علاقات » عربي

“ثلاثي شرم الشيخ” والأسد.. إعادة ترتيب أوراق الإقليم على وقع “الإبراهيميات”

في 2022/03/24

ايال زيسر-  إسرائيل اليوم-

الأيادي هي أيادي عبد الفتاح السيسي ونفتالي بينيت، لكن الصوت صوت محمد بن زايد آل نهيان، الذي أدى أمس إلى انعقاد مؤتمر القمة بمشاركة الزعماء الثلاثة في شرم الشيخ.

البيان الرسمي الذي صدر عن مصر وبموجبه عني اللقاء “بتداعيات التطورات التي تحدث في العالم في مجال الطاقة، والاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي”، كشف القليل وغطى الكثير.

أما الحقيقة فهي أن حرب أوكرانيا قد توقع مصيبة على كثير من الدول العربية التي لن تتمكن من تحمل ارتفاع حاد في أسعار النفط، وستجد صعوبة في توفير الخبز لسكانها بعد صعوبة توريد القمح من أوكرانيا.

ولكن مع كل الاحترام لأزمة أوكرانيا، فإن لدول المنطقة مشاكلها العاجلة بل والأكثر تهديداً. وتبين الآن أن القوى العظمى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، غارقة بكلها وكليلها في أزمة شرق أوروبا وتترك دول المنطقة للاهتمام بنفسها.

هذا ما استهدفته الخطوة التي قادتها الإمارات وإلى جانبها إسرائيل ومصر، بإسناد من السعودية والأردن. وهي خطوة تستهدف إعادة توزيع الأوراق في اللعبة الإقليمية تمهيداً لإمكانية أن توقع الولايات المتحدة على اتفاق نووي مع إيران، فتمنح بذلك، حتى وإن لم يكن عن قصد، ريح إسناد للعدوان الإيراني في المنطقة.

تبنت إسرائيل نهجاً حازماً في مواجهة إيران، أساسه محاولة دحر أقدام الإيرانيين بالقوة في كل مكان يكون الأمر ممكناً، ولا سيما في سوريا. أما الإيرانيون فلا يبقون صامتين، وتبادل الضربات بين الدولتين خلق ميزان رعب بينهما.

إذا كانت دولة إسرائيل هي الشرطي الشرير، فالإماراتيون يعدون لأنفسهم دور الشرطي الطيب. فقد استضاف ولي العهد محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في قصره قبل نحو أسبوع.

لقد رأى كثيرون في الزيارة منح شرعية لطاغية دمشق، لكن الحقيقة أن فيها منح شرعية من جانب الأسد، العضو المركزي في “محور الشر”، لاتفاقات إبراهيم، وللتطبيع الذي لا يعرف حدوداً بين إسرائيل والإمارات التي استضافت أراضيها قبل وقت قصير الرئيس هرتسوغ في زيارة رسمية أولى منذ سنين لدولة عربية.

هكذا تحاول الإمارات إحباط مؤامرات إيران، ليس من خلال هجمات عسكرية، بل بإخراج حجر الأساس للمبنى الذي تقيمه طهران في المنطقة – بشار الأسد.

سيكون الأسد صعباً، وربما متعذراً قطعه عن الإيرانيين، ولكن من الممكن حمله على الاجتهاد أكثر، مثلما يفعل على أي حال في الأشهر الأخيرة، لتقييد نشاط إيران في أراضيه. وترتبط بكل هذه الأمور زيارة الملك عبد الله إلى السلطة الفلسطينية، التي تستهدف ضمان عدم العرقلة ومواصلة الحفاظ على الهدوء. فعندما وقعت اتفاقات إبراهيم، عبس وجه عبد الله، ولكن يبدو الآن أنه تجند كشريك كامل للخطوة الإقليمية.

لا يتحول الحراك الإقليمي ليصبح شرق أوسط جديدا، لكنه شد للمنظومات وتعزيز للأساسات التي وضعتها اتفاقات إبراهيم، ويحمل الآن التعاون الإقليمي مع إسرائيل إلى ذرى جديدة لم يحلم بها أحد من قبل.