علاقات » عربي

السيسي وتدمير الشرق الأوسط

في 2015/10/12

إبراهيم الشدوي- الشرق القطرية-

ما يقوم به قائد الانقلاب العسكري في مصر عبدالفتاح السيسي منذ انقلابه العسكري على الدكتور محمد مرسي في يونيو 2013م، هو خطوة لتدمير وانحلال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهذه الخطوة قد أعدت ورسمت له لتنفيذها بعناية، وآخر هذه الدعوات ما ذكره أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى توسيع دائرة السلام مع إسرائيل لتشمل دولا عربية أخرى وهو ما يتناسق مع افتتاح السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد أن تم إغلاق سفارتها منذ أربع سنوات مضت وما نلاحظه أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي يسعى جاهدا إلى تقزيم مصر في كل محفل يشارك به حيث إن المذكور لا يترك محفلا صغيرا كان أم كبيرا إلا ويسارع للمشاركة فيه ليثبت شرعية انقلابه. وما سوف تعانيه مصر من أفعال هذا الجنرال الفاقد للأهلية كثيرة وبدايتها أزمته الآن مع إثيوبيا على مياه نهر النيل فقد بدأت بوادر هذه الأزمة تظهر على مستوى الخبراء وليس على مستوى الأفراد. مما سوف يوقع مصر في المستقبل بأزمات كثيرة عاداك عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر وتكبر مثل كرة الثلج. لا أعلم إلى أين يذهب قائد الانقلاب بمصر ونحن معها هذا من جانب ومنظور نلامسه في المحافل الدولية. أما من المنظور الآخر على أرض الواقع فنلاحظ أن دخوله بهمجية وبطريقة رعاة البقر في سيناء وتفريق المنطقة من سكانها وإحداث ديموغرافية الأرض فيها يعود لصالح إسرائيل على المدى المتوسط. إنما على المدى القريب فإن سيناء سوف تكون الخنجر الذي وضعه السيسي في نحر مصر وفي خاصرة إسرائيل. فما يحدث في سيناء هي جرائم لا يمكن السكوت عليها برأينا كشعوب وليس مثلما يسكت عليها المجتمع الدولي الذي يدعم السيسي بتسهيل صفقات أسلحة له من كل مكان في العالم. وآخرها صفقة حاملات طائرات الهيلكوبتر التي رفضت روسيا استلامها من فرنسا حيث أرغمت الولايات المتحدة الأمريكية دول الخليج بأن تتكفل بتمويل شراء (ميسترال). وهي الصفقة الثانية بعد طائرات الرافال التي مولها الخليج، إن حاملتي طائرات الهيلكوبتر هاتين سوف تبحران مبدئيا في البحر الأبيض المتوسط لتبقى سريعة في التدخل في الشأن الليبي وشمال إفريقيا وسيناء وقطاع غزة، هذا إن لم يقم قائد الانقلاب العسكري بتحويل هاتين الحاملتين من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر على اعتبار أن الخطط تتغير لدى الدول الكبرى ويكون المنفذ لها قائد الانقلاب المصري.

ولكن، كل تلك الأحداث الجارية الآن ما كانت لتحدث لو أن أمريكا لم توهم العرب بأن الاتفاق النووي الإيراني هو خطر عليهم. كان باستطاعتنا لو اتحدنا كعرب جزئيا وليس كليا أن نوقف إيران عند حدها حتى لو امتلكت قنبلة نووية علما بأن إيران في الباطن لا تمتلك سلاحا نوويا وفي الظاهر أوهمونا أنها هي قوة عظمى فهل يستطيع العرب تدارك الأمر قبل فوات الأوان الذي هو في الأصل في آخر فواته. وهل يسبق سيف العرب أوهام إيران؟؟