الراية الكويتية-
فيما فضل رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية محمد الصقر، عدم الخوض في مسألة اتصالات المجلس مع الجانب السوري، معتبراً أن ثمة أموراً لا يمكن البوح بها، أشار إلى أن ليس هناك ما يمكن عمله في الشأنين العراقي والسوري، حيث عجزت الدول العظمى عن فعل أي شيء.
وأضاف الصقر في تصريح للصحافيين صباح أمس، ان أمناء المجلس ناقشوا صباح أمس، عدداً من الملفات التي تهم العلاقات العربية - التركية وأهمية تركيا للعالم العربي، مشيرا إلى ان «وجهة نظر المجلس جاءت اما بمخاطبة تركيا او الذهاب هناك لتقوية العلاقات العربية - التركية، لأن تركيا دولة أساسية ومهمة، وموقعها الجغرافي في غاية الأهمية، وبالتالي يجب ان تكون لها علاقة مميزة مع العالم العربي».
وتابع «لقد فوضنا نائب الرئيس العراقي السابق الدكتور اياد علاوي، بعمل اتصالات مع الجانب التركي، لتشكيل وفد للتواصل معهم»، لافتا الى ان «(أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية) الدكتور مصطفى البرغوثي، تحدث خلال الجلسة عن الوضع في الاراضي الفلسطينية والقمع الاسرائيلي والجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني».
وأضاف ان المجلس ناقش ما يجري في اليمن وسورية والعراق.
وفي رد للصقر على سؤال في شأن ما وصلت اليه مبادرة المجلس في اجتماعه السابق، في اجراء مباحثات مع الجانب السوري، قال ان «هناك أموراً لا يمكن البوح بها».
وقال ان «المجلس فوضه بانتقاء أحد المفكرين العرب، لعمل دراسة حول مستقبل العلاقات العربية مع تركيا وإيران»، مبينا انهم «في الشأنين السوري والعراقي لا نستطيع القيام بشيء، حيث ان الدول العظمى لم تستطع تقديم شيء في هاتين القضيتين».
من جانبه، قال وزير الخارجيه السوداني السابق الدكتور مصطفى عثمان عقب الاجتماع، ان «مجلس العلاقات» عبارة عن «مجلس شعبي، يفترض فيه ان يكون له دور باعتباره منظمة مجتمع مدني، وناقشنا هذا الدور، وقلنا انه من الممكن ان يحصل تكامل بين المجلس وبين الأذرع الرسمية في الدول العربية».
وذكر عثمان مثالا على المصالحة الفلسطينية، بالقول ان «الدول العربية مشغولة بقضايا كبيرة جداً، ويمكن للمجلس ان يكون له دور في اجراء المصالحه الفلسطينية (...) وهذا ما تم اقراره (امس)، كذلك دول التحالف مشغولة في العمليات العسكرية في اليمن، والمجلس طرح سؤالا «ماذا بعد تحرير اليمن من الميليشيات الحوثية وغيرها؟ لابد من اطلاق عملية سياسية تشترك فيها جميع الفصائل اليمنية، والمجلس يمكن ان يتكامل مع اجهزة التحالف الرسمية، بأن يضع تصوراً لكيفية طرح هذا الموضوع، وطرح حوار سياسي سياسي، يعالج اشكال ما بعد الحرب».
وأضاف «هناك رؤية وموضوع الأمن القومي العربي، والمجلس بصدد وضع تصور كمنظمة مجتمع مدني، ولكن لابد من التنسيق مع الاجهزة الرسمية لانها هي التي ستعمل على انزال هذه الرؤية على ارض الواقع، وبالتالي رؤيتنا للإصلاح مع الاجهزة الرسمية والنخب الحاكمة وليست المصادمة معها».
وعن قدرة وتأثير اعضاء المجلس على الحكومات، قال «المجلس يضم خيرة الامة، مما حصلت لهم خبرات وتراكمات في العمل الديبلوماسي والتنفيذي والتشريعي، ويضم رؤساء وزارات ووزراء خارجية والأمين العام للجامعة العربية، وسمو الامير تركي الفيصل هو مدير مخابرات، وهذه التراكمات من الخبرة يجب ان تستفيد منها الامة العربية، والكويت احتضنت هذا المجلس برئاسة محمد جاسم الصقر، ويجب ان تمتد افكاره الى المنطقة العربية، ولذلك
هذا المجلس منوط به تقديم رؤية شاملة لمشروع عربي».
وعن اسباب غياب ليبيا عن مناقشات المجلس، قال ان «المجلس استمع الى تقرير تفصيلي على الاوضاع في ليبيا، قدمه الاخ عبدالرحمن الشلقم وزير خارجيه ليبيا السابق ومندوب ليبيا في الامم المتحده السابق، الذي يحضر الاجتماع للمرة الاولى».
بدوره، وصف الدكتور مصطفى البرغوثي الجلسة بأنها «مهمة جدا وجرى خلالها نقاش حيوي تفصيلي لجميع الاوضاع العربية»، لافتا الى «التركيز على الوضع الفلسطيني في ظل الجرائم الاسرائيلية، واهمية مساندة نضال الشعب الفلسطيني».
تأبين سعود الفيصل: رجل بعطاء البحر وهامة النخيل
رأى مجلس العلاقات العربية والدولية، أن الامتين الاسلامية والعربية فقدت برحيل الأمير سعود الفيصل، طوداً من أطوادها الشامخات، وعلما من اعلامها السامقات، ورجلاً بعطاء البحر وهامة النخيل.
جاء ذلك في بيان لأعضاء المجلس أمس، وفيما يلي نصه:
«اننا اليوم مجتمعون وغداً راحلون، فكم من اخ صديق جمعنا به مجمع عمل او مجلس أنس، فخطفته منا يد المنية على حين غرة، فتفغر الافواه من هول المصاب ومن ثم نستدرك ونسترجع، حتى يحل علينا هول آخر وكلنا في هذا الطريق ذاهبون، وانا لله وانا اليه راجعون، ولن يرافق العبد من متاع الدنيا شيء، فلا ملك ولا مال ولا زوج ولا ولد، الا عملاً قد عمله وكسباً قد اكتسبه، وقد افلح الفائزون وخاب الخاسرون.
نعزي انفسنا والامتين الاسلامية والعربية في رحيل طود من أطوادها الشامخات، وعلما من اعلامها السامقات، رجل بعطاء البحر وهامة النخيل، الرجل البحر في كل شيء، في علمه وفي أدبه وتهذيبه وصداقته، رحل عنا كنسمة رقيقة انسلت لتفارق بعدما غشينا من نسيمها الطيب ماغشينا، فقدناه في أحلك أيام العرب، في وقت كانت الامة في امس الحاجة اليه ولحكمته
وبعد نظره، فقد كان قمراً تتبدد دونه الحوالك وتنقشع.
ان الاوراق لتنفد والكلمات لتعجز، ان تفي اخانا سعود الفيصل ولو النذر اليسير من سيرته العطرة الممتدة لعشرات من سنين العطاء والعمل القومي العربي والاسلامي، من غير ولا أذى، سنوات نذر فيها الفقيد علاقاته للعمل العام، وقد كان رحمه الله غيوراً على العروبة والاسلام، وسيفاً يذود عنها في كل معترك، ولساناً ينافح في كل محفل، ولن ينكر أحد إسهامات الفقيد في العلاقات الخارجية العربية ومدى الكسب الطيب الذي جنته العلاقات السعودية طيلة فترة تقلده لحقيبة وزارة الخارجية، والتي امتدت لسنوات طويلة كان الفقيد خلالها يشكل حضوراً أنيقاً بطلعته البهية وسمته المحببة في كل محفل، مخاطباً ومناقشاً ومحاوراً بحضور وكاريزما باهرة.
ليس في مقدور العبد الا ان يرضى بقدر الله وسنته في العباد، فالكل الى فناء ولا يبقى الا وجهه، نسأل الله العظيم ان يتغمد الفقيد بواسع جناته ويفتح عليه أبواب مغفرته».