شؤون خليجية-
طالب الكاتب السعودي البارز قينان الغامدي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بوقف الحكم الصادر ضد الشاعر الفلسطيني "أشرف فياض" بالقتل تعزيرا لتطاوله على الذات الالهية وسبه السعودية, ووصف "الغامدي" الحكم بأنه "ظالم"، وأنه "يسيء للمملكة وسمعتها عالميا"، وطالب بوقفه.
ووصف "الغامدي" الشاعر الفلسطيني "أشرف فياض" بانه "شاعر مبدع فلسطيني من مواليد المملكة، وأسرته تقيم هنا في السعودية، منذ أكثر من خمسين عاماً، هذا الشاعر، حكم عليه بالإعدام تعزيراً، في أبها، فما السبب؟
واضاف: "السبب نصوص شعرية في ديوانه زعم من رفع الدعوى أنها تمس الذات الإلهية أو تسخر منها! وسأفترض أن الدعوى صحيحة مئة في المئة، فهل مثل كاتبها يقتل، أم يستتاب، ونوضح له الخطأ، فإن تاب واستغفر، صادرنا ديوانه، واقتنعنا بندمه، وتوبته، وأمره إلى الله، فهو الأعلم منا بالنيات والضمائر، أليس كذلك؟! أمَّا أن نحكم عليه بالقتل، فأظن –بل ومتأكد– أنه سيحتاج إلى إعادة نظر، فحرمة قتل الإنسان مهما كان معتقده ودينه معروفة إلاَّ بحق واضح ثابت.
وتابع "الغامدي في مقاله "المملكة العربية السعودية، دولة عادلة، ولا تقبل شيئاً كهذا، وقادتها منذ المؤسس العظيم، ومروراً بملوكها العظام "سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله"، والآن مليكنا المثقف الواعي "سلمان بن عبدالعزيز" حفظه الله، لا يقبلون ولا يقرون ظلماً لأحد، حتى الحيوانات، فما بالك بالبشر، لكنهم جميعاً وبطبيعة المسؤوليات، والتركيب الإداري والتنظيمي الطبيعي المعروف لا يطلعون على كل شيء يحدث، ولكن ما إن يبلغهم شيء حتى يبادروا إلى التحقق والتأكد، ثم يتخذون سيف العدل، ليقطع كل ظلم، ويزيل كل حيف، حتى لو كان من أولادهم أو من أقرب المقربين عندهم، أوحتى ممن وضعوا فيه ثقتهم، فهم حكام عظام، وهم يهمهم وطن كامل لكل ما فيه ومن فيه، ولا يجاملون في ذلك قريباً ولا مقرباً، ولا حتى موضوع ثقة لم يصنها، ومواقفهم، وقراراتهم، في هذا السبيل العدلي الناصع، كثيرة، ومتعددة، ومعظمها معلن معروف".
وقال "قينان الغامدي" أنه يعرف –شخصياً– الملك سلمان، ويعرف أنه لا يقبل –مطلقاً– ظلماً لأحد، وقال "حين كان أميراً للرياض، كان بنفسه تصله مظلوميات، فيحقق فيها، ويتأكد، ثم يرفع ملخصاً إلى الملك، ويتابعها حتى يتم إصدار قرار رفع الظلم، والذين –مثلي– يعرفون الملك سلمان، ولهم تجارب معه، لديهم قصص كثيرة من هذا القبيل.
الآن، كل وسائل الاتصال والوصول متاحة، والملك سلمان –نفسه– له حساب رسمي معروف على تويتر، ويستطيع أي إنسان من أي مكان أن يتواصل معه، وليس شرطاً أنه –شخصياً– يدير الحساب، لكن قطعاً فإن الأمور المهمة تصله أولاً فأولا، والملك سلمان معروف كيف يختار رجاله، وأهل ثقته، وتأسيساً على معرفتي بهذه القاعدة فإنني أقول إنني متأكد أنه سينظر إلى ما أكتبه هنا بعين العدل والإنصاف، وأنا لا أدري، فقد يكون أحد قد بلغه غيري بأي وسيلة، لكن لا بأس من التأكيد".
وتساءل موجها حديثه للملك سلمان: هل يجوز الحكم على الشاعر بالقتل حتى لو قال: –أستغفر الله– "إن الله عز وجل غير موجود"! هل نقتله أم نقنعه بأن الله هو الذي خلقه ووهبه أن يقول ويكتب شعراً، فإن تاب وإلاَّ نظرنا في أمره بعد ذلك، فما بالنا إن كان شعره فيه شبهة "فقط شبهة" والشبهة، يفسرها كل مطلع عليها بما يتوفر لديه من قرائن وأدلة، وما قد يكون عند "زيد" شبهة، قد يراه "عمرو" أمراً طبيعي ولا يلفت نظره، وكلاهما "زيد، وعمرو" مسلمان ملتزمان، بل وقاضيان –أيضاً– وربما يحظيان بتقدير كبير لاجتهادهما في القضاء وغيره.
واضاف :"إنني يا سيدي الملك سلمان لا أريد فقط من إبلاغكم، درء هذا الحكم بالقتل عن "الشاعر السجين" الذي أعتقد أنه مظلوم مهما كان فهم من حكم عليه وأعرف –حفظك الله– أن الحكم سيتم استئنافه، لكنني أرجوك أن توقفه وتدرأ عن المملكة مثل هذه الأمور التي تنخر سمعتها عالمياً، ولأنها رائدة وقائدة العالم الإسلامي، فإن مثل هذه الأحكام تنخر سمعة ومكانة الإسلام نفسه، الذي تحرص وتسعى المملكة بكل ما تستطيع من جهد سياسي وفكري أن تدرأ عنها وعنه تهمة الإرهاب وما يفضي إليه من تطرف وتشدد، فكيف نواجه تلك التهم ومثل هذه الأحكام غير المفهومة عندنا؟!".
وقال : أنا واثق، بل ومتأكد أن حكم القتل في الشاعر الفلسطيني الشاب "أشرف فياض" لن ينفذ مطلقاً، حتى لو صدقت عليه محكمة الاستئناف، فمثل هذا الحكم لا يمكن تنفيذه إلا بمصادقة الملك شخصياً، حتى لو كان حداً شرعياً، متفقا عليه، وليس "تعزيراً"، والملك – حفظه الله – هو ولي أمر الوطن كله ويستحيل أن يصادق على حكم كهذا، فدائماً العفو عند ولاة أمرنا يسبق أي حق، ما لم يكن هناك بشر يطلبونه، فهم أعدل وأكرم، وأعظم من أن يطلب أحد منهم "العفو"، لكنني أردت من خادم الحرمين –وفقه الله– أن يعفو في بقية أيام وشهور وسنوات السجن، فالشاعر الشاب، مازال يتطلع إلى الخروج من ظلماته، إلى أبويه المسنين المحتاجين لخدمته. ونحن محتاجون أن يتضاعف اطمئناننا، بعدل وعظمة وطننا، وهو كذلك، على الرغم من بعض الهنات الموجعة، فالشرع يقول :"ادرؤوا الحدود بالشبهات" وليس "اقتلوا بالشبهات".