علاقات » عربي

ميدل إيست آي: السيسي وبن زايد يقودان حلف الثورة المضادة ويصدران الانقلابات.. فمن يضحك أخيرا؟

في 2021/11/04

ميدل إيست آي | خليل العناني - ترجمة الخليج الجديد

خلال الاحتجاجات الأخيرة بالسودان، حمل متظاهرون صورا للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" ورددوا هتافات مناهضة لهما، في رفض واضح لدعمهما انقلاب قائد الجيش "عبدالفتاح البرهان".

فعل متظاهرون تونسيون الشيء ذاته خلال احتجاجاتهم على انقلاب الرئيس "قيس سعيد".

في الواقع، لا تكاد تخلو مظاهرة تطالب بالحرية والديمقراطية في العالم العربي من صور "السيسي" و"بن زايد".

والرسالة واضحة وصريحة: كثير من الشباب العربي يعتقد أن مصر و الإمارات تمثل العقبة الرئيسية أمام التغيير في العالم العربي؛ لأنهما تحاولان وأد أي ثورة أو انتفاضة محتملة في مهدها.

ويبدو أن البلدين كانا يصدران الانقلابات عبر المنطقة، ويبدو أنهما مستعدان لفعل أي شيء -بما في ذلك انتهاك حقوق الإنسان- لوقف المطالب بالتغيير الديمقراطي.

وبالتالي، ليس من المستغرب أن يدعم "السيسي" و"بن زايد" محاولة انقلاب الجنرال "خليفة حفتر" في ليبيا، وانقلاب "سعيد" في تونس ، وانقلاب "البرهان" في السودان .

فقد كانت مصر من أوائل الدول التي رحبت بإجراءات "سعيد" لتجميد عمل البرلمان وحل الحكومة.

وفي السودان لم يكن بإمكان "البرهان" أن ينفذ انقلابه بدون الحصول على ضوء أخضر من مصر؛ أحد أهم حلفائه الإقليميين.

ولهذا فشلت مصر في إدانة انقلاب "البرهان" الشهر الماضي.

في الوقت نفسه، أجرى مسؤولون أمريكيون وإماراتيون محادثات حول إيجاد تسوية للأزمة السودانية.

ويبدو الأمر كما لو أن الإماراتيين يتفاوضون نيابة عن "البرهان"؛ ما يعكس دورهم المهم في دعم انقلابه ضد الحكومة المدنية لرئيس الوزراء "عبدالله حمدوك".

حلف الثورة المضادة

وعلى مدى سنوات، قاد "بن زايد" دفة حلف الثورة المضادة، في شراكة مع السعودية وإسرائيل. ويعتبره الكثيرون العدو الرئيسي للديمقراطية في العالم العربي؛ حيث خرب محاولات لا حصر لها من قبل الشباب العربي للمطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة.

ويقدم "بن زايد" دعما سخيا للديكتاتوريين وأمراء الحرب في جميع أنحاء المنطقة العربية، بما في ذلك مصر وليبيا واليمن والسودان وسوريا.

ويستخدم أمواله ووسائل الإعلام للتشويه والتحريض ضد الثورات العربية، ويفضل على ما يبدو التعاون مع جنرالات الجيش على النخب المدنية المنتخبة.

وفي مصر، أجهض "السيسي" أول ديمقراطية حقيقية في البلاد من خلال انقلابه عام 2013، ولم يكن نظامه ليصمد طويلا لولا الدعم المالي والدبلوماسي والسياسي من الإمارات والسعودية وإسرائيل.

فقد ساعد "بن زايد" في بناء ديكتاتورية "السيسي"، التي تهدف بدورها إلى عرقلة كل محاولات التغيير السلمي في المنطقة العربية.

فـ"السيسي" يعتقل كل من يعارضه من سياسيين وصحفيين ونشطاء. وتمتلئ السجون المصرية بآلاف السجناء السياسيين. كما يواصل "السيسي" إلقاء اللوم الكاذب على ثورة 2011 في جميع المشاكل التي تواجه بلاده، بما في ذلك النزاع حول "سد النهضة" الإثيوبي.

وتشن كل من مصر والإمارات حربا ضد الإسلاميين محليا وإقليميا وعالميا؛ حيث تنظران إلى الأحزاب الإسلامية على أنها عدوهم الرئيسي بسبب سعيها للوصول إلى السلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

فزاعة الإسلاميين

مع ذلك، من الواضح أن قضيتهم الرئيسية تتعلق بفكرة الديمقراطية نفسها، التي تمثل خطرا على قبضتهم على السلطة.

فقد أصبح الإسلاميون فزاعة، اعتادوا على تخويف مواطنيهم والغرب بها، ولردع فكرة التغيير.

وفي الوقت نفسه، خسر الإسلاميون الانتخابات في العديد من الدول العربية ومنها المغرب والجزائر وتونس.

في حقيقة الأمر، لم يشكل أداء الأحزاب الإسلامية أثناء وجودها في السلطة أي تهديد حقيقي لمصالح مصر أو الإمارات، لكن يبدو أن "السيسي" و"بن زايد" لديهما ثأر شخصي مع جماعة "الإخوان المسلمين" والجماعات المحسوبة عليها، ويسعيا للقضاء عليهم باعتبارهم تهديدا محتملا.

في بداية الربيع العربي، كانت هناك مخاوف في الإمارات من وصول حمى التغيير إلى شواطئها؛ ما دفعها إلى الانتقال من استراتيجية دفاعية إلى هجومية.

ومنذ ذلك الحين، يحاول "بن زايد" بناء حصن ضد الثورات العربية؛ بهدف القضاء على أحلام التغيير في مهدها.

ولا تقتصر الاستراتيجية التى يتبعها على تمويل الثورات المضادة في الدول العربية، بل تشمل أيضا تمويل وتصدير نموذج الانقلاب.

ومع ذلك، فإن "بن زايد" و"السيسي" وكل من يدعمهم يقفون في الجانب الخطأ من التاريخ. فمعركة التغيير طويلة، وسنرى من الذي يضحك أخيرا.