متابعات-
كشفت مصادر عن تورط الإمارات في التوترات التي شهدتها المخابرات المصرية خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت المصادر أن الإمارات أبلغت القاهرة بأنها منزعجة من المقدّم "أحمد شعبان" مدير مكتب رئيس المخابرات العامة اللواء "عباس كامل"، بعد تلقيها رسالة منه يشكو فيها من أن الإمارات لم تلتزم بتعهداتها.
وأشارت المصادر إلى أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" أبلغ الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" بذلك، خلال لقائهما الأخير في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحسب ما أوردت دورية "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتية الفرنسية.
وجاء الخلاف الأخير قبل الأزمة التي كانت تختمر منذ شهور في المخابرات العامة، حتى وصل الأمر أخيرا إلى ذروته.
وهدد "عباس كامل" بالاستقالة ما لم يتم إبعاد "محمود السيسي"، نجل الرئيس المصري، بحسب ما كشفه موقع "مدى مصر" في المقال الذي تسبب في اقتحام مكتب الموقع واعتقال عدد من صحفييه.
وبحسب الموقع، فإن أساليب نجل "السيسي" غير المعتادة في الخدمة خلقت الكثير من الانتقادات، وقد شملت مسؤولياته تخفيف حدة الانتفاضة الشعبية التي هزت البلاد منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، نقل "الخليج الجديد" عن مصادر مطلعة، أن الرئاسة المصرية تدرس مقترحات قدمتها أجهزة سيادية، تقضي بنقل "محمود السيسي"، وإبعاده عن دائرة الضوء، خشية استغلال ذلك من قوى معارضة، لإعادة تصدير سيناريو التوريث على غرار سلفه الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، الذي كان يعد نجله "جمال" لخلافته، قبيل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إلى أن المقترحات تعود إلى دأب قنوات المعارضة المصرية بالخارج، خلال الشهور الأخيرة، على إبراز تصاعد نفوذ "محمود"، والربط بينه وبين ملفات حساسة، تسيء في المجمل لشخص "السيسي" ذاته.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، نشرت صحيفة "مدى مصر" المستقلة، نقلاً عن مصدرين منفصلين داخل جهاز المخابرات العامة المصرية، بأن قراراً صدر بندب "محمود السيسي"، للقيام بمهمة عمل طويلة في بعثة مصر العاملة في روسيا، وذلك بعد أن أثرت زيادة نفوذه سلباً على والده.
بالإضافة إلى أن نجل "السيسي"، وفق رأى بعض المنتمين للدائرة المحيطة بالرئيس، فشل في إدارة عدد من الملفات التي تولاها، بأمر والده، الذي قاد انقلابا عسكريا عام 2013 ضد الرئيس الراحل "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، بعد عام واحد من حكمه.
وبعد 24 ساعة من نشر "مدى مصر" التقرير الذي اعتمد على مصادر في المخابرات العامة، جرى اعتقال كاتب التقرير، الصحفي "شادي زلط".
ولاحقا داهمت السلطات، الأحد الماضي، مقر الموقع، قرب القاهرة، واعتقلت رئيسة تحريره "لينا عطالله"، والصحفي "محمد حمامة"، والصحفية "رنا ممدوح"، لكن تم إطلاق سراحهم بعد ساعات.