علاقات » عربي

انسحابات وزيارات مكثفة.. هل بدأ اليمن مرحلة جديدة نحو إنهاء الحرب؟

في 2021/11/12

يوسف حمود - الخليج أونلاين-

يشهد اليمن نزاعاً دامياً منذ دخول المتمردين الحوثيين، إلى العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وتصاعد بعد ذلك في مارس 2015 مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعماً لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة الشرعية.

وخلال السنوات التي مضت، فشلت الجهود الدولية في وقف تلك الحرب، باستثناء التوصل إلى اتفاقٍ بين الحوثيين والشرعية اليمنية على اتفاق وقع في العاصمة السويدية ستوكهولم 2018، والذي اعتبرته الأمم المتحدة خطوة نحو وقف الحرب وإنهاء الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

ومع مرور أكثر من 3 سنوات على ذلك الاتفاق، لم يتحقق منه شيئاً، باستثناء وقف الهجوم على الحديدة غرب البلاد التي يسيطر عليها الحوثيون، غير أن أحداثاً أخيرة جرت في هذه المدينة، تشير إلى تفاهمات جديدة بخصوصها، بالتزامن مع زيارة مبعوثي واشنطن والأمم المتحدة إلى اليمن.

انسحابات من الحديدة

على غير المتوقع وبشكلٍ مفاجئ، قال سكان وشهود عيان ووسائل إعلام يمنية، إن عدداً من الوحدات العسكرية التي تقاتل الحوثيين في محافظة الحديدة غربي البلاد، انسحبت من مواقعها إلى مدينة الخوخة، على بعد 163 كيلومتراً جنوبي مركز المحافظة.

وذكرت أن القوات المدعومة من دولة الإمارات انسحبت من بعض المواقع في المحافظة بعد يوم من زيارة مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبيرغ لمدينة المخا الساحلية، التي يتمركز فيها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

وأضافت أن بعض القوات التي كانت متمركزة على خطوط التماس في مدينة الحديدة تم تجميعها إلى نقاط تجميع لتنسحب باتجاه جنوب محافظة الحديدة وكذلك مدينة المخا التابعة إدارياً لمحافظة تعز.

وتداول ناشطون يمنيون لقطات مصورة، يظهر فيها جنود من ألوية العمالقة السلفية وهم يتحدثون عن صدور أوامر بالانسحاب من مواقعهم، حيث أعربوا عن أسفهم للخطوة التي تم اتخاذها، واعتبروا ذلك خيانة للدماء التي سقطت في تلك الجبهة، فيما قالت وسائل إعلام يمنية لاحقاً أن من تحدثوا تم اعتقالهم لاحقاً.

وعقب ذلك تقدم الحوثيون نحو تلك المواقع، وسيطروا على مواقع لواء الزرانيق في كيلو 16 شرقي مدينة الحديدة، كما دخلت المليشيا مجمع إخوان ثابت.

القوات السعودية

في الأول من نوفمبر 2021، غادرت قوات سعودية، مطار "عتق" في محافظة شبوة، شرقي اليمن، بالتنسيق مع السلطات المحلية، حسب ما نقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر في مكتب محافظ المدينة.

وقال المصدر إن "القوات السعودية المتمركزة في مطار عتق، غادرت إلى منفذ الوديعة الحدودي (بين المملكة واليمن)"، مشيراً إلى أن "عملية الانسحاب تمت بالتنسيق مع السلطة المحلية في المحافظة"، دون تفاصيل حول أسبابها.

وفي الـ9 من الشهر نفسه، غادرت قوة سعودية كبيرة مدينة عدن جنوبي اليمن، فيما حطت طائرة شحن سعودية بالتزامن في مطار عدن لنقل معدات وجنود.

وحسب مصادر إعلامية فإن القوات السعودية الموجودة في معسكر قيادة قوات التحالف في منطقة الشعب في مديرية البريقة غربي عدن، نقلت عرباتها ومدرعاتها ومعدات وعتاداً إلى الباخرة "درة جدة" في ميناء الزيت قبل مغادرة المدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة تضمنت إغلاق عدد من الطرق.

لكن "التحالف" قال في بيان عقب ذلك، إن "الأنباء المتداولة عن انسحاب القوات السعودية من قوات التحالف في اليمن غير صحيحة"، معتبراً أن "التحرك وإعادة تموضع القوات أمر معمول به في كافة جيوش العالم".

وأكد أن "التحركات تتوافق مع استراتيجية التحالف في منطقة العمليات العسكرية ونؤكد على الوقوف مع الشعب اليمني ودعم الجيش لاستعادة الدولة".

"ليس بعد"

"من الواضح أن هناك تفاهمات تتم لكنها لا ترقى بعد إلى تسوية سياسية شاملة"، يصف أستاذ الإعلام في جامعة قطر د. عبد الرحمن الشامي، الأحداث الأخيرة التي تمر بها اليمن.

ويوضح "الشامي" في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن تلك تلك التفاهمات "لا يمكنها أن تؤدي إلى إنهاء الحرب أو تحدث اختراقاً حقيقياً لجدار الصمت الذي تتسع دائرته يوماً تلو آخر".

ويشير إلى أن "هذه التسويات قد لا تكون مأمونة العواقب لأنها تتم على عجل، ومن دون ضمانات حقيقية لالتزام الأطراف بها، وقد يستغلها طرف لمصلحته في التوسع والهيمنة، وفرض مزيد من السيطرة".

ولفت إلى أنها "تتم في ظل تكتم شديد، وتغييب كامل لحق الشعب في معرفة ما الذي يحدث، وكأن ما يحدث لا يعنيه من قريب أو بعيد".

زيارات المبعوثين

هذه الانسحابات المفاجئة قال مسؤول حكومي، طلب عدم ذكر اسمه وفق قناة "يمن شباب" المحلية، إن الرئيس هادي والحكومة اليمنية "لم يتم إبلاغهم بها".

وجاءت هذه الخطوة، بعد زيارة للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الذي وصل إلى عدن ثم اتجه إلى مدينة تعز، 8 نوفمبر، في أول زيارة يقوم بها مبعوث أممي إلى هذه المدينة التي تحاصرها جماعة الحوثي.

وعقب زيارته لتعز، بحث قائد ما يسمى بـ"المقاومة الوطنية" الموالية لأبوظبي، طارق صالح، مع المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبرغ، سبل إنهاء الحرب في البلاد، وفقاً لبيان.

وبالتزامن مع تلك الزيارة قام المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ، بأول زيارة له إلى اليمن منذ تعيينه، في فبراير الماضي، حيث التقى رئيس الحكومة معين عبد الملك، ووزير الخارجية أحمد بن مبارك.

وجاءت زيارة ليندركينغ، بعد يومين من زيارة قام بها إلى عُمان، التقى خلالها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، في العاصمة مسقط، وعقب زيارته لعدن غادر إلى السعودية والتقى مسؤولين سعوديين في مقدمتهم نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.

أما غروندبرغ فقد جاءت زيارته إلى اليمن بعد أيام من زيارة أجراها إلى إيران، التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، وممثلين عن المجتمع الدولي في طهران، وفقاً لبيان لمكتب المبعوث الأممي.