آي نيوز- ترجمة الخليج الجديد-
قال موقع "آي نيوز" (inews) البريطاني إن مراسلات رسمية في بريطانيا كشفت عن أن شركة مقرها في إمارة دبي سهَّلَت تواصل قوات "الدعم السريع" السودانية مع نواب بريطانيين في محاولة للتأثير عليهم بشأن الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند في اتفاق لإعادة سلطة المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن انقلب عليهم البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، عبر فرض إجراءات في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بينها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ، وهو ما اعتبراه الرافضون "انقلابا عسكريا".
وأوضح الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن قوات "الدعم السريع"، المتهمة بارتكاب انتهاكات بينها أعمال قتل واغتصاب، أرسلت سلسلة من النشرات الإعلامية إلى نواب بريطانيين، بزعم مكافحة "الكم الهائل من المعلومات المضللة حول الصراع في السودان"، وفقا للمرسلات.
وتلك النشرات تدعي أن قوات الجيش ارتكبت "أعمالا وحشية"، وأن قوات "الدعم السريع" تحرز تقدما كبيرا.
وأظهرت المراسلات الرسمية أن النشرات الإعلامية من إنتاج "كابيتال تاب" (Capital Tap Holdings)، وهي شركة إماراتية تعمل في الاستثمار ولديها مصالح تعدين كبيرة في السودان ودول أفريقية أخرى.
وأثارت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني أليسيا كيرنز، وهي من بين مَن تلقوا النشرات الإعلامية، تساؤلات بشأن الدعم الدولي للأطراف المتحاربة في السودان، بحسب الموقع.
وقالت أليسيا إن "العقوبات قد تكون ضرورية لردع الدعم الدولي للمجموعات المتحاربة"، معتبرة أن "تقديم الدعم لأحد طرفي النزاع يهدف إلى إضفاء الشرعية على إحدى الجهات ورفض الانتقال السلمي بعيدا عن الحكم العسكري في السودان".
ويتحدث سودانيون وتحليلات سياسية عن أن الإمارات، ولخدمة مصالحها الخاصة في السودان، تدعم قوات "الدعم السريع" في مواجهة الجيش، لكن علنا تحرص أبوظبي على مسافة متساوية من الطرفين وتدعو إلى وقف القتال فورا وحل النزاع عبر المفاوضات.
ذهب السودان
ووفقا للموقع، قال متحدث باسم "الدعم السريع" (لم يسمه الموقع) إن الشركة الإماراتية ساعدت القوات في تصميم شعار لها وسهلت وصولها إلى مسؤولين في دول عديدة.
وأضاف المتحدث أن القوات بعثت مراسلات إلى نواب وصحفيين وخبراء يركزون على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بهدف "إعلام المجتمع الدولي بما يحدث على أرض السودان".
لكنه نفى وجود علاقة عمل مع الشركة، مشددا على أنهم تلقوا منها مساعدة مجانية في النشرات الإعلامية، ولاحقا نفت القوات وجود أي علاقة مع الشركة.
وأفاد الموقع بأن قوات "الدعم السريع" طلبت من الشركة الإماراتية إنشاء ترويسة وشعار جديدين ضمن تصميم الإحاطة الإعلامية، مضيفا أن الشركة رفضت التعليق على الموضوع.
وتصف الشركة نفسها بأنها أحد "اللاعبين الرائدين في مجال المعادن والتعدين" في السودان. لكن الدور المحدد الذي تلعبه في صناعة التعدين غير واضح، بحسب الموقع.
وتسورد الإمارات ذهبا من السودان، وهو ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا بصناعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات سنويا، وتشير معلومات إلى سيطرة "الدعم السريع" على أبرز مناجم تعدين الذهب في السودان.