علاقات » عربي

هذه أوراق قوة اليمن لمعاقبة الإمارات

في 2019/08/31

الخليج أونلاين-

على حين غفلة شن طيران الإمارات غارات جوية على الجيش اليمني بين محافظتي عدن وأبين، متسبباً بقتل وجرح العشرات منهم، ليغضب بعدها اليمنيون من الوجود الإماراتي في بلادهم، حتى وصفوه بـ"الاحتلال".

وعلى المستوى الرسمي سارعت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الإعلام فيها معمر الإرياني، إلى التهديد باتخاذ كافة الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية حيال الاعتداء الإماراتي على جيشها في عدن.

ويؤكد الإرياني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع "تويتر"، أن القصف الإماراتي للقوات الحكومية يعد دعماً لمليشيا المجلس الانتقالي المتمردة، وتطوراً واستهدافاً خطيراً للشرعية الدستورية وجهود استعادة الدولة.

كذلك هدد مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام، بقرب إعلان حكومة بلاده الإمارات كدولة محتلة لجزء من أرض اليمن، ومقاومتها حتى طرد آخر جندي إماراتي. 

أيضاً حمّلت وزارة الخارجية اليمنية دولة الإمارات كامل المسؤولية عن القصف الذي وصفته بـ"السافر" والخارج عن القانون والأعراف الدولية.

وقالت الوزارة في بيانها: "الحكومة اليمنية تحتفظ بحقها القانوني المكفول بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإيقاف هذا الاستهداف والتصعيد الخطير".

وشعبياً أطلق اليمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسماً حمل عنوان: "طرد الإمارات من اليمن"، رداً على قصفها لجيش بلادهم، وتسببها بمقتل عدد من المدنيين، ووقوفها إلى جانب الانفصاليين.

ومع انكشاف الوجه الحقيقي للإمارات من هدفها في دخولها التحالف السعودي في الحرب على اليمن؛ والمتمثل في دعم الانفصاليين بهدف تقسيم البلاد، تحولت أبوظبي إلى دولة محتلة بعيون اليمنيين.

مستشار وزير الإعلام اليمني، الرحبي، يقول: "التاريخ سيكتب قيام دولة طارئة اسمها الإمارات دخلت اليمن من أجل دعم الشرعية وإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي، لكنها دعمت انقلاباً آخر وقامت بقصف قوات الشرعية، وسيكتب التاريخ هذه الخيانة، وسيرتبط اسم هذه الدولة الطارئة بكل جريمة غدر قادمة".

ويقول الرحبي مهاجماً الإمارات: "سيتم طردكم من كل شبر من أراضي اليمن، أنتم دولة طارئة بلا تاريخ تبحثون عن تاريخ في أرض اليمن، سيتم تمريغكم في التراب أيها الطارئون الخونة".

وعن خطوات بلاده الرسمية تجاه الإمارات كشف الرحبي أن كل الضباط الإماراتيين في اليمن، والمشاركين في الجرائم والانتهاكات في السجون السرية وفي الاغتيالات وباقي الجرائم التي ارتكبوها في اليمن، ستقدّم شكاوى رسمية ضدهم إلى محكمة الجنايات الدولية.

وأشار مستشار وزير الإعلام اليمني إلى أنه ستتم ملاحقة الضباط الإماراتيين وقيادات بلادهم الإمارات كـ"مجرمي حرب، ولن يفلتوا من العقاب".

طرد الإمارات من التحالف

وطالبت الحكومة اليمنية، مساء الخميس (29 أغسطس)، الرئيس عبد ربه منصور هادي، بتوجيه رسالة رسمية إلى المملكة العربية السعودية يطلب فيها إنهاء مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية باليمن.

وفي رسالة بعثت بها الحكومة إلى الرئيس هادي، بعد ساعات من الغارات التي نفذها الطيران الحربي الإماراتي، أرجعت توجيه طلبها للسعودية بإنهاء دور الإمارات في التحالف؛ باعتبار أن المملكة هي من دعتها للدخول في هذا التحالف بناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأكدت الرسالة "ضرورة إشعار مجلس الأمن بذلك، ومطالبته بالوقوف أمام تداعيات ما تقوم به الإمارات في اليمن".

كما طالبت رسالة الحكومة الرئيس هادي بسحب السفير اليمني من أبوظبي، وتعليق العلاقات بين البلدين.

من جانبه هاجم الرئيس اليمني، الخميس، دولة الإمارات والدور الذي تؤديه في دعم التمرد المسلح في عدن بالمال والخطط.

وقال هادي: "علينا مواجهة التمرد المسلح الذي تقوم به مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات"، مؤكداً أن "هذه المليشيات المتمردة تمادت في مهاجمتها مؤسسات الدولة في عدن، بدعم وتمويل وتخطيط من أبوظبي".

وأضاف: إنّ "الإمارات استغلت الظروف الحالية التي نمر بها لمهاجمة مؤسسات الدولة الشرعية"، مشيراً إلى أنّ "الطائرات الإماراتية دعمت مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي".

وبين هادي بالقول: "وجهت الحكومة لمواجهة الاستهداف السافر لبلدنا ووحدة وسلامة أراضيه"، وشدد قائلاً: "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا، وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها"، محذراً من أنه "لا يمكن لتدخل الأشقاء في معركتنا أن يكون مدخلاً لتقسيم بلادنا".

نائب وزير الشباب والرياضة اليمني، منير الوجيه، يؤكد أنه لا يوجد أي مبرر لاستمرار دولة الإمارات ضمن التحالف السعودي بعد المجزرة التي ارتكبتها بحق الجيش الوطني وإصرارها على إسقاط الدولة اليمنية وشرعيتها.

وأوضح الوجيه، في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر"، أن خطوة الإمارات العسكرية تعد تحدياً واضحاً لإرادة اليمنيين، وإصراراً عجيباً على تقسيم البلد ودعم الميلشيات، وتحدياً واضحاً للسعودية.

أوارق القوة

الكاتب السياسي اليمني مروان الترب، يؤكد أن الحكومة اليمنية تمتلك قوة دبلوماسية لمواجهة الإمارات كرد على قصفها للجيش؛ أبرزها رفع الغطاء القانوني عنها بطلب خروجها من التحالف الداعم للشرعية.

ويقول الترب في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "من أوراق القوة التي تستخدمها الحكومة اليمنية ضد الإمارات قطع العلاقات الدبلوماسية معها وكافة أشكال التعاون بين البلدين".

ويضيف الترب: "كذلك يمكن للحكومة اليمنية التقدم بشكوى عاجلة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية تتضمن الانتهاكات الإماراتية وأذرعها في اليمن، والمطالبة بفرض عقوبات عليها وعلى مرتكبي هذه الانتهاكات".

ويوضح أن الشرعية اليمنية من الممكن قيامها بتوجيه الخارجية والسفارات التابعة للجمهورية اليمنية بتوضيح الوضع بناء على وجهة نظر الدولة، وكشف الجرائم والانتهاكات التي قامت وتقوم بها الإمارات في اليمن، ودعمها للجماعات المسلحة، وخطر ذلك على اليمن والمنطقة وعلى السلم والأمن الدوليين.

حرب على الشرعية

الكاتب السياسي اليمني منير الشهاري، يصف الإمارات بالدولة المحتلة لبلاده بدعم من دول خارجية بهدف تنفيذ مخطط رئيس وهو الاستيلاء على موانئ محافظتي عدن والحديدة، ومصافي بلحاف في شبوة، والتي يوجد بها ميناء غاز وأكبر مشروع استثماري في تاريخ اليمن.

ويقول الشهاري في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "الحكومة اليمنية يمكن أن تتحرك ضد الإمارات، حيث تمتلك أوراق قوة أبرزها عقود واتفاقيات أبرمتها الإمارات مع مليشيات المجلس الانتقالي الذي قامت بتأسيسه وتسليحه، وسحب تلك الاتفاقيات".

ويوضح الشهاري أن قصف الإمارات للجيش اليمني في عدة محافظات يمنية في الجنوب يعد حرباً واضحة ومعلنة على الشرعية في البلاد.

ويردف بالقول: "أصبحت الإمارات دولة داعمة للمليشيات في بعض الدول العربية؛ منها ليبيا واليمن، وراعية أولى للإرهاب والإرهابيين".

وفي موقف جديد من أبرز حلفاء الإمارات، جاءت تغريدة من رئيس مجلس العلاقات السعودية الأمريكية، أو ما يُعرف بـ"اللوبي السعودي"، سلمان الأنصاري، هدد فيها بمحاسبة كل من دعم المجلس الانتقالي الجنوبي بالمال والسلاح والتخطيط والإعلام، وذلك في إشارة إلى الإمارات حليفة المملكة.

ويشير حديث الأنصاري لتوجه سعودي أيضاً نحو إيقاف العبث الإماراتي في اليمن، وجاء تصريحه بعد ساعات من كشف مصادر لوكالة "رويترز" عن أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، "منزعج جداً" من السياسة الإماراتية.