إنتليجنس أونلاين - ترجمة الخليج الجديد-
أفادت مصادر استخباراتية بأن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان سيزور دمشق قريبا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية، مشيرة إلى أن مساعدات الإغاثة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا كشفت عن تغير موقف الرياض من دمشق.
وذكرت المصادر أن المساعدات السعودية كشفت عن عملية "تطبيع سرية" بين السعودية وسوريا، حيث جرى تسليم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مبادرة تمهد الطريق لمزيد من الاتصالات الدبلوماسية المباشرة، حسب ما أورده تقرير لموقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، ترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن الزلزال الذي ضرب سوريا أتاح للسعودية فرصة للقيام بلفتة في الوقت المناسب تجاه نظام الأسد من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، ففي 14 فبراير/شباط الجاري، هبطت طائرات سعودية طارئة من الرياض في مطار حلب الذي تسيطر عليه دمشق، لتسليم مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو منظمة غير حكومية يرأسها مستشار الديوان الملكي السعودي عبدالله الربيعة.
وفي عام 2022، أجرى المركز، وهو شريك في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، 19 مشروعًا في سوريا، بدءًا من تنسيق مخيمات اللاجئين إلى الأمن الغذائي، بإجمالي 16 مليون دولار.
لكن هذه المشروعات كلها كانت في أجزاء سوريا التي يسيطر عليها المعارضون لنظام الأسد في محافظة إدلب.
أمام مساعدات حلب، فتسلمها فارس الشهابي، وهو رجل أعمال مقرب من دوائر الأسد، وعضو بغرفة تجارة وصناعة المدينة السورية.
وساهم الشهابي في تسهيل عملية تسليم المساعدات السعودية عبر سيطرته على مطار حلب، الذي أشرف على تجديده.
ونوهت المصادر إلى أن السعودية استأجرت شركة "بوشمس" الإماراتية لنقل المساعدات وهي شركة لنقل البضائع جوا، ولديها قدرة على الاستجابة السريعة لطلبات رحلات الشحن.
وكانت الإمارات قد سبق بتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد عام 2018 واستخدمت طائراتها الجوية الخاصة لإيصال مساعدات الزلزال مباشرة إلى مطار دمشق.
بينما اتخذت السعودية آنذاك موقفًا متشددًا تجاه النظام السوري، وظلمت متمسكة حتى وقت قريب برفض عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وكان مصادر "إنتليجنس أونلاين" قد كشفت، في وقت سابق، أن رئيس إدارة المخابرات العامة السوري حسام لوقا قام بزيارة السعودية لبدء عملية التطبيع بين النظامين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.