علاقات » عربي

تنديد دولي بالهجمات ضد الحوثيين.. وتحرك روسي في مجلس الأمن

في 2024/01/12

الخليج أونلاين- 

أدانت دول عدة الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع للحوثيين في اليمن، في وقتٍ قالت دول أخرى إن المليشيا المدعومة من إيران هي السبب في التوتر بالمنطقة.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم، الهجمات، وقال: "ندين بشدّة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مدن مختلفة في اليمن".

وبحسب وكالة "إرنا" الرسمية، وصف كنعاني الهجمات بأنها انتهاك لسيادة اليمن ووحدة أراضيه والقوانين الدولية، مضيفاً: "هذا الهجوم التعسفي لن يخدم أي هدف سوى تأجيج حالة انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة".

ودعا المجتمع الدولي إلى "منع انتشار الحرب وعدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة عبر ردود فعل وإجراءات مسؤولة".

في ذات السياق، نددت روسيا على لسان المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، بـ"الهجوم الواسع الذي نفذته الولايات المتحدة وبريطانيا".

وقالت زاخاروفا، على صفحتها في "تيلغرام": "تعد الغارات الجوية الأمريكية على اليمن مثالاً آخر على تحريف الأنجلوسكسونيين لقرارات مجلس الأمن الدولي".

وشددت الدبلوماسية الروسية على أن من أسمتهم بـ"الأنجلوسكسون، أثبتوا مجدداً تجاهلهم التام للقانون الدولي بهدف تصعيد الوضع في المنطقة لتحقيق أغراضهم التدميرية".

وسبق أن طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الضربات العسكرية التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.

من جانبها دعت الصين جميع الأطراف إلى منع اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، محذرة من أي تصعيد.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ: إن "الصين تشعر بالقلق من التصعيد في التوتر في البحر الأحمر"، مضيفة: "نحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع".

"حماس" و"حزب الله"

بدورها نددت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشدة بالهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن، واعتبرته "يؤشر إلى قرار بتوسيع الصراع، وستكون له تداعيات".

وقال القيادي في الحركة، سامي أبو زهري: إن "العدوان الأمريكي-البريطاني على مناطق الجيش اليمني بسبب وقوفه إلى جانب غزة، هو عدوان واستفزاز لكل الأمة، ويشير إلى قرار توسيع مساحة الصراع خارج غزة من قبل الدول التي شنت الهجمات تجاه اليمن، وهذا سيكون له تداعياته".

أما "حزب الله" اللبناني فقال في بيان، إن الضربات الأمريكية على اليمن "تؤكد شراكة الولايات المتحدة الكاملة في ‏المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة والمنطقة".

ودان الحزب في بيانه "العدوان الأمريكي -البريطاني السافر على اليمن وأمنه ‏وسيادته وعلى ‏شعبه الحر الشريف، الذي وقف بكل قوة وشجاعة ومسؤولية إلى جانب ‏الشعب ‏الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وعمل أقصى جهده في فك الحصار عنه بشتى ‌‏الوسائل والإمكانات المتاحة".‏

لتي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي المنطقة، وهي التي تعمل على ‏دعمه ‏ومده بآلة القتل والدمار، وعلى تغطية عدوانه وإجرامه والاعتداء على كل ‏من يقف إلى جانب ‏الشعب الفلسطيني المظلوم على امتداد المنطقة".‏

وختم الحزب بيانه مؤكداً أن "هذا ‌‏العدوان لن يفت في عضد الشعب اليمني، بل سيزيده قوة وعزيمة على مواجهته والدفاع عن ‏نفسه وعلى ‏مواصلة الطريق في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته المحقة ‏والعادلة".‏

إدانات 

بدوره قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه تحدّث مع وزير الخارجية العماني بشأن التوترات المتزايدة في البحر الأحمر والحاجة إلى حماية حرية الملاحة.

ودانت فرنسا "هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر"، محملة الحركة "مسؤولية جسيمة للغاية" عن التصعيد في المنطقة.

كما حذر فادي الشمري، مستشار رئيس الوزراء العراقي من أن "الغرب يوسع الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ويزيد التوترات في المنطقة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

غضب حوثي

بدوره قال عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين، محمد علي الحوثي، اليوم الجمعة، إن الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن "همجية إرهابية".

ووصف الهجمات بأنها "عدوان متعمد وغير مبرر ويعكس نفسية متوحشة"، مضيفاً أن الرد سيكون من خلال البيان الذي سينشر لاحقاً، وفقاً لوكالة "رويترز".

من جهته، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، إن "أمريكا وبريطانيا حرمتا نفسيهما من عبور البحر الأحمر وباب المندب".

وأضاف البخيتي أن "اليمن سيرد على هذه الهجمات ولا بد أن يكون هناك ثأر، ولدينا خيارات موجعة ضد مصالحهما في المنطقة".

وجاءت تصريحات البخيتي بعد وقت قصير على تصريح آخر للناطق باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، الذي نشره على حسابه في "إكس"، وقال فيه: "نؤكد أنه لا مبرر أبداً لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية".

وتابع: "الاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".

كما قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن "العدوان أسفر عن استشهاد 5 وإصابة 6 أشخاص".

100 صاروخ

من جهته أكد قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال ليكسوس جرينكويتش، شن ضربات ضد 60 هدفاً في 16 موقعاً تابعاً للحوثيين، واستخدام أكثر من 100 صاروخ موجه في تلك الضربات.

وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن الغارات استهدفت مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق صواريخ ومسيرات.

وأعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي أن الضربات ضد الحوثيين في اليمن تهدف لتقويض قدرتهم على مواصلة هجماتهم بالبحر الأحمر.

وقال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "إننا نحمل المسلحين الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين الذين يزعزعون الاستقرار مسؤولية الهجمات غير القانونية والعشوائية والمتهورة على الشحن الدولي، والتي أثرت على 55 دولة حتى الآن، بما في ذلك تعريض حياة مئات البحارة للخطر".

وكانت القوات الأمريكية والبريطانية نفذت، فجر اليوم الجمعة، هجوماً متزامناً على عدة أهداف تابعة لجماعة الحوثي في خمس محافظات يمنية، وذلك تنفيذاً لتهديدات واشنطن ولندن وبدعم من عدد من الدول، بينها البحرين.

ويأتي الهجوم الأمريكي البريطاني بعد يوم من اعتماد مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي ياباني يدين الحوثيين، ويطالبهم بوقف الهجمات في البحر الأحمر فوراً.

ومنذ الـ19 من نوفمبر الماضي، نفذ الحوثيون قرابة 27 هجوماً على سفن إسرائيلية، وأخرى ذاهبة إلى موانئ "إسرائيل"، كما استولوا على سفينة شحن مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، رداً على مجازر الاحتلال بحق سكان قطاع غزة وحصارهم.