علاقات » عربي

انطلاق مؤتمر المانحين لليمن ودعوة أممية لإنقاذ الوضع الإنساني

في 2020/06/02

متابعات-

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، اليوم الثلاثاء، إن المملكة قدمت لليمن منذ بداية الأزمة في سبتمبر 2014 مساعدات وصلت إلى أكثر من 16 ملياراً و940 مليون دولار، فيما أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقيمة 2.4 مليار دولار حتى نهاية 2020.

جاء ذلك في تصريح صحفي بعد انطلاق مؤتمر المانحين الافتراضي الخاص باليمن لعام 2020، الذي ينعقد خلال يوم واحد بالرياض، بتنظيم سعودي ورعاية من الأمم المتحدة، لحشد الدعم المالي للجهود الإنسانية في اليمن.

ويشارك في المؤتمر ما يزيد على 126 جهة، منها 66 دولة، و15 منظمة أممية، و3 منظمات حكومية دولية، وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأكّد الوزير السعودي أن المملكة حريصة على دعم الجهود كافة التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني؛ لدعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية بما ينعكس على أمنه واستقراره.

وأشار إلى أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قام بتنفيذ 175 مشروعاً في 7 قطاعات تنموية بتكلفة بلغت أكثر من 150 مليوناً و520 ألف دولار، إضافة إلى المساعدات المقدمة للأشقاء اليمنيين داخل المملكة، والمساعدات الحكومية الثنائية.

كما لفت إلى أن المملكة قدمت وديعة بمبلغ 3 مليارات دولار لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني، إضافة إلى تقديم مشتقات نفطية بقيمة 60 مليون دولار شهرياً لتشغيل محطات الكهرباء، واستمرار مشروع (مسام) لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر الحية.

وناشد بن فرحان المجتمع الدولي لممارسة الضغوط كافة على المليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بالوصول لموقع خزان النفط العائم (صافر) الذي به أكثر من مليون برميل، والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015.

ودعا جميع الدول والمنظمات الدولية وغير الحكومية للوفاء بتعهداتها لليمن التي أُعلن عنها العام الماضي بمبلغ مليارين و410 ملايين دولار أمريكي لتمويل عمليات الإغاثة، وسيخصص منها 180 مليون دولار لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

من جهته بيّن غوتيريش أن "وكالات الإغاثة العاملة باليمن تحتاج إلى 2.41 مليار دولار لتغطية المساعدات الأساسية للسكان، خلال الفترة من يونيو الجاري حتى ديسمبر المقبل".

وشدد المسؤول الأممي على أن عدم توفير قيمة المساعدات سيؤدي إلى إغلاق أكثر من 30 برنامجاً من أصل 41 برنامجاً أممياً لدعم اليمن، في غضون أسابيع.

ونوه إلى إصابة 110 آلاف بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري، إضافة إلى المخاوف من تهاوي النظام الصحي في اليمن، إثر تفشي فيروس كورونا.

ولفت غوتيريش إلى أن الحرب في اليمن خلفت "24 مليون فرد يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ومليونَي طفل يعانون من سوء تغذية، و80 ألفاً أجبروا على النزوح من منازلهم".

وتحذر الأمم المتحدة من أن النقص في حجم المساعدات الغذائية سيزيد من شبح المجاعة، في ظل اعتماد ملايين العائلات اليمنية على تلك المساعدات.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، تقديم بلاده حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 160 مليون إسترليني (200 مليون دولار)، لمواجهة تفشي كورونا في اليمن.

وأوضح الوزير في بيان أن "حزمة المساعدات البريطانية ستكون بمثابة الحدِّ الفاصل بين الحياة والموت لآلاف اليمنيين الذين باتوا يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا".

وقد سجلت اليمن 323 حالة إصابة بوباء كورونا، بينهم 80 حالة وفاة، و14 حالة شفاء، وفق آخر الإحصائيات الرسمية.

ولا يشمل ذلك مناطق سيطرة الحوثيين الذين أعلنوا حتى 18 مايو الماضي، تسجيل 4 إصابات بكورونا بينها حالة وفاة، وسط اتهامات رسمية وشعبية للجماعة بالتكتم عن العدد الحقيقي للضحايا.

ويمر اليمن بأسوأ أزمة إنسانية بتاريخه مع مرور 5 سنوات من الحرب فيه، وانتشار فيروس كورونا وأمراض أخرى بالبلاد، وسط غياب تام للقطاعين الصحي والخدمي، إضافة إلى تدهور الحياة المعيشية.