متابعات-
عمّت حالة من الغضب في الأوساط الشعبية الخليجية، في أعقاب المذبحة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مئات المدنيين في المستشفى المعمداني بقطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيد.
ففي الكويت، تظاهر المئات بحضور شخصيات عامة، بينهم برلمانيون وسياسيون ضد العدوان الإسرائيلي، مرددين شعارات مؤيدة لفلسطين، ومنددة بالعدوان الإسرائيلي والتواطؤ الغربي.
وتزامن ذلك مع إطلاق حملة على منصة "إكس" لمطالبة الحكومة الكويتية بطرد السفير الأمريكي؛ على خلفية موقف واشنطن المؤيد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
كما نددت الحركة الدستورية الإسلامية بالمجزرة الإسرائيلية الناجمة عن استهداف المستشفى المعمداني، مؤكدةً أنه "لم يتجرأ الصهاينة على هذه المجازر لولا الدعم الأمريكي والأوروبي والتخاذل العربي".
ودعت الحركة في بيان نشرته على حسابها بمنصة "إكس"، الحكومة الكويتية إلى مقاطعة أي اجتماع تشارك فيه الولايات المتحدة، لأنها شريك في الجرائم والمجازر.
وفي العاصمة القطرية الدوحة، خرجت تظاهرة بسوق واقف، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحديداً مجزرة المستشفى المعمداني.
وعلق رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية، جابر الحرمي، على المجزرة بالقول: "الغطاء الأمريكي والدعم الغربي والتخاذل العربي سهّل للصهاينة ارتكاب هذه المجازر البشعة".
وطالب الكاتب القطري عبد الله العذبة بأن "تشارك الصين وروسيا ببعثة تحقيق دولية في #مجزرة_مستشفى_المعمداني؛ لأن أمريكا منحازة وتدعم تبرئة الاحتلال الصهيوني، ولم تعد محل ثقة في العالمين العربي والإسلامي".
كما نظّم مواطنون عُمانيون وقفة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة العمانية مسقط، تنديداً بجريمة استهداف المستشفى المعمداني من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه المستمرة بحق سكان غزة.
وعاد مفتي السلطنة الشيخ أحمد الخليلي للتعليق على العدوان ضد غزة، حيث كتب قائلاً: "إنا لنأسف كثيراً على تخاذل الدول العربية، وصمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم؛ فإلى الله المشتكى".
وكتب الصحفي العماني مختار الهنائي عبر "إكس": "قصف #مستشفى_المعمداني يثبت أن إسرائيل ومن يقف وراءها ليس لديهم نية للتهدئة وإيقاف هذه الحرب، لذا من الأَولى أن تستعد دولنا بأن تكون طرفاً في وقف هذا العدوان بسلاح النفط، لا يوجد حل آخر، لا يوجد، حديث الحكمة، انتهى".
إلى ذلك، قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، في تغريدة على منصة "إكس": إن "الجيش الإسرائيلي اللاأخلاقي قتل 750 طفلاً فلسطينياً في غزة خلال 10 أيام"، مؤكداً "أن أطفال فلسطين لهم الحق في حياة آمنة وحرة وكريمة"، في الوقت الذي نددت فيه الإمارات بقصف المستشفى المعمداني، ودعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.
وأضاف في تغريدة أخرى: "هذا وقت الترحم على شهداء غزة التي تنزف دمعاً ودماً وغضباً غزيراً".
واعتبر المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، أن "المأساة الإنسانية والمشاهد المروعة للأبرياء نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المدان لمستشفى المعمداني في غزة تؤكد أولوية تجنيب المدنيين ويلات الحرب واحترام القانون الإنساني الذي يكفل حمايتهم".
بدورها، تناولت الصحف السعودية الجريمة الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة، خصوصاً قصف المستشفى المعمداني، وأفردت مساحات واسعة للخبر والرأي، فيما أبدى مدونون وكُتاب ونشطاء سعوديون تعاطفهم البالغ مع غزة.
واعتبر الكاتب والسياسي السعودي سليمان العقيلي على منصة "إكس"، الهجوم الإسرائيلي على المستشفى المعمداني، "هدية إسرائيلية للرئيس الأمريكي بايدن قبل وصوله".
وفي البحرين، طالب ناشطون بطرد السفير الإسرائيلي من المنامة، وتنكيس الأعلام حداداً على مجزرة المعمداني في غزة.
في حين أعلنت الحوزات العلمية في البحرين الحداد، وعطلت الدراسة لهذا اليوم؛ تنديداً بالمجزرة الصهيونية في مستشفى المعمداني.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب الثلاثاء، مجزرة كُبرى، باستهدافه المستشفى المعمداني يقطاع غزة، في أثناء وجود مئات الأطفال والنساء والمرضى به؛ ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 500 شخص، وإصابة المئات.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء في القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 3200 شهيد، وأكثر من 11 ألف جريح، أغلبهم من النساء والأطفال، في حين أكدت مصادر فلسطينية أن الاحتلال ارتكب 394 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الجاري.