علاقات » عربي

خبير عسكري: السعودية لم تدافع عن أرامكو برصاصة

في 2019/09/20

الخليج أونلاين-

قال الخبير العسكري والاستراتيجي، ناظم صبحي توفيق، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يتخذ قراراً عسكرياً صائباً منذ صعد إلى السلطة وحتى الآن، وكل ما جرى في عهده هو غير مقبول؛ فقد تحولت المملكة بعهده إلى موقف دفاعي مستكين، وكان العرب يأملون أن تواجه السعودية التمدد الإيراني وتقلل من سطوة طهران على المنطقة، ولكن ما حدث هو العكس تماماً.

وأضاف توفيق في حديث خاص مع "الخليج أونلاين": إن منشآت أرامكو معروفة، ويمكن لأي صورة فضائية أو جوية تحديد الأهداف الأهم داخل المحطات النفطية، ويمكن تصوير ذلك عبر طائرات الاستطلاع، وقد تستخدم الطائرات المدنية لتصوير مواقع معينة وتزود مخابرات تلك الدولة بالأهداف المطلوب ضربها".

وأكّد أنه "لم يطلق طلقة واحدة ضد المقذوفات أو الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت أرامكو النفطية (بقيق وخريص) في المنطقة الشرقية السعودية، بل أصابت أهدافها بدقة شديدة".

وأشار إلى أنه من "المستغرب فعلاً أنه لا يوجد حول المنشآت النفطية أو الاستراتيجية مضادات طيران ومضادات صواريخ، وهذا معمول به في العراق منذ الثمانينيات مثلاً، وعدم وجود مثل هذه الأنظمة العسكرية يعد تقصيراً من القيادة السعودية ورئاسة أركان الجيش وقيادة الدفاع الجوي السعودي، وهذه المنشآت ليست استراتيجية داخلياً فقط، بل لها أهمية عالمية؛ لأن أرامكو تصدر النفط لكل العالم بما يصل لـ10 ملايين برميل يومياً".

وأوضح الخبير العسكري أنه بحسب "الأحداث التي وقعت خلال الأشهر الماضية، منذ استهداف السفن الأربع في بحر عُمان، وناقلة النفط التي استهدفت في مضيق هرمز، وإسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية التخصصية باهظة الثمن، وقصف المنشآت النفطية التي ضربت قبل شهرين في السعودية، والقصف المتواصل للمطارات والقواعد العسكرية في الجنوب السعودي من قبل جماعة الحوثيين اليمنية، لم تحرك المملكة ساكناً".

وشدد توفيق على أنه "إما أن السعودية خائفة من إيران، أو هي متخبطة ولا تعرف التصرف، وهذه مشكلة كبيرة؛ لأن الأهداف المضروبة هي تهديد واضح للأمن الوطني السعودي، وعدم الرد هو قصور استراتيجي وسياسي وعسكري مقيت".

وقال توفيق: إن "قرار الحرب ليس قراراً سعودياً ولا قراراً خليجياً، ولا قراراً إيرانياً حتى، وإنما القرار بيد الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما أقدمت على تحرك ما، فلو ضربت بارجة أمريكية لاشتعلت الحرب فوراً".

وأردف أنه "وفق الإعلان الرسمي فإن الأسلحة المستخدمة في القصف هي أسلحة إيرانية، ولكن من أين انطلقت؟ فأنا لا أرجح أن يكون الاستهداف تم من أراضٍ إيرانية؛ لأن طهران لا تود أن تكون في محل مواجهة، وليس من أراضٍ يمنية لأنها بعيدة جداً، ولكن ربما من جنوب العراق؛ لأن السلطات العراقية لا تسيطر بشكل كامل على أراضيها، وهي قريبة من محطات أرامكو".

وكانت جماعة الحوثيين اليمنية تبنت، السبت الماضي، الهجوم على منشأتي أرامكو (خريص وبقيق)، وقالت إن الهجوم "نُفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشراً ودقيقاً، وجاء بعد عملية استخبارية دقيقة ورصد مسبق"، وتعاون مع من وصفتهم بـ"الشرفاء".

من جانبها أعلنت وزارة الداخلية السعودية استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي البلاد بطائرات مسيرة.

وتقول واشنطن إن الهجوم لم يأتِ من اليمن، بل من إيران أو العراق، وإنه "ربما استهدف بصواريخ كروز وطائرات أيضاً".

وحمّل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إيران مسؤولية الهجمات، وأفادت تقارير إعلامية أمريكية مؤخراً بأن البيت الأبيض يدرس خيارات عسكرية للرد.

وفي الأشهر الأخيرة كثف الحوثيون من إطلاق صواريخ عبر الحدود مع السعودية، وشنوا هجمات بواسطة طائرات مسيرة، مستهدفين قواعد عسكرية جوية ومطارات سعودية ومنشآت أخرى، مؤكدين أن ذلك يأتي رداً على غارات التحالف في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة باليمن.