علاقات » عربي

تفاعل خليجي واسع مع اغتيال السنوار: عاش مرعباً للصهاينة

في 2024/10/19

متابعات

أثار استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار، تفاعلاً واسعاً في أوساط المغردين الخليجيين، الذين اعتبروه ختاماً يليق برجل كرّس حياته لمقاومة المحتل والدفاع عن أرضه وعرضه.

استشهد السنوار وهو يخوض غمار معركة ضد جنود الاحتلال جنوب غزة، ليصبح في نظر مئات الملايين من المغردين "بطلاً وأسطورة ستُخلده الأجيال".

المغردون في دول الخليج تفاعلوا مع الحدث، معربين عن أسفهم لرحيله، واعتزازهم بكونه غادر وهو في مقدمة الصفوف، لينفي بذلك مزاعم الاحتلال أنه كان مختبئاً في الأنفاق، وفي ما يلي يرصد "الخليج أونلاين" أبرز تعليقات المغردين الخليجيين على استشهاد السنوار.

بطل من طراز رفيع

المغردون في الكويت كانوا الأكثر تفاعلاً مع استشهاد السنوار، معتبرين اغتياله رفعة لا ينالها كثيرون، ودليلاً على أن المقاومة حيّة بقادتها وقواعدها، وأن القادة يسابقون الأتباع على الشهادة.

وقال نائب مجلس الأمة الكويتي السابق جمعان الحربش: إن السنوار "استشهد كما يليق بأبطال الأمة، مقبلاً غير مدبر، فوق الأرض لا تحت الأرض".

وأضاف الحربش في تدوينة على منصة "إكس": "ثبات في الحياة وفي الممات، لعمرك لحق تلك إحدى المعجزات، لم تمُت يا أبا إبراهيم؛ فأنت حي في وجدان الأمة ومُلهم لأبطالها، ونرجو أن تكون الآن في جنةٍ عرضها السماوات والأرض".

وتابع في تدوينة أخرى: "حمى الله عرضه ومكانته رغم أنف العدو، فتسربت صورة بطولته وشهادته بأيدي أعدائه ورغم أنوفهم، مقاتلاً مقبلاً يقود المواجهة ليبقى حاضراً وخالداً في ضمير الأمة وأجيالها".

أما المغرد الكويتي خالد عبيد العتيبي، فقال تعليقاً على استشهاد السنوار: "كل ما كنا نشاهده من عمليات رفح البطولية كان يقودها البطل يحيى السنوار من الخطوط الأمامية".

ولفت في تدوينة على منصة "إكس" إلى أن هذا الاشتباك حصل بالصدفة، وليس عملية اغتيال خطط لها العدو، وأن "سنة كاملة والاحتلال في تيه وتخبُّط وفشل، فقد أذاقهم المجاهدون أصناف العذاب".

الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله قال في تدوينةٍ حذفها لاحقاً دون إبداء سبب: إن السنوار استشهد "مقاوماً مدافعاً عن حق شعبه في وطن مستقل اسمه فلسطين"، داعياً له بالرحمة الواسعة.

من جانبها قالت الشيخة مريم آل ثاني، في تدوينة على منصة "إكس": "السنوار، وإسماعيل هنية، وقبلهما الشيخ أحمد ياسين، وغيرهم من قيادات حماس، هم (فكرة)، والفكرة لا تموت وإن ماتت الأجساد"، داعيةً له بالرحمة ولأهل غزة بالنصر.

أما رئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية جابر الحرمي فقال: إن السنوار "عاش مرعباً للصهاينة، واستشهد بطلاً شامخاً مقبلاً غير مدبر"، مضيفاً: "هكذا هم الأبطال".

المغرد السعودي نواف القديمي قال: إن السنوار "استُشهد مقاتلاً على الأرض لا مقصوفاً في نفق"، مضيفاً في تغريدة: "كان المُناضل بداخله يفوق السياسي، والانغماسي فيه أكبر من المناور، ملأ الدنيا وشغل الناس، ومات كما يليق بالمُقاتل أن يموت".

وعلّق المغرد العُماني وائل بن سيف الحراصي، في تدوينة على منصة "إكس" على استشهاد السنوار قائلاً: "وضعوا السلاح وقاتلتَ، رضخوا وقاومتَ، خانوا وأوفيتَ، خذلوا وصابرتَ، تركوك فاستشهدتَ، خسروا جميعاً، وفزتَ يا بطل".

بطل في الميدان

ولعل أكثر ما تركزت عليه التعليقات في منطقة الخليج هو ارتقاء السنوار في أثناء خوضه مواجهة مباشرة مع جنود الاحتلال في رفح، فهذه الكاتبة الكويتية سعيدة مفرح تقول: إنه "مرّغ أنوفهم بالتراب حياً وميتاً".

وأضافت مفرح في تدوينة على منصة "إكس": "ظنوا أنهم سيغتالونه، فقتلوه بالصدفة! توهموا أنهم سيقبضون عليه، فكان بانتظارهم في الميدان. وعدوا شعبهم بأنهم سيرغمونه على الاستسلام، فأرغمهم على اللجوء للـ(دي إن إيه)؛ حتى يتأكدوا أنهم قتلوه. اعتقدوا أن المقاومة ستنتهي، لكنها ستستمر كالعادة بعد استشهاد كل قائد".

وقالت مفرح: "لم يتخندق ولم يتفندق، ولم يترك غزة لحظة واحدة وحدها، اتخذ قرار التحرير وكان أهلاً لقراره الحر، تمنى الشهادة ونالها"

بدوره قال الناشط الكويتي طارق الشايع: إن السنوار اختار أن "يحيا لله ويموت لله، فيكون جسده على الأرض وروحه تحلّق في السماء".

وأوضح في تدوينة على منصة "إكس": "هو من أدرك أن الحياة ليست بطول أيامها، بل بعظمة الرسالة التي يحملها، وأن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا".

واستطرد قائلاً: "يحيا شهيداً يسطر بدمائه دروساً في العزة والكرامة، فهو الذي يُحيي أمته في حياته وبعد رحيله، ويترك خلفه إرثاً من القوة والصمود لتقتدي به الأجيال".

من جانبه قال السياسي البحريني مجيد ميلاد: إن "استشهاد البطل يحيى السنوار وهو يدافع واقفاً أمام سلاح العدو الصهيوني وغطرسته خاتمة ملؤها الإباء والعزة والشجاعة".

وتابع في تدوينة أخرى على منصة "إكس": "هل تنكسر إرادة الأمة باستشهاد قادتها؟! لو كان ذلك لانكسرت منذُ أمدٍ بعيدٍ جداً، ولكن هيهات هيهات، إذا سقط الشهداء فذلك مؤشرٌ على حياتنا وصلابة موقفنا وقوة إرادتنا، والشهادة فوز ونصر".

بدوره علّق النائب البحريني السابق ناصر الفضالة على استشهاد السنوار بأبيات شعرية لأبي تمام قال فيها:

عبد العزيز محمد العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات، وصف مشهد اللحظات الأخيرة من عمر السنوار بأنها أشبه بفيلم سينمائي، يجسد بطولة رجل مقاوم.

وأوضح قائلاً: "في مشهد أشبه بأفلام هوليوود، وتحديداً فيلم The Terminator المصنف ضمن أفلام الخيال العلمي، تحوّل الخيال إلى حقيقة".

وتابع يقول: "ظهر الشهيد يحيى السنوار كبطل يقف وحيداً في لحظاته الأخيرة، محاطاً بجثث رفاقه، ومغطى بالغبار، بيد مكسورة، وعزيمة لا تنكسر".

وأضاف: "كان يحمل عصا خشبية، سلاحه المتواضع، ليواجه بها طائرة مسيّرة تُدار عن بُعد من عدو جبان يختبئ خلف تكنولوجيا تفوق إمكانياته البسيطة".

أكد العنجري أن "هذا المشهد سيظل محفوراً في الذاكرة. ورغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، فإنهم دون قصد قدموا للعالم قصة بطولة ناصعة، لرجل دافع عن أرضه حتى آخر نفس".

دعوة للتصبّر

ويكاد المغردون في مجلس التعاون الخليجي يجمعون على أن استشهاد السنوار إنما يحفز على مزيد من النضال والمقاومة، وليس مدعاةً لليأس والإحباط.

وخاطب الأكاديمي العُماني حمود النوفلي الأمة ومحبي السنوار بالقول: "من كان منكم يحب يحيى السنوار فعلاً فلا يندم ويسخط على كرامة الله له بالشهادة، فتلك أمنيته وحلمه، وقد استشهد وهو مرفوع الرأس، ولم يستشهد إلا بعد أن أسس جيلاً بالعقيدة والسلاح والتدريب، أما المقاومة فنبشركم بأن فيها قادة عظاماً كالضيف ومحمد السنوار وغيرهما".

أما البروفسور العُماني خالد الشموسي فاعتبر استشهاد السنوار "ميتةً مشرفةً مبهجةً لقائد ستيني العمر، يمتشَّق سلاحه وجعبته".

وأضاف في تغريدة له: "والله إننا فخورون بك قائدنا ومعلمنا ومهندس السابع من أكتوبر، هذه -والله- صورة نصر لنا وصورة فخر لنا، قائد (حماس) بخارجها وداخلها يمتشق سلاحه في منطقة لا يقيم فيها مدني من أهل غزة ولا يوجد بها إلا بضعة مقاتلين، من أوجد نفسه على هذا الإقدام لم يكن قائداً تحت المسمى، لقد كان أمامنا جميعاً وسابقنا جميعاً".