الخليج الجديد-
أثارت الدموع التي ذرفتها المصورة الصحفية «إسراء الطويل»، اليوم الإثنين، بعد قرار القضاء المصري بتجديد حبسها لمدة 45 يوما أخرى، تعاطفا واسعا من مغردين خليجيين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وحمل كثير من هؤلاء المغردين الحكومات الخليجية التي دعمت الانقلاب العسكري في مصر سياسيا وماليا المسؤولية عن معاناة «إسراء» (23 عاما)، الفتاة المصابة منذ نحو عام بعجز في ساقيها أقعدها عن الحركة، وغيرها من الفتيات والنساء المعارضات للانقلاب في مصر.
واليوم، قررت محكمة جنايات الجيزة، غرب القاهرة، تجديد حبس «إسراء» 45 يوما على ذمة التحقيقات التي تجرى معها في تهم تشمل «الانضمام لجماعة الإخوان»، التي تعتبرها السلطات المصرية «إرهابية»، و«بث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام».
وقضت الفتاة في الحبس الاحتياطي حتى الآن أكثر من 150 يوما، وتتهم أسرتها وزارة الداخلية بإخفائها قسريا.
وتعليقا على دموع «إسراء» بعد قرار تجديد حبسها، اليوم، قال الأكاديمي الإماراتي «سالم المنهالي»، أستاذ العلاقات الدولية والإعلام: «الطفلة الضعيفة إسراء الطويل تبكي اليوم بمحكمة (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي، وهي خصيم جماعة أبوظبي يوم القيامة، ومثلها عشرات أو مئات الآلاف».
وغرد حساب «إماراتي مقهور» قائلا: «يا إسراء الطويل نقسم لكِ أننا نبرأ إلى الله في كل يوم من أموالٍ خرجت من بلادنا لدعم الانقلاب في بلادكم».
وتساءل الناشط السعودي المعارض، «عمر عبد العزيز الزهراني»: «بماذا سنجيب حين يسألنا الله عنها وعن الآلاف مثلها؟!! ويل للانقلاب وداعميه ومموليه وأبواقه».
ودعا الناشط الإماراتي «حمد الشامسي» الله، عز وجل، قائلا: «اللهم إنا نبرأ إليك من أموال دعمت طاغية سجن الفتيات وقتل الأبرياء وخان الأمانة».
وأضاف مستنكرا الأوضاع في عدد من البلدان العربية، وخاصة مصر والإمارات: «للراقصات فتحوا البلاد وللحرائر فتحوا السجونا».
وقالت الكاتبة القطرية «إبتسام آل سعد» مخاطبة «إسراء الطويل»: «بإذن الله ستكون دموعكِ رصاصاً يمزق أجساد طغاة وقضاة بلادك التي يُكرّم فيها العاهر ويُهان فيها الطاهر».
وتساءلت مستنكرة: «هل تصدقوا أن هذه الفتاة المتعكزة (شفاها الله وفك أسرها) هددت أمن مصر الكـ(قـ)ومي، اللهم كَوّم السيسي وقضاته».
وسبق أن انتقد مغردون خليجيون استمرار السلطات المصرية في احتجاز«إسراء».
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غرد «أحمد بن راشد بن سعيد»، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض، قائلا على حسابه بموقع «تويتر»: «تكمل إسراء 135يوماً بسجن القناطر. اختطفها جند السيسي وكانت قد بدأت تمشي بعد إصابتها بشلل مؤقت نتيجة إطلاق نار عليها».
وبينما تتزايد المطالبات الحقوقية والإعلامية للسلطات المصرية للكشف عن مكان احتجاز «إسراء»، لم يصدر حتى الآن أي تعليق من وزارة الداخلية المصرية عن الموضوع؛ ما جعل مصادر قانونية تفسر ذلك بـ«احتمال تعرض إسراء وزملائها للتعذيب وضغوط لحملهم على الاعتراف بأمور لم يقترفوها»، وهو ما اعتادت السلطات المصرية على نفيه، والتأكيد أن إجراءات التوقيف تتم بشكل قانوني، ووفق قررات من النيابة، وبناء على اتهامات «جنائية»، وليست «سياسية».
وبعد الانقلاب العسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، قدمت دول خليجية، في مقدمتها الإمارات والسعودية والكويت، عشرات المليارات من الدولارات للسلطات في القاهرة، قبل أن يتراجع هذا الدعم بشكل كبير في الفترة الأخيرة.