علاقات » عربي

مفاوضات الدوحة.. هل ستكون بوابة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة؟

في 2024/07/06

يوسف حمود - الخليج أونلاين- 

تلوح في أفق وساطة هدنة غزة آمال بانفراجة ربما تكون وشيكة، وقد تسرع خطوات إقرار اتفاق، بعد جمود بالمفاوضات منذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، مقترح التهدئة نهاية مايو الماضي، والتي لم تنجح بوقف الحرب حتى الآن.

وعقب وصول رد حركة "حماس" على مقترح الصفقة الإسرائيلية - الأمريكية، انطلقت نقاشات بين مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمستوى السياسي لصياغة موقف "إسرائيل" النهائي، أفضت إلى اتخاذ رئيس حكومة الاحتلال قراراً بإرسال وفد التفاوض برئاسة رئيس "الموساد" إلى الدوحة.

لكن على الرغم من أجواء التفاؤل التي عكستها تصريحات مسؤولين إسرائيليين ومصادر رسمية بشأن قرب التوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، لا تزال المخاوف تحوم حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يصر على موقفه المتمسك بمواصلة حربه على القطاع.

مفاوضات في الدوحة

بعد يومين من رد حركة "حماس"، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية بالإيجابي، كشف مسؤول أمريكي كبير عن أن استئناف المفاوضات بشأن إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سيبدأ (الجمعة 5 يوليو)، في العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت وكالة "رويترز"، نقلاً عن المصدر قوله، إن رد "حماس" يدفع العملية إلى الأمام، وقد يوفر الأساس لإبرام صفقة من أجل التوصل لاتفاق نهائي.

من جانبها ذكرت "هيئة البث" الإسرائيلية أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، ديفيد برنيع، سيرأس الوفد الإسرائيلي في محادثات صفقة تبادل الأسرى.

ونقلت الهيئة عن مصدر مطلع أن اتخاذ القرار بإرسال الوفد الإسرائيلي المفاوض جاء دون حضور المسؤول عن ملف الأسرى في الجيش الجنرال نيتسان آلون، وتحدث عن وجود تفاوت بين المستوى السياسي والأمني بشأن صفقة التبادل.

وتتضارب التقديرات في الكيان حول ما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر مطلع قوله: إنه "يمكن التوصل إلى صفقة تبادل خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع".

مخاوف وتهديدات

وفي غضون ذلك، وبينما يبدي الوسطاء في الدوحة والقاهرة حماسة لاستئناف المفاوضات، لا تبدد التطورات الأخيرة المخاوف إزاء موقف الحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً نتنياهو.

وبحسب وسائل إعلام، فإن الوسطاء يخشون من أن تكون المبادرة الإسرائيلية بالحديث الإيجابي عن الرد المعدل لـ"حماس" على المقترح الأمريكي - الإسرائيلي، مناورة جديدة من حكومة نتنياهو، في ظل عدم الرغبة في إيقاف الحرب بشكل كامل.

وأوضحت أن التعديلات الأمريكية على صيغة صفقة التبادل أدت إلى تقدم المحادثات بين "إسرائيل" و"حماس"، ونقلت عن مصدر مطلع أن الحركة تنازلت عن مطلب وقف القتال.

وفي المقابل، توعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بتنظيم مظاهرات مليونية إذا أفشلت حكومة بنيامين نتنياهو صفقة تبادل أسرى جديدة، مشيرة إلى أنها لن تسمح بإفشال هذه الصفقة.

فيما قالت القناة الـ"13" الإسرائيلية إنه لأول مرة منذ أشهر، هناك تفاؤل في "إسرائيل" بشأن احتمال إبرام صفقة تبادل، لكن الأمر مشروط بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خصوصاً أن مقترح الصفقة واقعي جداً، رغم وجود بنود ليست سهلة، لكنها لن تعرقل إبرامها.

فرص كبيرة

يشير الكاتب والمحلل السياسي التركي إبراهيم المدهون، إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق "كبيرة جداً، خصوصاً أن حركة حماس وافقت على الورقة المقدمة عبر الوسطاء، التي سماها بايدن بأنها ورقة أمريكية".

ويقول: إن المشهد الفلسطيني اليوم "أمام فرصة كبيرة، ولكن محفوفة بالمخاطر، خصوصاً أن نتنياهو غير معني بوقف الحرب"، في إشارة إلى التسريبات التي تتحدث عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يعرقل المفاوضات بشكلٍ أو بآخر.

المدهون في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أشار إلى أن حركة "حماس معنية بشكل كبير بوقف الإبادة الجماعية والوحشية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ولا تريد أن تعطي أي مبرر لاستمرارها".

وأوضح قائلاً: "الحركة حاولت بالاتفاق مع الوسطاء أن تقدم موافقة على ما جاء في ورقة بايدن، والآن هي في الانتظار عما سيأتي من الموقف الإسرائيلي".

وما إن كانت قد قدمت تنازلات، يقول المدهون: "في السياسة لا أعتقد أن ما قدمته حماس تنازلات، بقدر ما هو قبول بما طرح عليها من قبل الوسطاء وبايدن، فما زالت حماس على الأرض، ولم يستطع الاحتلال القضاء عليها، وأضحت فكرة إبعاد حماس وهمية".

ويكمل: "لا تزال حماس تحتفظ بجميع الأسرى بقبضتها، وتسيطر على مناطق في غزة، لكن الواقع الإنساني الكارثي لا شك أنه يحتاج إلى وقف عاجل وفوري للإبادة، وتعزيز الروح المعنوية الفلسطينية".

هنية.. بايدن ونتنياهو

وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، قد أجرى "اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل إلى اتفاق يضع حداً للعدوان الغاشم"، حسب بيان أصدرته الحركة على موقعها الرسمي (3 يوليو).

بدوره قال البيت الأبيض (4 يوليو)، إن الرئيس جو بايدن رحب بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال وفد للمشاركة في مباحثات بشأن مقترح تبادل الأسرى مع حركة "حماس" ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضح بيان البيت الأبيض أن بايدن أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو، ناقشا فيها "الجهود الجارية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن (الأسرى)".

وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة التي تقدم دعماً مطلقاً للاحتلال الإسرائيلي، تجري الفصائل الفلسطينية بغزة و"إسرائيل"، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.

وتواصل "إسرائيل" الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.