شؤون خليجية -
أكد الإعلامي السعودي مدير قناة العرب الإخبارية، جمال خاشقجي، أن المملكة لن تسمح لروسيا وإيران بالانتصار في سوريا، متعجبًا من موقف مصر وقبولها لسقوط سوريا تحت الهيمنة الإيرانية.
وقال خاشقجي، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس،:"إن المملكة مستمرة في موقفها بشأن سوريا ورفضها للتدخل الروسي"، موضحًا أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تركيا اليوم للسبب نفسه. مؤكدا أن "موقف مصر بشأن سوريا عجيب للغاية"، متسائلا :"كيف لها أن تقبل بسقوط سوريا تحت الهيمنة الإيرانية في ظل أن طهران لا تعد جزء من المنظومة العربية؟ "
وأشار إلى أن الرياض حريصة على علاقتها بالقاهرة، وهو ما يفسر عدم وجود أي رد رسمي من جانب المملكة على الموافقة المصرية بشان الضربة الروسية على سوريا، بحسب مصر العربية .
وأرجع الموقف المصري من دعم بشار الأسد إلى أن " القيادة السياسية في مصر عظمت من خطر الإسلام السياسي، إلا أنه في النهاية أمر عابر لأن القول أن دعم بشار في سوريا يأتي حتى لا تقع دمشق تحت سيطرة الإسلام السياسي تفكير خاطئ".
السعودية لن تسير وراء أحكام مصر
وحول دعوة المملكة السعودية للقيادي الإخواني الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والصادر بحقه حكم غيابي بالإعدام في مصر، لحضور اليوم الوطني للمملكة بسفارتها في الدوحة، وكذلك دعوة المجمع الفقهي له لحضور اجتماعه القادم بجدة، قال خاشجقي:" إن القرضاوي من كبار العلماء وسبق تكريمه في السعودية أكثر من مرة"، مضيفًا: أن "هناك الآلاف من المصريين صادر بحقهم أحكام غيابية والسعودية لا يمكنها أن تمضي وراء أي حكم يصدر في مصر على خلفية سياسية"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك أشخاص مصريين صادر بحقهم أحكام غيابية ويقيمون في بريطانيا وألمانيا وهذه الدول لا تسلمهم ".
السعودية ترفض تدخل روسيا في سوريا
وعلى صعيد آخر صرح خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، بأن "الموقف السعودي لم يتغير وقد صرح بذلك وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس (الثلاثاء)، وتبين أن ما تسرب من اللقاء الذي جرى بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ولي ولي العهد ذهب إلى روسيا لإبلاغ الروس بموقف المملكة الرافض لتدخلهم في سوريا وشرح العواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك من إشكالات لروسيا التي تضم الكثير من المسلمين"
جاء ذلك رداً على سؤال بشأن الجدل الذي أثيرا أخيراً بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا واجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين، وما أشيع عن تغير في الموقف السعودي - وفق تصريحاته للقبس الكويتية أمس الأربعاء -
وتابع خاشقجي، في رده على سؤال بشأن ردة الفعل السعودية في حال سقوط مدن كبرى بأيدي قوات نظام بشار الأسد وحلفاؤه من القوات الإيرانية والميليشيات العراقية و"حزب الله" المدعومة بغطاء روسي، قائلا: إن "ما يجري في سوريا حرب وهذه الحرب مرهونة بصمود الشعب السوري، ولن نشاهد أي مسؤول سعودي يخرج ويقول أمام الإعلام أرسلنا 100 صاروخ أو كذا من العتاد للثوار في سوريا، ولكن السعودية تدعم وترسل السلاح للثوار وهذا الكلام قيل أكثر من مرة".
ورأى خاشقجي أن "المؤلم في القصة (في حال سقوط بعض المدن بأيدي النظام) أنها ستطيل أمد الصراع ومعاناة الشعب السوري، ولكني أقول بأن المملكة لن تسمح للروس والإيرانيين بالانتصار في سوريا التي هي ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة للرياض".
السعودية قد تقبل بخروج آمن (للأسد ) كحل سلمي للأزمة :
وبشأن ما يتردد بين الحين والآخر عن مقترح الخروج الآمن لبشار الأسد مقابل إنهاء الحرب، وفي حال تم طرح هذا العرض من قبل روسيا على دول المنطقة المؤيدة للشعب السوري، قال خاشقجي: إن "السعودية بالتأكيد تقبل بهذا الحل لأنها بالأساس تقدم الحل السلمي على الحل العسكري، ولكن الحل السلمي لا يتأتى من خلال تعزيز جبهة النظام ودعمه عسكرياً كما تفعل موسكو الآن، ولا بد من تذكر كيف انتهت حرب البوسنة بحل سياسي لكن سبقه استهداف قوة الصرب وهو عكس ما تفعله روسيا الآن والتي تناقض نفسها عندما تقول إنها تؤيد الحل السياسي وتدعم في الوقت نفسه الأسد عسكريا