شؤون خليجية-
وجه الإعلامي والكاتب السعودي أنور العسيري انتقادات عنيفة للاعلام المصري بسبب هجومه على السعودية، وقال "العسيري" أن ما يجري من هجوم من قبل إعلاميين مصريين محسوبين على النظام السياسي الحاكم في مصر "ليس سوى عملية ممنهجة بدأت مع إعادة قراءة السعودية للمشهد السياسي الإقليمي والعالمي وطبيعة الأخطار التي تتهدد السعودية والمنطقة العربية".
وأضاف "العسيري" قائلا: أن "هذا الاستيعاب والتحالف السعودي مع تركيا وقطر بشكل خاص قد أزعج السيسي وحساباته القائمة على تخويف الخليج من أطماع تركيا وتجاهل الخطر الحقيقي الكامن في إيران وإيهام الخليجيين بقدرته على حمايتهم بعبارة (مسافة السكة). وكل هذه المسارات السياسية المختلفة أثرت على حجم الدعم الذي كان ومازال يريد أن يتلقاه "السيسي" ما أنعكس بوضوح على الخطاب الإعلامي للنخبة الرسمية المسيطرة على وسائل الإعلام".
وتابع "العسيري" قائلا: لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها الإعلام المصري السعودية، إذ بدأت حملة ضدها؛ عندما شعر "البعض" بأن السعودية بدأت في خفض مساعداتها المالية، بعد أن استدرجت مصر في حربها ضد الحوثيين في اليمن كمقابل للمساعدات التي قدمتها والتي وصلت إلى مليارات الدولارات.
وكان من أبرز الإعلاميين المقربين من النظام المصري، الذين شنوا هجوما حادا ضد السعودية، الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، الذي اتهم الرياض بأنها "راعية للوهابية"، مشبها المملكة؛ بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في تعاملها مع المرأة، كما أتهمها بأنّها "تسعى إلى تدمير اليمن على غرار ما فعلت في سوريا والعراق وليبيا، للإطاحة ببعض الخصوم كصدام حسين وبشار الأسد ومعمر القذافي"، وقال إنّها "جرّت المنطقة إلى حروب بالوكالة لصالح أميركا وإسرائيل، وصلت لمحاربة الاتحاد السوفييتي السابق بإعلان الجهاد ضده، وتحاول أن تشيطن إيران والشيعة في المنطقة". وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام "أحمد السيد النجار"، قد وصف عملية "عاصفة الحزم" العسكرية السعودية باليمن بأنها "عدوان".
وقال "النجار" في حلقة تليفزيونية: "مصر ليس لها علاقة بهدم المستشفيات ولا المدارس ولا المطارات المدنية ولا كل ما يجري"، مشيرا إلى أن مصر "تشارك في العملية بتأمين باب المندب فقط باعتباره مدخلا لقناة السويس". وفي المقابل يقول الإعلامي السعودي أنور العسيري، في حديثه مع DW عربية، إن السعودية اعتادت ارتفاع أصوات "حفنة من الإعلاميين المأجورين وإسكاتهم لا يأتي إلا بحبات رز غير ممكن تقديمها اليوم، ولذلك التجاهل الكبير الذي يمارسه السياسي السعودي وكذلك النخبة المثقفة السعودية دليل على عدم أهمية هذه الأصوات، كونها تحاول إشغال السعودية عن مواجهة تاريخية وحاسمة مع إيران في اليمن وسوريا". فيما يرى سامح راشد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في حديث مع DW عربية، أن الاختلاف المصري السعودي قائم منذ عدة أشهر ويتعلق تحديداً برؤية الحل المفترض في سوريا، وهو ما انعكس ـ في رأيه ـ على حجم ومعدل تدفق المساعدات السعودية لمصر؛ مما تسبب في حالة من التوتر المكتوم يكشفها الإعلام من الجانبين أحياناً. وأشار راشد إلى أن أزمة التليفزيون المصري مع إم بي سي كانت في ظل هذه الأجواء. لكن راشد يضيف: "كما أن الاختلاف بين الدولتين محدد وجزئي، فإن دور ووزن الأزمة الإعلامية الأخيرة أيضاً جزئي ولن تكون هذه الأزمة سبباً في مزيد من التوتر السياسي بين القاهرة والرياض".