محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-
منذ اندلاع الأزمة السورية كان للكويت موقف واضح منها؛ وهو دعم الحل السياسي والسلمي للأزمة، مع تجميد علاقاتها مع النظام السوري، ووقف العمل الدبلوماسي خاصة في مسألة السفارات.
وطيلة سنوات الأزمة السورية كان للكويت مواقف قوية تجاه سوريا وشعبها، حيث استضافت ثلاثة مؤتمرات للمانحين بالتعاون مع الأمم المتحدة لدعم الوضع الإنساني في سورية (2013 – 2014 – 2015)، وشاركت في عدد من المؤتمرات الدولية الأخرى المعنية بدعم الوضع الإنساني.
كما قامت الكويت من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن (2018 – 2019)، بتقديم العديد من المبادرات والقرارات الهادفة إلى تخفيف المعاناة عن الشعب السوري، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إليه.
ولم تتوقف حركة الطيران التجاري بين الكويت ودمشق منذ بداية الأزمة، وذلك حرصاً على تقديم الكويت كافة التسهيلات لما يقارب 170 ألف سوري مقيم في الدولة.
دعوات لبناء الثقة
ومع التطور الدبلوماسي للعلاقات العربية السورية، اتخذت الكويت موقفاً واضحاً في علاقاتها مع النظام السوري، وهي إطلاقها دعوات لنظام بشار الأسد باتخاذ خطوات لبناء الثقة، من أجل المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ولعودة دمشق إلى الجامعة العربية.
وترفض الكويت الخروج عن الإجماع العربي حول الموقف السوري، وهو ما أكده وزير خارجيتها الشيخ سالم العبد الله الصباح، بأن موقف بلاده الثابت والداعي لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، ورفض التدخل الخارجي في شؤونها.
وخلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق في جدة الذي شاركت فيه الكويت، الجمعة 13 أبريل الجاري، شدد الصباح على ضرورة التوصل إلى حل سياسي ينهي كافة تداعيات الأزمة، ويحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وهويتها العربية، ويحقق الخير لشعبها.
ولا يوجد أي نية للمسؤولين الكويتيين بزيارة النظام السوري أو استقبال أي مسؤول منها، وهو ما أكدته الخارجية الكويتية بعدم صحة ما تداولته مواقع عن زيارة لوزيرها الشيخ سالم العبد الله إلى العاصمة السورية دمشق، الخميس المقبل.
وجاء الاجتماع العربي في الرياض، بعد وجود تأكيدات بأن السعودية ستدعو بشار الأسد لحضور القمة العربية المقررة في الرياض يوم 19 مايو، حسبما نقلت وكالة "رويترز"، مطلع الشهر الجاري، في خطوة ستنهي رسمياً عزلته العربية.
وفي تطور للعلاقات الخليجية السورية، وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الثلاثاء 18 أبريل الجاري، إلى دمشق، وعقد مباحثات مع رئيس النظام بشار الأسد، حول الحل السياسي للأزمة.
شروط واضحة
الكاتب والباحث السياسي الكويتي عبد العزيز سلطان، يؤكد أن "الكويت موقفها من الأزمة السورية لم يتغير منذ بداية الأزمة، وهو التزام النظام بالحل السياسي ووجود حل داخلي".
ويقول سلطان، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "لا يوجد موافقة مبدئية من الكويت بعودة النظام السوري للجامعة الدول العربية، والموقف الرسمي هو أن عودة سوريا مرتبطة بوجود حل سياسي لجميع الأطراف في سوريا، وأن ينتهج النظام الديمقراطية، وإطلاق الأسرى، وعودة اللاجئين، ومحاربة الجماعات الإرهابية".
ويوضح سلطان أن "الكويت لن تقبل بعودة النظام مع استمرار تشريد مئات الآلاف من السوريين، ومواصلة قتل المدنيين داخل البلاد، وعدم التزام النظام السوري بالشروط المعلنة من قبل الدولة الكويتية، والتي أبرزها مشاركة نظام الأسد جميع الأطراف المختلفة في العملية السياسية وإعادة الاستقرار".
ويشدد على أن "الكويت تحتاج إلى ضمان بوجود توافق سياسي داخل سوريا من أجل إعادة العلاقات معها، والموافقة على عودة مقعدها لجامعة الدول العربية".
ويرى أن "هناك توافقاً شعبياً مع توجهات الموقف الرسمي، والخطوات المتبعة من الدولة الكويتية حول إعادة العلاقات معها".
وحول الجهود العربية لإعادة مقعد سوريا لجامعة الدول العربية، يوضح الكاتب والباحث السياسي الكويتي أن "المبادرة السعودية تأتي ضمن مناورات دبلوماسية، من أجل الوصول إلى حل سياسي يضمن سلامة جميع الأطراف السياسية في سوريا من أحزاب مختلفة".
رفض شعبي
شعبياً هناك رفض لإعادة العلاقات الكويتية السورية، مع الدعوات إلى استمرار المحافظة على الموقف الكويتي منذ بداية الأزمة التي اندلعت في 2011.
وعبر موقع "تويتر" كتب الناشط الكويتي عبد الله بن عازب أن "الدولة الكويتية وشعبها يرفضون المشاركة في تغسيل وتأهيل النظام السوري المجرم ورئيسه تقديراً لدماء الشعب السوري ولكرامة المهجرين".
كما رأى الناشط الكويتي، عبد الله الهولان، أن "هناك تقاطعاً للمصالح على حساب أكثر من نص مليون شهيد سوري ومطالبة بعودة النظام بجرائمه التي لا حصر لها؛ بداية من البراميل المتفجرة على حلب، مروراً بالكيماوي على الغوطة وتهجير الملايين".
وشدد الهولان، في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، على أنه "لا عودة للنظام السوري بأي شكل".
وأكد الناشط نافع بن متلف، في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر، أن "التصريحات الكويتية لفترة قريبة تؤكد وقوف الكويت مع الشعب السوري".