الخليج أونلاين-
مع استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى برز تضامن خليجي رسمي وشعبي واسع مع المقدسيين، وسط دعوات لوقف التجاوزات الإسرائيلية.
وعلى الصعيد الرسمي أدانت دول الخليج اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين فيه، واعتبرته تصعيداً صارخاً وخطيراً.
وكانت أبرز الإدانات الرسمية من السعودية وقطر والكويت وسلطنة عُمان، إضافة إلى شخصيات خليجية بارزة، كرئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.
واعتبرت دول خليجية التصعيد الإسرائيلي اعتداءً صارخاً على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية، وانتهاكاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وشهد المسجد الأقصى توتراً مع الأيام الأولى لدخول "عيد الفصح" عند اليهود، الذي بدأ (الجمعة 15 أبريل) ويستمر حتى (الخميس 21 أبريل)، وتجري خلاله اقتحامات مستمرة من قبل المستوطنين لباحات المسجد الأقصى.
التطبيع والاقتحامات
المفكر الكويتي عبد العزيز بدر القطان اعتبر أن التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يعطي ضوءاً أخضر لشرعنة جرائم الاحتلال ضد المسجد الأقصى دون حسيب ورقيب.
وقال القطان في حديثه لـ"الخليج أونلاين": إن "ممارسة الاحتلال لإجرامه في شهر رمضان هي ضربة لجميع المسلمين حول العالم، لذا نحن اليوم مطالبون بأن نقف ونرفع الصوت عالياً لدعم هذا الشعب المظلوم، خاصة في داخل الأراضي المحتلة، ونؤازرهم ولو معنوياً، وهذا أضعف الإيمان".
وبين القطان أن ما يحدث في فلسطين والقدس من انتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك يعود لدعم بعض الدول العربية "المتخاذلة" حول القضية الفلسطينية، بمعنى: "هم سبب تمرد وتصعيد الاحتلال الصهيوني".
وأضاف: "التخاذل العربي هو سبب ما يحدث بالأقصى، فمحاولاتهم تلك هي إذلال لكل المسلمين، من خلال تهويد الأقصى والقدس، والتخريب والحفر حول المسجد الأقصى وغير ذلك؛ بهدف الإسقاط المعنوي والمادي لهذا الصرح الإسلامي الكبير، واستبداله بالهيكل المزعوم".
ولفت إلى أن تحرك الاحتلال يأتي في "سياق تطبيق خطة متعمدة بأسلوب استفزازي فج ووقح، في ظل صمت رهيب من قبل بعض الدول الخليجية والعربية خاصة في ظل التمدد الصهيوني الخطير في بلادنا تجارياً؛ من تملُّك أحياء ومحال وأعمال وغير ذلك".
وأشار إلى أن المؤسسات الدولية أصبحت مسيسة بشكل فج وواضح، لذلك لا يمكن التعويل عليها بأي شكل من الأشكال، إضافة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا خير دليل، و"كأن الشعب الأوكراني من هذا الكوكب، والشعب الفلسطيني من كوكب آخر، مع التقدير لكل الشعوب المظلومة على هذه الأرض".
وذكر أن الشعب الخليجي معروف بانتمائه الوطني للقضايا المحقة، بصرف النظر عن موقف الحكومات التي لها أسبابها في مسألة التطبيع مع الاحتلال، خاصة بالنظر إلى الاعتقاد بأهمية التحالف ضد ما يصفونه بالمد الإيراني في المنطقة.
وأوضح أن التعايش السلمي من وراء التطبيع يعني الإذعان بأن الاحتلال واقع موجود ويجب القبول به، وهو ما لا يمكن القبول به، خاصة مع التصعيد الأخير للاحتلال.
وحول موقف الكويت من القضية الفلسطينية قال: "فلسطين هي في قلب كل أهل الكويت، وموقف الدولة موقف معروف للجميع، ويشكل علامة فارقة في كل الوطن العربي دون استثناء، بعيداً عن التخندق أو التحزب".
واقتحم أكثر من 34 ألف مستوطن إسرائيلي المسجد الأقصى خلال 2021، مقارنة مع نحو 30 ألفاً عام 2018، وفق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
تضامن شعبي
أمام مواصلة التصعيد الإسرائيلي شهدت الكويت (الاثنين 18 أبريل الجاري)، وقفة إسناد في ساحة الإرادة (أمام مبنى مجلس الأمة)، تضامناً مع المرابطين في المسجد الأقصى، وتنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية ضد المصلين.
وشارك العشرات في الوقفة التضامنية، رافعين الأعلام الكويتية والفلسطينية، ورددوا هتافات متضامنة مع القدس والمقاومة الفلسطينية، "من الكويت تحية إلى القدس الأبية"، "يا مقاوم يا حبيب اضرب دمر تل أبيب".
كما رفع المشاركون لافتات كتب عليها: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"صاحب الأرض ثابت لا ما يهاب".
بدوره يؤكد رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية، الناشط الكويتي طارق الشايع، أن الدول الخليجية كان لها موقف من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى من خلال بيانات الإدانة، ولكن الكويت لم تقف عند بيان الخارجية.
ويقول الشايع، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "موقف الكويت تجاوز منظومة العمل الخيري والإغاثي من خلال مؤسسات المجتمع المدني عبر إرسال المعونات لأهل القدس".
وأضاف الشايع: "الشعوب أيضاً ما تزال مناصرة للحق الفلسطيني على الرغم من تطبيع بعض أنظمتها".
وأوضح أن التحرك المطلوب في القدس والداخل المحتل هو إعلان النفير العام للرباط في الأقصى، ومن الخارج حشد الطاقات والجهود لدعم صمود أهل القدس والأقصى، سواء إعلامياً أو ثقافياً.
وبين أن العمليات الاستشهادية الأخيرة أفقدت الاحتلال توازنه وفضحت منظومته الأمنية المنهارة التي كان يسوق أدواتها أمام الدول المطبعة.