كامل جميل - الخليج أونلاين-
بعد ارتفاع موجات التنديد والغضب الدولية الموجهة للحوثيين مؤخراً إثر ازدياد هجماتهم المنفذة من خلال الطائرات المسيرة والصواريخ على مواقع مدنية سعودية، خاصة المنشآت النفطية، يبدو أن انفراجة تظهر في الأفق تشير إلى التوصل إلى حل ينهي الحرب التي يشهدها اليمن منذ 2015.
هذا ما تفصح عنه تصريحات لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال فيها إن المملكة العربية السعودية طلبت من إيران استخدام نفوذها في اليمن لإنهاء الحرب المستمرة هناك منذ قرابة 7 سنوات.
كذلك يشير إلى ذلك إعلان الحوثيين، السبت 26 مارس 2022، إيقاف الهجمات على مواقع سعودية لمدة ثلاثة إيام، والذي سبقه مبادرة من مجلس التعاون الخليجي للحوار بين اليمنيين.
يأتي هذا التطور فيما توقّع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر في الدوحة، التوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي "خلال أيام".
البحث عن حل
في لقاء تلفزيوني قال عبد اللهيان: إن السعودية "طلبت مراراً من الإيرانيين استخدام علاقاتهم ونفوذهم في اليمن من أجل إنهاء الحرب".
ولفت إلى أن السعودية تبحث عن إنهاء الحرب بطرق أخرى؛ "حيث لم تستطع أن تفرض ذلك على الأرض بنفسها"، متوقعاً أن يتغير النهج السعودي فيما يتعلق باليمن.
وأشار إلى أن طهران أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هامش مؤتمر ميونيخ في ألمانيا، بأن "الوضع الإنساني في اليمن كارثي، وأن على الأمم المتحدة المشاركة في رفع الحصار عن اليمن، وإنهاء الحرب، وعقد محادثات يمنية".
ويعتقد المراقبون أن أحداث اليمن وإنهاء الحرب فيها أو استمرارها أمر مرتبط بالعلاقة بين السعودية وإيران، ما يعني أنه عند البحث عن الحل يجب النظر إلى واقع العلاقة التي تربط الرياض وطهران، وهو ما يذهب إليه بالرأي أستاذ العلاقات الدولية د. علي أغوان، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين".
يرى أغوان أن العلاقات الإيرانية السعودية مرتبطة بمتغيرات دولية عديدة، أهمها المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
ولفت إلى أن أي انفراج في العلاقات السعودية الإيرانية يجب أن يسبقها انفراج أمريكي إيراني، "ومن ثم تحسن العلاقات هو وحده كفيل بإيقاف الحرب أو صناعة هدنة في اليمن على الأقل".
الهدنة الحوثية
السبت 26 مارس 2022، أعلن الحوثيون أنهم سيوقفون هجماتهم على السعودية والمواجهات في اليمن لمدة ثلاثة أيام، وذلك بعد سلسلة هجمات استهدفت المملكة، زادت من الاستياء الإقليمي والدولي.
ذلك ما قاله المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر "تويتر"، وأعلن "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير، وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام، واستعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم".
عبد السلام أعلن استعداد الحوثيين "لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر"، مشترطاً سحب السعودية جميع القوات الخارجية للتحالف من اليمن، ووقف دعمها للقوات اليمينة.
المبادرة وفقاً لعبد السلام تتضمن "تعليق العمليات الهجومية في جبهة مأرب" التي تشهد قتالاً عنيفاً منذ أشهر، وكذلك تبادلاً للسجناء.
مبادرة الحوثيين المدعومين من إيران تأتي غداة شنهم 16 هجوماً في أرجاء السعودية، بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة، عشية الذكرى السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة الرياض في اليمن لمواجهة الحوثيين.
ورد التحالف الذي تقوده المملكة بشنّ غارات جوية في صنعاء (شمال)، والحديدة (غرب)، كما أعلن تدمير 4 زوارق مفخخة مجهزة لشن هجمات.
يقول أغوان: إن "الفاعل الإيراني" يؤدي دوراً كبيراً في تزويد الحوثيين بالتكنولوجيا والأسلحة والمعدات اللازمة لاستمرارية الزخم الحوثي.
واستدرك قائلاً: "غير أنه علينا أن ننتبه إلى أن رفع يد إيران بالكامل عن الحوثيين وإنهاء وجودها في اليمن غير وارد، بل إن أفضل ما يمكن أن يحدث هو هدنة وتسويات قد تذهب لمفاوضات بين حلفاء السعودية وحلفاء إيران في اليمن".
هدوء خلال رمضان
ووفقاً لـ"فرانس برس" أكّد دبلوماسي مقيم في الرياض أنّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ قاد جهوداً في الفترة الأخيرة للتوصل لهدنة خلال شهر رمضان الذي يبدأ مطلع أبريل، إلا أنها لم تكلّل بالنجاح.
ورفض الحوثيون، منتصف مارس، مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن تعقد بين 29 مارس و7 أبريل في الرياض، بسبب إجرائها "في دول العدوان" في إشارة للسعودية.
كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً دامياً ضد الحوثيين، منذ منتصف 2014.
وتسبّبت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب وصف الأمم المتحدة.