متابعات-
دعت دولة قطر الأطراف السودانية المتحاربة إلى استئناف التفاوض للوصول إلى اتفاق ينهي القتال، مؤكدة استمرارها في تقديم كافة الدعم والمساعدات الإنسانية لتخفيف وطأة الأزمة على الشعب السوداني.
وبحسب ما أوردت وزارة الخارجية القطرية، اليوم السبت، جاء ذلك في البيان الذي ألقته هند عبد الرحمن المفتاح، المندوبة الدائمة لدولة قطر بجنيف، خلال "الحوار التفاعلي المعزز حول تقرير المفوض السامي بشأن السودان"، وذلك في إطار الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.
ودعت دولة قطر الأطراف السودانية المتحاربة إلى "تحكيم صوت العقل واستئناف التفاوض بغرض الوصول إلى اتفاق ينهي القتال ويجنب السودانيين المزيد من المعاناة".
وأكدت قطر "ضرورة التعاون لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والالتزام بمبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
وجددت المندوبة القطرية "وقوف قطر إلى جانب الشعب السوداني في الأوقات العصيبة التي يمر بها، والاستمرار في تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية لتخفيف وطأة الأزمة الحالية عليه".
ودعت هند عبد الرحمن المفتاح "المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده وتقديم المزيد من الدعم لمقابلة الاحتياجات المتصاعدة للسودانيين".
وأكدت "موقف دولة قطر الثابت تجاه وحدة وسلامة أراضي السودان، ورفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية".
ولفتت إلى "ضرورة تعزيز وحماية حقوق الإنسان للشعب السوداني، وضمان حقه في العيش الكريم وتحقيق تطلعاته المشروعة في السلام والأمن والاستقرار".
كما أعربت عن أسف دولة قطر لما آلت إليه حالة حقوق الإنسان في السودان نتيجة القتال المستمر منذ ما يزيد على عشرة أشهر، مشيرة إلى أنه "في الوقت الذي تعبر فيه عن القلق بشأن الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين في العاصمة الخرطوم، وفي ولايات دارفور، وفي مناطق أخرى من السودان، تؤكد على أهمية الوقف الفوري لهذه الجرائم والانتهاكات".
وأمس الجمعة، دعت دول الخليج، في إطار الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، إلى "الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين".
وأعربت، في بيان موحد، عن القلق العميق لدول مجلس التعاون إزاء معاناة الشعب السوداني من العنف والنزوح وانهيار الحقوق الأساسية للإنسان.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حرباً خلفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.
والخميس الماضي، اتهمت لجان مقاومة سودانية (ناشطون) قوات الدعم السريع بمهاجمة 53 قرية في ولاية الجزيرة (وسط) وارتكابها انتهاكات بحق مدنيين.
ومنذ ديسمبر 2023، سيطرت "الدعم السريع" على عدة مدن بالجزيرة بينها "ود مدني" مركز الولاية.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية فإن 6 ملايين و326 ألفاً و416 شخصاً نزحوا داخلياً، ونحو مليون و884 ألفاً و909 عبروا الحدود إلى البلدان، ونحو 46%من النازحين داخلياً لجؤوا إلى إقليمي دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، و53% نزحوا إلى الولايات الشمالية والشرقية والوسطى، منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي.