤخراً زعيم جماعة الحوثيين المسلحة عبد الملك الحوثي ودعاه إلى استمرار ارتكاب جرائم ضد المدنيين باليمن، تكشف حقيقة نوايا الإمارات.

وكتب خلفان في صفحته على "تويتر"، في 27 أغسطس الجاري، تغريدة داعمة لجرائم الحوثيين، وقال فيها: "يا عبد الملك اضرب كل خمة الشمال الخارجين على أمرك.. دوسهم".

ولاقت التغريدة استياءً في أوساط اليمنيين والسعوديين، الذين اعتبروا ذلك لعباً على المكشوف، حيث كتب الكاتب السعودي سلطان الطيار معلقاً على حديث خلفان قائلاً: "اللعب على المكشوف أفضل، تخادم واضح بين طرفي الانقلاب شمالاً وجنوباً ضد الشرعية وظهور بوادر التنسيق بين طرفي الداعمين بشكل أوضح".

وقال معلق آخر يدعى أحمد البتيت: "لولا أنتم من بداية الأمر لكان اليمنيون قد انتهوا من عبد الملك والي خلفوه والي خلفه".

وفي تغريدة أخرى، قال المسؤول الإماراتي مهاجماً يمنيين على "تويتر": "عبد الملك (الحوثي) أرجل من أرجل رجالكم.. وإذا كلامي غلط خلونا نشوفكم".

وأضاف: "على الأقل عبد الملك ما يطعن في إيران.. أنتم أيها الشماليون طعانون لعانون خائنون وخوانون.. ولذلك ما فيكم رجال إلا من رحم ربي".

اجتماع سري في مسقط

ويوم 26 أغسطس الجاري، كشفت صحيفة "أنباء اليوم" المصرية عن عقد لقاء سري جمع قيادات استخباراتية ودبلوماسية إماراتية مع وفد من مليشيات الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.

ونقلت الصحيفة المصرية عن مصادر قولها إن اللقاء جمع وفد الإمارات بقيادة خالد بن محمد آل نهيان رئيس جهاز أمن الدولة، رفقة سفير الإمارات في سلطنة عمان، محمد بن سلطان السويدي، وبعض من المسؤولين الإماراتيين، فيما مثل الحوثيين محمد عبد السلام الناطق باسم الجماعة، وبعض من القيادات  المقربين من عبد الملك الحوثي.

وأوضحت أن اللقاء عُقد بعيداً عن عدسة كاميرات الصحفيين، وكان اجتماعاً مغلقاً في فندق غراند حياة بالقرب من سفارة الإمارات في العاصمة العمانية، وحضر اللقاء مسؤولون من الاستخبارات العمانية.

وأشارت إلى أنه جرى فيه البحث حول الصراع في اليمن وتم الاتفاق على أن يكون مستقبل اليمن متروكاً للمفاوضات اليمنية بين الحوثيين والجنوبيين، وأن تسحب الإمارات قواتها وبشكل تدريجي من اليمن في مقابل عدم تعرضها لأي استهداف من قبل الحوثيين.

لقاء سابق!

وفي 22 يوليو الماضي، كشف نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، عن وجود قنوات تواصل سرية بين جماعة الحوثي ودولة الإمارات لبحث مسألة الانسحاب من اليمن.

وخلال لقاء مع قناة الميادين اللبنانية، قال قاسم إن "هناك لقاءات تحصل بين مسؤولين إماراتيين وآخرين من الحوثيين، لتنظيم خطوات لاحقة للانسحاب من اليمن".

وأشار إلى "خلافات قوية بين حاكمي دبي وأبوظبي؛ محمد بن راشد ومحمد بن زايد، بشأن الحرب؛ بسبب الوضع الاقتصادي الصعب هناك، بعد أن باتت عشرات الآلاف من الشقق والمكاتب فارغة، بفعل التدهور الاقتصادي، واستنزاف أموال الإمارات الطائلة، فضلاً عن الخسائر البشرية دون ثمرة".

وأضاف قاسم: "من هنا بدأت الإمارات تنسحب تدريجياً".

وتابع: "أيّ عمل له علاقة بالانسحاب على الأرض لا بدّ أن يكون مواكباً بتواصل ولو سرّي، ولو بالواسطة أحياناً؛ من أجل الاتفاق على بعض الخطوات، أمّا هل يوجد اتّصالات في هذا الشأن بين الإمارات وإيران؟ معلوماتي أنه يوجد حوار ونقاش وتواصل دبلوماسي طبيعي بين إيران والإمارات، ولم ينقطع هذا الأمر، وحتى على مستوى أجهزة المخابرات تتواصل مع بعضها. ما هي الحدود التي يناقشون فيها حول اليمن؟ هذا لا أعلمه".

لقاء إيران

وفي 30 يوليو الماضي، كشفت زيارة وفد من خفر السواحل الإماراتية إلى إيران لبحث التعاون الحدودي بين البلدين، مدى التناغم بين البلدين، رغم اتهام الرياض وأبوظبي لطهران بدعم "الحوثيين" في اليمن بالسلاح.

وقالت الرئاسة الإيرانية، حينها، إن الإمارات "تقوم بإعادة النظر في نهجها الحاد تجاه اليمن".

وأوضح رئيس مكتب الرئاسة محمود واعظي، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة طهران، أن "الإمارات تغير موقفها الحاد من اليمن"، مشيراً إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين الإمارات والسعودية حول البلد.

الحكومة اليمنية تتهم الإمارات

وتتوالى الاتهامات الرسمية اليمنية لدولة الإمارات، في شق الصف ودعم انقلاب الجنوبيين، ففي لقاء تلفزيوني مع قناة "اليمن الرسمية"، اتهم وزير النقل في الحكومة اليمنية صالح الجبواني، في 25 أغسطس الجاري، الإمارات بدعم الحوثيين وتسهيل وصول طائرات مسيرة إلى مناطقهم.

وأكد الجبواني أن الإمارات عمدت إلى تصفية منير اليافعي (أبو اليمامة)، القيادي في "الحزام الأمني" التابع لها في عدن، مطلع أغسطس الجاري، لإخفاء تورطها في تهريب الأسلحة ومعدات الطائرات لمليشيات الحوثيين التي كانت أجهزة الشرعية قد سلمت أدلتها لقيادة التحالف والسعودية.

وأوضح أن الأدلة التي سلمتها الحكومة اليمنية للسعودية تضم توقيع "أبو اليمامة"، وهو أحد القيادات الكبيرة التي تمولها الإمارات، على تصريحات لتهريب معدات طائرات لمناطق سيطرة الحوثيين.

وتحدث الجبواني عن أطماع الإمارات في السيطرة على الموانئ والجزر اليمنية والسيطرة على منابع الثروة ومصبات هذه الثروة في عدن وشبوة وحضرموت، خلافاً لزعمها أنها تقاتل الحوثيين، وقال: "الإمارات لا تريد عودة الدولة إلى ما قبل 1990؛ لديها مشاريع لكل منطقة على حِدة، والدليل تشكيل هذه "الجيوش" على أسس مناطقية".