الخليج أونلاين-
"دولة الإمارات تغيث غزة بجسر جوي"، تصدر هذا العنوان الصحف والمواقع الإخبارية الإماراتية، وهو يتحدث عن إرسال أبوظبي مساعدات طبية لقطاع غزة لمساندته في مواجهة كورونا، ولكن مع وصول القافلة الطبية تبين أنها تحمل مواد قديمة وغير صالحة للاستخدام.
ومع وصول القافلة إلى قطاع غزة من خلال مصر عبر معبر رفح البري جندت الإمارات وسائلها الإعلامية للحديث عن أهمية المساعدات الطبية التي تحملها في مساعدة القطاع على مواجهة كورونا.
وروجت وسائل الإعلام الإماراتية والحسابات المحسوبة على القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، الذي تسلمت هيئة تابعة له في غزة القافلة وسلمتها لوزارة الصحة، الخميس 17 ديسمبر، أن المساعدات تحتوي على 100 جهاز تنفس صناعي، ومسحات لفحص كورونا.
ونقل موقع "العين الإخباري" التابع للإمارات أن القافلة تحتوي على 100 جهاز تنفس، وتضم 200 ألف فحص كورونا، بالتزامن مع انتهاء المسوحات في غزة، ولكن ذلك تبين أنه مضلل وغير دقيق.
وزعم الموقع الإماراتي أن القافلة تحتوي على 14.4 طناً من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص، ويستفيد منها أكثر من 14 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار فيروس كورونا.
وعلى الأرض تفاجأ المسؤولون في قطاع غزة، وخاصة وزارة الصحة، وفق تأكيدات حصل عليها "الخليج أونلاين"، أن القافلة الإماراتية تحتوي على مواد قديمة جداً تستخدم في الفحوصات المخبرية ولا تصلح لفحص كورونا، إضافة إلى مواد أخرى أيضاً لن تقدم أي فائدة لمصابي كورونا.
مصدر مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية أكد أن القافلة التي أرسلتها الإمارات لم تحمل أي مساعدات مفيدة للوزارة، أو قد تعينها على مواجهة جائحة كورونا.
ولم تحتوِ القافلة، بحسب المصدر، على أي أجهزة تنفس صناعي كما تم الترويج له في وسائل الإعلام الإماراتية، وإنما فقط أنابيب تستخدم لأجهزة التنفس، وهي لن تفيد مستشفيات غزة.
المصدر كشف أن وزارة الصحة غاضبة من المساعدات التي تحتويها القافلة، وأوصلت رسالة إلى "اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي" التابعة لدحلان للمطالبة بإصلاح ما حدث.
وأوضح أن تلك القافلة تزيد من الأعباء على وزارة الصحة؛ لكون إتلافها يحتاج إلى أموال، وهو ما يعد مرهقاً ومكلفاً.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي هاجم الفلسطينيون الإمارات بسبب التضليل الذي مارسته عند إرسال القافلة، والقول إنها تحتوي على أجهزة تنفس، ومواد خاصة بفحص كورونا.
الناشط الفلسطيني ياسين عز الدين أكد عبر حسابه في موقع "تويتر" أن الإمارات مارست الكذب حين أرسلت مساعدات إلى غزة، حيث تبين أن ما قيل عنه إرسال 100 جهاز تنفس تبين أنه أجهزة "تبخير" متواضعة متوفرة في صيدليات غزة.
الإمارات والتبرعات الكاذبة
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) December 20, 2020
بعد أن أخذت دعاية واسعة تبين أن شحنة التبرعات الطبية الإماراتية إلى قطاع غزة كانت كذبة كبيرة.
ما قيل أنه 100 جهاز تنفس تبين أنها أجهزة تبخير متواضعة متوفرة في صيدليات قطاع غزة ولا تصلح لمعالجة كورونا طبعًا.
وكتب عز الدين: "بعد أن أخذت دعاية واسعة تبين أن شحنة التبرعات الطبية الإماراتية إلى قطاع غزة كانت كذبة كبيرة".
الناشط محمد سعيد رد على تغريدة نشرها أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، حول إرسال بلاده مساعدات طبية إلى قطاع غزة تحتوي على أجهزة تنفس بالقول إن ما تم الحديث عنه غير دقيق.
وغرد سعيد مع إعادة نشر تغريدة عبد الله بالقول: "هذه القافلة لا تحتوي على المواد الطبية المُعلن عنها من الإمارات لمحاربة كورونا".
هذه القافلة لا تحتوي على المواد الطبية المُعلن عنها من الإمارات لمحاربة كورونا.
— محمد سعيد #فلسطين (@MohamdNashwan) December 19, 2020
شملت مسحات فحص سريع، من النوع القديم لفحص المسافرين عبر المعابر من خلال الدم، وليس الفحص المعتمد "بي سي آر"(عن طريق الأنف)
و أجهزة تنفس صغيرة لحالات مرضية معينة (أجهزة تبخير) ،لا تساعد مصابين كورونا https://t.co/NTpPtRGcIg
وشملت القافلة، حسب سعيد، مسحات فحص سريع من النوع القديم لفحص المسافرين عبر المعابر من خلال الدم، وليس الفحص المعتمد "بي سي آر" (عن طريق الأنف).
معتز أبو ريدة أكد أيضاً في تغريدة له عبر حسابه في موقع "تويتر" أن ما وصل من الإمارات هي 100 جهاز "تبخير"، وليس أجهزة تنفس صناعي.
للتنويه ولوضع المفردات في نصابها الصحيح..
— معتز أبوريدة_غزة (@Abuabraa2110198) December 18, 2020
ما أرسلته #الإمارات لغزة امس
كان عبارة عن 100 جهاز تبخيرة nobolizer ولم يكن أجهزة تنفس إصطناعي Ventilator
حتي المسحات المرسلة تعتبر خارج الخدمة لا يتم استخدامها في الدول الثانية لأنها من النوع القديم يوجد ما هو أكثر منها فعالية وجودة.
وكانت المسحات المرسلة من الإمارات، وفق ما جاء في تغريدة أبو ريدة، خارج الخدمة، ولا يتم استخدامها في الدول الثانية لأنها من النوع القديم، ويوجد ما هو أكثر منها فعالية وجودة.
العلاقات الفلسطينية الإماراتية
تمر العلاقات الفلسطينية الإماراتية بتوتر غير مسبوق، خاصة مع إقدام الإمارات على التطبيع بشكل كامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتوقيع اتفاق معها، في منتصف سبتمبر الماضي.
وبعد ساعات من وصول القافلة شنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" هجوماً لاذعاً على الإمارات، واتهمتها بأنها باتت "تنخرط جنباً إلى جنب" مع الاحتلال الإسرائيلي ضد الحقوق الفلسطينية.
وجاء على لسان المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، الأحد 20 ديسمبر: إن "التصريحات التي تصدر خلال زيارات بعض المسؤولين الإماراتيين للاحتلال تجاوزت الحدود".
وأضاف أبو زهري: "تصريحات المسؤولين الإماراتيين تؤكد الانخراط الإماراتي إلى جانب الاحتلال ضد الحقوق الفلسطينية ومصالح شعوب المنطقة".
وأوضح أن "السلوك الإماراتي يعكس دعم أبوظبي اللامحدود للاستيطان والاحتلال".
وعلى صعيد السلطة سبق أن أعلنت، في مايو الماضي، رفض استقبال المساعدات الطبية المقدمة من الإمارات في ظل تفشي وباء كورونا المستجد.
وفي حينها قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمود اشتية: "لا علم لنا عن هذا الموضوع، فقط سمعنا به في الجرائد، ولم يتم تنسيقه معنا لا من قريب ولا من بعيد، لا مع سفيرنا في الإمارات ولا معنا هنا"، وفق موقع "دنيا الوطن" المحلي.
وأضاف في تسجيل صوتي: "لذلك لا علم لنا بهذه المساعدات، فقط سمعنا بأن طائرة إماراتية جاءت إلى مطار اللد، ولكن لم ينسق معنا في أمرها".
من جانبها قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، رداً على أسئلة الصحفيين خلال إطلاق حملة للحماية من فيروس كورونا، في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية: "لم ينسق معنا بشأن المساعدات الطبية الإماراتية، ونرفض استقبالها دون التنسيق معنا".