علاقات » عربي

الأمير تميم يغادر القاهرة بعد الاتفاق على تعظيم الاستثمارات القطرية في مصر

في 2022/06/25

متابعات-

اتفقت الدوحة والقاهرة، السبت، على استمرار خطوات تعزيز آليات التعاون الثنائي بين البلدين، من خلال تعظيم الاستثمارات القطرية في مصر.

أفاد بذلك بيان للرئاسة المصرية في ختام جلسة مباحثات بين أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وأخرى موسعة ضمت وفدي البلدين، واللتين انعقدتا بقصر الاتحادية الرئاسي شرقي القاهرة.

وأكد "السيسي" على أن زيارة الأمير "تميم" إلى القاهرة "تجسد ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تقدم، وترسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة القادمة في كافة المجالات".

فيما أكد أمير قطر، وفق البيان ذاته، "حرص بلاده على استمرار الخطوات المتبادلة بهدف دفع وتعزيز مختلف آليات التعاون الثنائي بين البلدين خلال الفترة المقبلة، من خلال تعظيم الاستثمارات القطرية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية العريضة المتاحة".

وأضاف البيان: "تم التوافق بين البلدين على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصةً في قطاعات الطاقة والزراعة، إلى جانب التعاون الاستثماري وتنشيط حركة التبادل التجاري، خاصةً ما يتعلق بتعزيز تدفق كافة الاستثمارات القطرية إلى مصر، في ضوء خدمتها للمصالح المشتركة".

وتابع البيان أنه "تم كذلك خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع الإقليمية؛ حيث توافق الزعيمان بشأن ضرورة تكاتف وتضافر جهود الدول العربية، وكذا تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين للتعامل مع مختلف الأزمات التي تمر بها دول المنطقة".

وفيما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، أشاد أمير قطر بـ"الجهود المصرية القائمة لإعادة إعمار قطاع غزة، كما توافقت الرؤى بشأن أهمية العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق مرجعيات الشرعية الدولية".

كما رحب الجانبان بالقمة المرتقبة التي سوف تستضيفها  السعودية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، منتصف يوليو/تموز المقبل.

بينما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) أن "السيسي" أشاد خلال المباحثات، اليوم، بـ"ما حققته دولة قطر في عهد الأمير تميم من إنجازات تنموية وحضارية في شتى المجالات".

وأكد أن زيارة الأمير "تميم" للقاهرة "تعد خطوة مهمة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات".

وأضافت  أنه "جرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، لا سيما في مجال الاستثمار والطاقة والدفاع والثقافة والرياضة".

وفي وقت لاحق، غادر أمير قطر القاهرة متوجها إلى مدينة وهران تلبية لدعوة من الرئيس الجزائري لحضور حفل افتتاح الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، وفق "قنا".

وفي وقت سابق اليوم، استقبل "السيسي" الشيخ "تميم" بقصر الاتحادية؛ حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية لأمير قطر.

واستعرض الأمير "تميم" و"السيسي" حرس الشرف، وتم عزف السلام الوطني للبلدين.

ثم صافح الأمير "تميم" و"السيسي" وفدي البلدين، وتم التقاط الصور التذكارية، قبل بدء جلسة المباحثات الثنائية.

وكان أمير قطر وصل إلى القاهرة، الجمعة، في زيارة رسمية ليومين، وتعد الأولى له منذ 7 أعوام، وتأتي بعدما اتفقت القاهرة والدوحة العام الماضي على إنهاء نزاع إقليمي طويل.

وكانت آخر زيارة للأمير "تميم" إلى مصر عام 2015 للمشاركة في القمة العربية، لكنه التقى بـ"السيسي" للمرة الأولى منذ الخلاف في قمة انعقدت بالعراق العام الماضي.

وتأتي زيارة أمير قطر بعد أيام من زيارة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" للقاهرة، والإعلان عن صفقات استثمارية بين مصر والسعودية بقيمة 7.7 مليارات دولار.

ونقل موقع "القاهرة 24" (مصري خاص) عن مصدر دبلوماسي إن زيارة أمير قطر إلى مصر ستدوم ليومين.

وأوضح المصدر أن الزيارة تستهدف التطبيع الكامل للعلاقات بين قطر ومصر، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية، وضخ استثمارات قطرية بمصر، خاصة في مجال الطاقة.

وكشف المصدر أنه سيتم، خلال الزيارة، إطلاق مجلس أعمال قطري مصري مشترك؛ حيث سيتكون من رجال أعمال يعملون على تعزيز العلاقات الاقتصادية ومجالات الاستثمار والتجارة بين البلدين

وشهدت العلاقات القطرية المصرية خطوات إيجابية عديدة منذ القمة الخليجية 41 بمدينة العلا شمال غربي السعودية، في يناير/كانون الثاني 2021.

وفي تلك القمة، صدر بيان بإنهاء أزمة حادة اندلعت منتصف 2017، بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

ومنذ ذلك الحين التقى "السيسي" وأمير قطر مرتين في مؤتمرات دولية.

وفي 2017، قطعت مصر علاقاتها مع قطر في ذلك العام إلى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين بعد أن وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها الجيش المصري من السلطة في العام 2013.

وأعلنت قطر، نهاية مارس/آذار، أنها ستستثمر أكثر من 4.5 مليار دولار في مصر التي عانت مشكلات اقتصادية بسبب جائحة كوفيد وتفاقمت تلك المشكلات إثر الحرب الروسية على أوكرانيا ما دفع القاهرة الى خفض قيمة عملتها بأكثر من 17% قبل شهرين.

ووقع العملاق القطري "قطر إنرجي" في التوقيت نفسه اتفاقا مع شركة إكسون موبيل يستحوذ بموجبه على 40% من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.

وتأتي زيارة أمير قطر للقاهرة، فيما تشهد المنطقة نشاطا دبلوماسيا كبيرا خصوصا قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى الشرق الأوسط منتصف يوليو/تموز المقبل.

وقبل يومين، أشارت الولايات المتحدة إلى احتمال أن تتخذ دول عربية أخرى خطوات نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال زيارة "بايدن" إلى المنطقة، وذلك بعد عامين من تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.