يوسف حمود - الخليج أونلاين-
لم تتخلَّ دول الخليج، وتحديداً الكويت، عن اليمن في كل الظروف السياسية والاقتصادية التي مر بها، وكانت من أوائل الدول التي عززت شراكتها معه بعد الثورة عام 1962.
ولعل الحرص الكويتي في الماضي جنّب اليمن كثيراً من المصاعب، لا سيما بعد دعمها للمجالات التنموية والخدمية، التي شكلت عاملاً مهماً لاستقرار اليمن ونهضته.
وشكل إعلان الكويت دعم اليمن بثلاث طائرات مدنية، بالتزامن مع سيطرة المتمردين الحوثيين على 4 طائرات للخطوط الجوية اليمنية، دعماً كبيراً للحكومة الشرعية، وتعزيز الاستقرار، ومساعدة اليمنيين على تجاوز الأزمات المستمرة.
دعم القطاع الجوي
استمراراً للدعم الكويتي الذي لم ينقطع لسنوات طويلة، أعلن رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي (30 يونيو 2024)، تقديم الكويت 3 طائرات للخطوط الجوية اليمنية ومحركين؛ لتجاوز أزمة احتجاز الحوثيين لـ4 من طائراتها في مطار صنعاء الدولي.
وأعرب العليمي، في تدوينة على منصة "إكس"، عن شكره لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده، وحكومة وشعب الكويت، على "التوجيهات الكريمة بدعم الخطوط الجوية اليمنية بثلاث طائرات ومحرك".
وأضاف العليمي:
هذا الدعم الكريم يمثل إضافة مهمة إلى سجل حافل بمواقف دولة الكويت المشرفة، وتدخلاتها الإنسانية السخية في مختلف المراحل والظروف إلى جانب الشعب اليمني وقيادته السياسية.
يمثل أيضاً حرصها المخلص على تحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والسلام، والأمن والاستقرار، والتنمية.
كما قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن الحكومة الكويتية أبلغت نظيرتها اليمنية بصدور توجيهات بالموافقة على طلب سابق من العليمي إلى أمير الكويت، بشأن دعم إعادة تأهيل قطاع النقل الجوي.
ووجهت الخارجية الكويتية خطاباً للسفارة اليمنية لديها، جاء فيه: "من منطلق العلاقات الأخوية وموقف دولة الكويت الداعم للأشقاء في اليمن، فقد تمت الموافقة من قبل حكومة دولة الكويت على تقديم الدعم اللازم للجمهورية اليمنية من خلال منح عدد 3 طائرات ومحركين".
والأسبوع الماضي، أعلن وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً احتجاز جماعة الحوثي 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، ومنعوا عودتها إلى مطار جدة لنقل الحجاج.
زيارة هامة
ولعل إعلان الدعم الكويتي لليمن جاء بعد عامين من زيارة للعليمي إلى الكويت (يونيو 2022)، حيث طلب العليمي دعم الموازنة العامة للدولة، وتمويل إنشاء محطة كهربائية، وتعزيز أسطول اليمنية بعدد من الطائرات، وفتح الأجواء للرحلات التجارية بين البلدين.
وفي أغسطس من ذات العام، بدأت دولة الكويت ترجمة نتائج زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بتنفيذ عديد من المشاريع، والتحرك لتنسيق مسارات الدعم الخليجي المقدم لليمن.
ومن المشاريع التي أكدت الكويت اعتزام القيام بها في اليمن إعادة تأهيل المستشفيات التي مولتها خلال العقود الماضية. فضلاً عن زيادة أعداد المنح الدراسية في المجالين الأمني والعسكري، ومنح التسهيلات الإضافية للمقيمين والوافدين اليمنيين.
كما وافق الصندوق الكويتي للتنمية على استئناف تمويل مشاريعه المجمدة، والنظر في تقديم دعم ذي أولوية للشعب اليمني.
كما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" (أغسطس 2022)، أن الجمعية الكويتية للإغاثة أعادت تجهيز وتأثيث 8 مدارس أساسية وثانوية في 7 محافظات يمنية.
وفي سبتمبر من ذات العام، افتُتحت في محافظتي عدن ولحج اليمنيتين مشاريع مياه بتمويل كويتي، يستفيد منها 1.5 مليون شخص، في إطار المساعدات التي تقدمها الدولة الخليجية للبلد الذي يعيش على وقع حرب منذ سنوات.
عطاء غير محدود
وتميزت العلاقة بين اليمن والكويت بالاحترام والود، إذا لم يرتبط اسمها، خلال العقود الماضية، بالمساعدات الآنية فحسب، بل بمشاريع طويلة الأمد.
ويعد مستشفى الكويت بصنعاء من أبرز المشاريع الصحية التي بُنيت، إضافة إلى 5 مستشفيات أخرى؛ منها المستشفى العسكري بصنعاء، ومستشفى الحديدة العام، و18 مستوصفاً صحياً، والمعهد الصحي، وبنك الدم، والمختبر المركزي.
كما ساهم الصندوق الكويتي في تمويل مشروع توسيع وتطوير ميناء عدن، وتمويل الطاقة الكهربائية، وتمويل طرق رئيسية في عدة محافظات، وإنشاء عدة مشاريع في جزيرة سقطرى، أهمها مشروع إنشاء رصيف ميناء سقطرى.
يقول المحلل السياسي اليمني محمد باحاج في هذا الصدد لـ"الخليج أونلاين":
عطاء الكويت غير المحدود ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في مختلف المجالات، جعل منها شرياناً في قلب كل مواطن يمني.
الكويت لم تبخل يوماً على اليمنيين بما تملك، سواء كان ذلك على الصعيد الإنساني أو الاقتصادي أو السياسي.
الكويت أسست لنهضة وتطور اليمن، حيث كانت تهتم ببناء الجيل اليمني الذي يعتمد على العلم.
لم تبنِ مشاريع صغيرة؛ بل وضعت اهتمامها على مشاريع حقيقية، من مدارس وجامعات ومستشفيات، ودعمت في الماضي الاقتصاد والعملة، خصوصاً في مناطق شمال اليمن.
الكويت هي الباني الحقيقي لليمن من الصفر، قدمت كل ما لديها لتخرجه من الظروف المحيطة به، حيث حافظت عليه، واهتمت بالتعليم، وحاولت تطويره في كل المجالات.
الكويت وقفت مع اليمن في كل المحن والظروف، لا سيما في مجال التعليم والصحة، على مدى 50 عاماً، فتلك جامعة صنعاء، وهذا مستشفى الكويت، وغير ذلك عشرات المدارس في كل ربوع اليمن تحمل اسم الكويت.