إبراهيم أديب العوضي- الراي الكويتية-
حرب إعلامية شرسة، وتبادل للاتهامات والشتائم والإساءة بشكل مباشر وغير مباشر، ودعوات لقطع الأعناق والأرزاق والتهديد والوعيد، ثارت بين عدد من المواطنين الكويتيين والمصريين في وسائل الإعلام الإلكترونية المختلفة على وقع حادثة دهس المقيم المصري، بعد مشاجرة دامية دارت رحاها في منطقة حولي، ولنبدأ بالقول (صلوا على النبي يا رجالة).
لا أحد يمكن أن ينكر دور المصريين وموقفهم الرجولي والأخوي إبان الغزو العراقي الغاشم ومساهمتهم المباشرة في تحرير الكويت من براثن المقبور صدام حسين، ولا أحد يتملص مما يقدمه المقيم المصري في مجالات عدة ساهمت في تنمية البلد، فالمصري يلعب دوراً مهماً في قطاع التعليم والصحة والقضاء وغيرها من المجالات، فهم كانوا ومازالوا محل تقدير واحترام لدى الجميع... «وإلا كلامي فيه حاجه خطأ؟».
ويجب أن يعلم الجميع أن ما حدث للقتيل المصري، هو تصرف فردي من مجرم تمكنت وزارة الداخلية بعدها بفترة بسيطة من إلقاء القبض عليه وتحويله للنيابة العامة، وإنني متيقن أن قضاءنا العادل سيقول كلمته الفصل وسينصف القتيل وزملاءه وسيطبق على الجاني القصاص العادل، «عاوزين أكتر من كده أيه؟!- بصوت عادل إمام».
يجب على إخواننا المصريين (العاطفيين أوي) -وأقصد هنا البعض- أن يحكموا عقولهم قبل قلوبهم، فالتعميم في أي حادثة على شعب بأكمله هو عين الظلم، وإن كان كذلك، لعمم شعب الكويت على المصريين بعد حادثة قتل الكويتية ووالدتها ورميهما في البئر الشهر الماضي في مصر، ولكننا وثقنا تماماً بقدرة السلطات الأمنية في مصر التي اكتشفت خيوط الحادث وتمكنت من ضبط الجاني وأسرته ليقدموا للعدالة، (فتحيا مصر أمنا وأم الدنيا).
وكما أن كلتا الحادثتين فرديتان، فإن ما يدلوا به البعض في وسائل الإعلام المصرية هو كذلك تصرفات فردية بحتة، يجب علينا ألا نتأثر بها إطلاقاً. خذ عندك عزيزي القارئ (البيه الكبير) حمزة زوبع وهو يتهم الكويتيين قائلاً (دوول فيهم نعرة كدابة ولاحد عارف يصدهم أو يردهم... إذا كنت تؤطمني في بلدك، أنا أئدر أؤطمك في بلدي)، ثم يدعو بعدها العقلاء في الكويت والمثقفين كذلك للوقوف وقفة جادة وإصدار بيان استنكار تجاه الحادثة، (مش ده عز الجنان يا جدعان؟!).
لغة متناقضة يحاول بها هو وغيره من أبواق الإعلام إثارتها تحقيقاً للفتنة والبلبلة للتأثير على العلاقات المصرية - الكويتية العميقة والمترسخة منذ عقود طويلة على المستويين السياسي والشعبي، ولكنني متيقن أن ذلك لم ولن يتحقق طالما كانت هناك قيادة سياسية حكيمة ومواطنون في كلا البلدين عاشوا وتعايشوا معاً على الحلوة والمرة عبر مر السنين.
ختاماً، أرجو أن يبتعد الجميع عن سكب الزيت على النار، وأن تهدأ النفوس ويطمئن الجميع بأن الكويت بلد أمن وسلام وعيش كريم، وأن حقوق الجميع محفوظة وفقاً للقوانين المنظمة، وأن جميع الوافدين متساوون وعلى مسطرة واحدة في الحقوق والواجبات. ونقول لإخواننا المصريين، أصحاب الدم الخفيف والضحكة الحلوة (بلا دوشة وفضوها سيرة بئة!)