متابعات-
أكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله (الحوثيين)، محمد الفرح، أن صنعاء لن تجعل السعودية تهنأ ببيع النفط والغاز بأسعار مرتفعة نتيجة الأزمة في أوكرانيا، وذلك رداً على احتجازها سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة.
وقال الفرح في تدوينة على منصة "تويتر": "تتأهب السعودية لضخ النفط والغاز بأسعار وكميات مرتفعة سيما مع الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. متناسية أن شعبنا اليمني لن يدع فرحتها تكتمل مادامت سفن النفط محتجزة ومادام الحصار قائما".
وأضاف في تغريدة أخرى: "لن تكون آبار وشركات النفط في دول العدوان في مأمن. مادام شعبنا يئن تحت وطأة الحصار".
وبحسب مواطنين يمنيين وبيانات رسمية صادرة عن صنعاء فإن المعاناة بلغت أقصى حدودها نتيجة إنعدام الوقود حيث ارتفع سعر النقل في باص الأجرة بنسبة 100%، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية، فيما وكشف بيان لوزارة الصحة آواخر شهر يناير الماضي مخاوف من توقف عدد من القطاعات الحيوية.
وقال البيان إن الأرقام والمؤشرات تظهر جزءاً من تفاصيل الكارثة وهى فى تزايد مستمر بحالة استمرار منع المشتقات النفطية والتدمير المتعمد للمنظومة الصحية، فتوقف تزويد القطاع الصحي بمشتقات الطاقة سيؤدي لنتائج كارثية ابرزها:
-توقف أعمال 150مشفي حكومي
-توقف أعمال189مشفي خاص
-توقف عدد 10مصانع أكسجين
-توقف كافة أقسام العناية المركزة فى المستشفيات العامة والخاصة
-توقف كافة أقسام العمليات الكبرى والصغرى
-تهديد توقف 15مركز غسيل كلوي حكومي 5مركز غسيل كلوي خيري وخاص سيهدد حياة 5000 من مرضى الغسيل الكلوي
-تهديد 2000 حالة حرجة لمواليد بحاجة للعناية والحضانة
-تهديد حياة 500 حالة وضع بحاجة لعمليات جراحة قيصرية يوميا
-توقف لكافة الوسائل التشخيصية والمعالجة الاشعاعية
-انقطاع كل الاتصال والانتقال بين المحافظات وزيادة الكارثة وتفاقم الحالة لعدم قدرة المرضي الوصول للمراكز المتخصصة كالأورام للمعالجة
-انقطاع المشتقات النفطية سيؤدي الى كارثة بيئية مرتبطة بالبيئة والصرف الصحي وعدم الحصول على مياه الشرب النقية سيؤدي الى كارثة بيئية وتفشي للأمراض والأوبئة.
صنعاء: لن نسكت على معاناة شعبنا
لطالما كان استمرار الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية أحد الدوافع الرئيسية لقوات صنعاء للرد على التحالف، حيث أكد قائد أنصار الله في أكثر من مناسبة "الحق المشروع لليمنيين في الدفاع عن أنفسهم، والتصدي للتحالف السعودي وصواريخه وحصاره المستمر منذ سبعة أعوام حتى الآن".
وفي هذا السياق أكدت قوات صنعاء في بيان إعلان عملية إعصار اليمن الثالثة أنها "لن تقفَ مكتوفةَ الأيدي وهي ترى شعبَ اليمنِ العظيمِ يعاني من ويلاتِ الحصارِ الخانقِ وترتكبُ في حقّهِ المزيدُ من الجرائمِ العدوانيةِ".
بحسب خبراء فإن قوات صنعاء ترى نفسها أنها في موضع المسؤولية في رفع المعاناة عن اليمنيين، ومن المؤكد أنها لن تتردد في ضرب أهداف حيوية واستراتيجية وتحديدا منشآت نفطية في العمقين السعودي والإماراتي، وقد تكون الضربات تشبه إلى حد كبير عملية استهداف بقيق وخريص، طالما وقد وصلت المعاناة إلى هذا الحد القاتل، وليس هناك من بوادر لدى التحالف للإفراج عن السفن النفطية المحتجزة.
على السعودية أن لا تفرح بارتفاع أسعار النفط..
على الرغم من إعلان وكالة الطاقة الدولية، الثلاثاء، أن الدول الأعضاء ستطلق 60 مليون برميل من النفط من احتياطياتها الاستراتيجية لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية نصفها 30 مليون برميل ستطلقها الولايات المتحدة، إلا أن سعر برميل النفط وصل اليوم الجمعة إلى 111 دولار، وهو أعلى سعر منذ 2008، حيث أججت الحرب والعقوبات ضد موسكو المخاوف بشأن الإمدادات العالمية.
وتحاول الولايات المتحدة الضغط على السعودية والإمارات لرفع إنتاجهما من النفط، غير أن الأخيرتين تستغلان الأزمة للضغط على إدارة بايدن لتصنيف حركة أنصار الله في لائحة الإرهاب، وهو ما يواجه معارضة في واشنطن بسبب المخاوف من انعكاسات هذا التصنيف على مستقبل الحرب في اليمن، حيث تدرك واشنطن أنها وصلت إلى طريق مسدود وأن مثل هذا التصنيف سيصعد من عمليات صنعاء باعتباره يقطع أي طريق نحو السلام.
وفي ظل هذه الأزمة التي يعاني منها السوق العالمي والتي تدفع ضريبتها الولايات المتحدة والغرب، ينبغي على واشنطن أن تفكر أيضا بعواقب استمرار الحصار على اليمن، حيث من المرجح أن تنفذ صنعاء عمليات رادعة تضرب أهداف حيوية في العمقين السعودي والإماراتي وهو ما سيجعل أسعار النفط العالمي أكثر سخونة، ففي سبتمبر 2019م عندما ضربت صنعاء منشآت بقيق وخريص فقدت السعودية 50 % من انتاجها، أي ما يقدر ب5 مليون برميل، بينما تضغط واشنطن الان لزيادة الانتاج السعودي بمقدار مليون برميل كحد أقصى.
إن هذا الحصار صار ممكنا بسبب دعم الولايات المتحدة للتحالف، كما يقول السناتور الأمريكي راند بول.