متابعات
من المقرر أن يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود العاصمة بيروت، للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين وذلك على وقع التحولات السياسية التي تشهدها البلاد وانخراط الرياض مع القوى السياسية اللبنانية في جهود ملء الشغور الرئاسي وانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للبنان.
وتعد الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول سعودي كبير إلى لبنان منذ 15 عاماً بعد تدهور العلاقات السياسية والدبلوماسية كما السياحية والتجارية إبّان نفوذ حزب الله ومن خلفه إيران على مواقع الدولة، ومعارضة الرياض لأنشطة الحزب العسكرية "التي تهدد الأمن القومي للدول العربية" وفق تعبيرها.
وعادت السعودية إلى لبنان في الفترة الماضية من بوابة اللجنة الخماسية التي تضم إلى جانبها مصر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وقطر لمساعدة الفرقاء السياسيين في لبنان على حلّ الأزمة الرئاسية، بيد أن دورها الأبرز ظهر إلى جانب أميركا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتحديد رئيس البرلمان نبيه بري جلسة لانتخاب رئيس في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث كثف البلدان حراك موفديهما للضغط باتجاه ملء الشغور الرئاسي مع تأييد واسع لانتخاب عون والتوافق على ترشيحه.
وترى أوساط سياسية معارضة في لبنان أنّ البلاد تفتح اليوم صفحة جديدة، سواء على صعيد سياستها الداخلية في ظل تعهدات رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام بالإصلاح السياسي والاقتصادي والقضائي وحصر السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني، وكذلك على مستوى علاقاتها الخارجية ولا سيما الخليجية ومنها السعودية.
في الإطار، يقول النائب في صفوف القوى المعارضة النائب أديب عبد المسيح لـ"العربي الجديد"، إن "السعودية كانت تنتظر أن يقوم لبنان بخطوة تجاه الإصلاح، وهذه الخطوة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة... اليوم لبنان اجتاز تقريباً نصف الطريق وهو حالياً بطور تشكيل الحكومة"، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في سياق تأكيد وقوف السعودية إلى جانب لبنان. وأضاف: "عادت السعودية اليوم بعد 15 عاماً للوقوف إلى جانب لبنان لكن بشكل مشروط بنية اللبنانيين بالإصلاح الموعود".
ويشير عبد المسيح إلى أنّ "هناك ملفات عدة كانت خلافية وأدت إلى انقطاع العلاقات بين لبنان والسعودية، لكن من أبرزها ملف سلاح حزب الله أو وجوده وهيمنته على الدولة والمافيات المتمكنة من الدولة وعزل لبنان عن محيطه العربي إلى جانب عناوين أخرى مثل الخوف السعودي على أمنه، وحماية مواطنيه"، معربًا عن أمله في حل جميع الخلافات بشكل تدريجي "حتى الوصول إلى علاقات ثنائية مميزة".
وكان بن فرحان قد أعلن قبل أيام عزمه زيارة لبنان هذا الأسبوع، معتبراً انتخاب رئيس جديد للبلاد أمر إيجابي للغاية، مشدداً على ضرورة "رؤية إصلاحات حقيقية فيها من أجل زيادة مشاركتنا والمحادثات التي تجري هناك حتى الآن تدعو للتفاؤل".
وعشية وصول وزير الخارجية السعودي إلى لبنان، استضاف السفير المصري لدى لبنان علاء موسى اجتماعاً لسفراء اللجنة الخماسية، حيث تم عرض آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.
وأكد السفير المصري في حديث صحافي أنّ اللجنة ستستمر في دعم لبنان سياسياً، مشيرًا إلى أن لبنان أمام مرحلة جديدة تتطلب تغييرات عدة، مشددًا على ضرورة عدم الضغط على رئيس الوزراء المكلف نواف سلام، وإعطائه الوقت الكافي لتشكيل "حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس جوزاف عون".