كمال صالح - الخليج أونلاين-
تشهد العلاقات الثنائية بين قطر ومصر تطوراً مضطرداً على كافة المستويات، منذ اتفاق الجانبان على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما في 20 يناير 2021.
وكامتداد لتحسّن العلاقة بين البلدين، يسعى الجانبان لتعزيز تعاونهما على الصعيد العسكري أيضاً، وفي سبيل ذلك، شكّل الجانبان، لجنة عسكرية مشتركة، عقدت أول اجتماعاتها في مارس 2023.
مؤخراً زار رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أحمد فتحي إبراهيم الدوحة، وأجرى مباحثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، بهدف تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين.
وبالنظر إلى التغيرات الجيوسياسية، والاحتقان العسكري الذي أفرزته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تكتسب المباحثات العسكرية بين قطر ومصر أهمية خاصة، فكيف سيستفيد الجانبان من تطوير العلاقات العسكرية بينهما، وما آفاقها؟
التعاون العسكري
المباحثات التي أجراها وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية، مع رئيس أركان الجيش المصري، في الدوحة يوم الخميس، كانت حول آلية تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين، كما ناقشا المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها.
وبالرغم من عدم وجود الكثير من التفاصيل حول طبيعة النقاشات العسكرية والتعاون في هذا المجال، بين مصر وقطر، إلا أنه يكتسب أهمية كبيرة في هذه المرحلة.
وشهدت العلاقات بين البلدين فتوراً إبان الأزمة الخليجية في 2017، وامتد هذا الفتور لكل المجالات، نظراً لانحياز مصر للدول الأربع ضد قطر، لكن بعد تطبيع العلاقات بدأت المياه تعود لمجاريها.
ومنذ مطلع العام 2021، اتخذت قطر ومصر خطوات إيجابية لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، وشكلت لجنة عليا مشتركة على مستوى وزراء الخارجية، كما شكل الجانبان لجنة عسكرية أيضاً لتطوير العلاقات في هذا المجال.
وتبادل الجانبان خلال الأشهر الماضية الزيارات الرفيعة بين المسؤولين العسكريين، كما عقدت اللجنة العسكرية أول اجتماعاتها في 18 مارس الماضي في العاصمة المصرية القاهرة.
اللجنة العسكرية
مثلت اللجنة العسكرية انعكاساً لرغبة البلدين في تطوير التعاون العسكري بين الجانبين، وخلال أول اجتماع برئاسة الفريق ركن سالم بن حمد العقيل النابت رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، والفريق أسامه عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، جرى التأكيد على ضرورة توثيق التعاون العسكري بينهما.
وبحسب البيان الصادر في ختام اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، أكد الجانبان على زيادة آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين الجانبين.
كما أكد البيان على "توافق الرؤى حول الخطط المشتركة بما يعود بالنفع على القوات المسلحة للبلدين"، وحينها أكد رئيس أركان القوات القطرية على أهمية زيادة التعاون في المجالات العسكرية والتدريبية خلال المرحلة المقبلة لتحقيق مصالح القوات المسلحة لكلا البلدين.
وخلال زيارة الفريق النابت إلى القاهرة في مارس من العام 2023 قام بجولة تفقد إلى القوات البحرية، شملت زيارة الوحدات الخاصة البحرية، كما اطلع مع الفريق أسامه عسكر، على عدد من الأنشطة التدريبية للقتال البحري واللياقة البدنية، إضافة إلى زيارة قطع بحرية مختلفة.
تعاون في مجال التأهيل
ومن الطبيعي في حال عودة العلاقات السياسية والاقتصادية إلى مجراها الطبيعي، أن يكون هناك تعاون معين في المجال العسكري، وهذا ما يذهب إليه الخبير والمحلل العسكري العقيد إسماعيل أيوب.
ويرى أيوب في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أنه من الطبيعي حينما يحدث تقارب في كل المجالات، أن ينسحب الأمر على المجال العسكري.
ولفت إلى أنه من غير المرجح أن يكون هناك تعاون عسكري بين قطر ومصر مثل الذي بين قطر والولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنساً، بل سيكون محصورا في التدريب وتبادل الخبرات.
الأسلحة القطرية
وأما بخصوص التعاون في مجال الأسلحة، فيرى أيوب أن قطر ليست في وارد استيراد أسلحة من مصر، كون الأسلحة التي تنتجها القاهرة ليست مستعملة في الجيش القطري.
وأضاف: "أسلحة الجيش القطري معظمها صناعة غربية والآن يركزون على سلاح الطيران حيث عقدوا صفقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لشراء 32 طائرات إف 15 المتطورة، كما اشتروا من فرنسا قرابة 35 طائرة رافال، ومن بريطانيا طائرات تايفون".
واختتم أيوب حديثه بالقول: "لا شك هذا أمر إيجابي بين الدول العربية، أفضل من الفرقة وأفضل من المناكفات السياسية، وأفضل من التحالفات السيئة التي تضر بالعلاقات بين هذه البلدان".