دلال فيصل الزبن- القبس الكويتية-
قبل الشروع في طرح الموضوع أود ان اشير الى ان ما دفعني الى الكتابة هو عتب كبير على الاعلام المصري، الذي نتابعه باستمرار.
ان المتابع للاعلام في ارض الكنانة في هذه المرحلة الحرجة بالذات، يعتقد ان هناك حدثاً عظيماً لا يمكن السكوت عنه! وقد ينفعل المذيع او المذيعة، ويتفوّه بألفاظ قد تكون غير لائقة باعلامي كبير بقامة أ. الإبراشي، حينما قدم برنامجه عن القضية المتسببة في وفاة شخص دهساً من قبل شاب كويتي! وذلك في منطقة حولي بالذات، والتي يشاهد الموظفون صباحاً للذهاب الى اعمالهم، ان مقاهي تلك المنطقة تعج بالاخوة العمال من مصر.
أودّ ان اشير الى حادثة قتل راح ضحيتها سيدة فاضلة، وابنتها كانت واقعة اشد واكثر شراسة من سائق مصري يعمل لديهما منذ سنوات، حيث تم استدراج السيدتين رحمهما الله تعالى الى منطقة نائية في الارياف، بحجة ان يبيع لهما منزلا هناك، لن اذكر تفاصيل اكثر، حيث صدرت تعليمات بألا يتم تصعيد واستغلال مثل تلك الحالات الفردية، والتي يقوم بها ضعاف النفوس كما حدثت اخرى بأن تم الاعتداء لفظياً وجسديا على طالبة بإحدى الجامعات العريقة في مصر! كما لعبت عمليات التواصل الاجتماعي من هنا وهناك عبر الفيسبوك والانستغرام ما كان يجب ان تتم ببث مثل تلك التفاهات، والتي تتم في جميع الدول! ما كان يجب ان تتم مثل تلك الامور التي حدثت، خوفا من ان يندس ويؤجج تلك المشاعر ضعاف النفوس للتفرقة بين الشعوب العربية، حتى ينشغلوا عما هو اهم وانفع واجدى لجميع الاطراف!
لن أذكر ما يجمع بين الشعبين من علاقات قديمة، حيث تخرّج من ارض الكنانة وجامعاتها أنجح رجال ونساء الكويت، وما زال الجميع يتخرجون في تلك المراحل، كما تمت زيجات ناجحة بين اكبر العائلات من الشعبين حتى الحالات المتوسطة والبسيطة!
لذا، من المفروض ألا يتفاخر الاعلام الخاص بطرح مواضيع تؤجج الخلافات بين الشعوب كي تنجح هذه المحطة او تلك!
ان الاعلام الجيد بما يقدمه من مواد شيقة ومفيدة اولاً، وثانياً نريد برامج تجمع ولا تفرق مهما حدثت مثل هذه الامور من تراشق. أرجو ان تتوقف. فنحن في زمن احوج ما نكون فيه الى التكاتف، لا الفرقة والتشتت!
ما يتم نشره عبر أجهزة التواصل كلام معيب على من ينتسب الى ارض الكنانة ان يتفوه بمثله.
عندما حدث التغيير في مصر بالاطاحة بالنظام السابق عاشت البلاد حالة عدم استقرار وخوف من المجهول قبل ثورة 30 يناير.. وكان الشهر الفضيل على الابواب تبادرت مجموعة من رجال ونساء الكويت لمساندة الشعب المصري غير عابئين بمن كان في السلطة، آنذاك كان الهم الاغلبية المحتاجة إلى لقمة العيش، وفتحت لنا سيدة فاضلة منزلها ضم مجموعة من السيدات الفاضلات ورجالها الاوفياء، وذلك لمساندة الشعب المصري غير عابئين بمن كان في السلطة فقط، الشعب بالارياف وفي صعيد مصر.
حاولنا المستحيل بالمساعدة وايصالها قبيل حلول الشهر الفضيل بهذه الحالة لا يمكن ان نستطيع نجمع تبرعات من دون تصريح من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
متبرع احد رجال الدولة المرموقين الذي كان له الفضل في سرعة التحرك، وهو الدكتور يوسف الابراهيم الذي ساهم بأن نبادر بالإشهار، ولكن ذلك لا يتم الا بموافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث كان وزيراً بالدولة، كما لا يفوتني ان اوجه الشكر والامتنان للراحل العزيز رئيس جمعية الهلال الاحمر السيد برجس البرجس رحمه الله تعالى، حيث عملنا تحت تلك المظلة العربية الدولية، والشكر ايضا موصول للدكتور مساعد الساير، الذي هو الآن رئيس تلك الجمعية، حيث كان وزيراً للصحة قبل ذلك الكلام يطول شرحه والعتب على قدر المحبة، أتمنى على الاعلام التهدئة، وليس الاثارة. فما بين الكويت ومصر اكبر مما يحدث الآن، حيث تخرج في جامعات مصر ومعاهدها من سبقونا بالدراسة من اعرق جامعاتها، كما حدثت زيجات ناجحة بين الشعبين.. ولنا في كل ناحية ومدينة معارف واصدقاء من القاهرة والإسكندرية، حتى الصعيد.