خالد المطيري- الخليج الجديد-
أعربت دولة الإمارات عن قناعتها بأن حل الملف السوري هو حل سياسي في المقام الأول، رافضة أي وجود لرئيس النظام، «بشار الأسد»، في المرحلة الانتقالية، ورأت أن التدخل العسكري سيزيد المشهد تعقيدا.
لكنها أيدت التدخل العسكري لمحاربة التنظيمات الجهادية في سوريا، وبينها تنظيمي «الدولة الإسلامية»، و«القاعدة»، وأعلنت استعدادها للمشاركة في تدخل برى لمواجهة مثل هذه التنظيمات شرط أن يكون ذلك تحت قيادة عربية على غرار التحالف العربي في اليمن.
وفي تصريحات للصحفيين في أحد فنادق أبوظبي، مساء أمس الأحد، قال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، ردا على سؤال بشأن الوضع في سوريا، إن «الأزمة السورية ما زالت تستعر، والإمارات على قناعة بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد الممكن في سوريا من خلال وجود شريك سوري، وأن الخيار بين داعش (الدولة الإسلامية) والنصرة ليس بخيار واقعي، وللأسف أصبحنا نرى تهميشا للأصوات المعتدلة والعاقلة في سوريا التي تسعى لإيجاد دولة مدنية».
لكنه أبدى قلقه من المرحلة الانتقالية التي ستمر بها سوريا، معربا عن أمله بأن يتم «الحفاظ على مؤسسات الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وعدم السقوط في فخ الفراغ السياسي، وتفكك هذه المؤسسات»، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
وحول مصير «الأسد»، لفت إلى أنه خلال السنوات الأربعة الماضية ما زال السؤال يدور حول مصير رئيس النظام السوري، و«الإمارات لا ترى أن للأسد وجودا شرعيا في مستقبل سوريا بعد حرب أهلية نجم عنها أكثر من 300 ألف قتيل، غير أننا لا نريد أن تتفكك المؤسسات الحكومية السورية، ويجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية، إلا أننا لا نملك إجابات نهائية بالنسبة للأزمة السورية فالوضع ما زال معقدا».
وفيما يتعلق بالتدخل العسكري، قال: «نعتقد بأنه سيعقد المشهد سواء كان روسيا أو من أي طرف آخر غير أننا نتفق على أن أحد لن يستاء من القصف الروسي لداعش أو القاعدة؛ فهو قصف لعدو مشترك».
وأكد الوزير الإماراتي استعداد بلاده «للمشاركة في أي جهد دولي يتطلب تدخلا بريا لمحاربة الإرهاب»، لكنه اعتبر أنه لا مجال لتدخل أجنبي كالتدخل الأمريكي لتحرير الكويت؛ «حيث لم يعد هذا السيناريو مجديا».
ورأى في المقابل أنه على دول المنطقة أن تتحمل جزءا من حل المشكلة، مفضلا أن يكون التدخل العسكري في سوريا على غرار التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، مؤكدا أن هذا «هو النموذج البديل لنا كدول».
وأعرب «قرقاش» عن قلقه تجاه الاستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب التي «لم تعد مجدية أو كافية»، معتبرا أن «حل الأزمة السورية هو مفتاح نجاح هذه الحرب، غير أن مصير الأسد وموقعه في المرحلة الانتقالية ومخرجه من بعدها هو ما يعرقل حل الأزمة السورية وبالتالي نجاح الحرب على الإرهاب».
وأكدت الإدارة الأمريكية مرارا رفضها إرسال قوات للقتال على الأرض في سوريا أو العراق.
ودعا عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي، «جون ماكين»، و«ليندسي غراهام»، أمس الأحد، إلى تشكل قوة قوامها 100 ألف جندي من دول المنطقة، إضافة إلى جنود أمريكيين، لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.