الخليج الجديد-
قال برلماني تونسي بارز، إن الإمارات آخذة على عاتقها إفشال تجارب الربيع العربي، متهما الدولة الخليجية بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلاده.
وأوضح «محمد بن سالم»، وهو نائب تونسي وقيادي بارز بحركة «النهضة»، في تصريح لـ«القدس العربي» أن: «الإمارات على ما يبدو آخذة على عاتقها إفشال كل تجارب الربيع العربي، وتدخلها السافر في مصر لا يخفى على أحد، وهناك تسريبات أخرى على أنها منزعجة من نجاح التجربة في تونس، وأيضا تدخلها الصريح والواضح والمفضوح في ليبيا، والاعتداء والتدخل السافر للإمارات في أكثر من دولة عربية، بما لا يتناسب مع حجمها، فتونس تعتبر الشقيقة الكبرى للإمارات، وليس العكس».
وأشار النائب عن حركة «النهضة» المحسوبة على جماعة «الإخوان المسلمين»، الذي تعتبره الإمارات «كيانا إرهابيا»، إلى أن الإمارات لجأت خلال عهد الترويكا «الائتلاف الحاكم في تونس منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2014» إلى سحب سفيرها من تونس، «كوسيلة للاحتجاج على تصريحات للرئيس السابق «منصف المرزوقي»، عبر خلالها عن تضامنه مع الرئيس المصري «محمد مرسي» وطالب بإطلاق سراحه، رغم أن مصر المعـنية بهـذه التصريحـات لم تـقم بـهذه الخـطوة».
وحول احتمال «تورط» الإمارات بالتفجيرات الإرهابية الأخيرة في تونس، قال «بن سالم»: «لا نستطيع إلقاء الاتهامات من دون حجج، ولكن يمكن القول إن الإمارات متورطة بنيتها السيئة، ومساهمتها في الفوضى القائمة في ليبيا، والتي يساهم بشكل غير مباشر في عدم استقرار تونس، ولذلك من الطبيعي أن تتحدث وسائل الإعلام عن محاولتها التدخل في الشأن التونسي».
وكان موقع «ميدل إيست آي» البريطاني نقل عن مصدر سياسي بارز في تونس «لم يذكر هويته» تأكيده أن المسؤولين الجزائريين حذروا نظراءهم التونسيين، في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني، من خطة إماراتية للتدخل في شؤون بلادهم، ملمحا إلى احتمال «تورط» الإمارات في الهجوم الإرهابي الأخير على حافلة الأمن الرئاسي في العاصمة، الشهر الماضي، والذي ذهب ضحيته ثلاثة عشر قتيلا وعشرون جريحا.
واستدرك بقوله: «يجب أن لا ننسى العلاقة المعروفة بين الإمارات، وحزب «نداء تونس» والتي ظهرت بشكل مفضوح خلال الانتخابات، وحاليا ثمة شقان في «النداء»، ومن غـير الواضـح مـن منهـما الأقـرب للإمـارات».
وقد سبق أن انتشرت شائعات من التدخل السياسي الإماراتي في تونس في وقت سابق من هذا العام عندما قال الصحفي المحلي «سفيان بن فرحات»، الذي يدعي أنه أحد المقربين من الرئيس «السبسي»، أن الإمارات العربية المتحدة قد حاولت الضغط على «السبسي» من أجل تحجيم نفوذ حركة النهضة، وهو الحزب التونسي الذي ينظر إليه على أنه مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وقال «فرحات» آنذاك أن الإمارات قد وعدت بتقديم الدعم والتمويل للسبسي إذا كرر «السيناريو المصري»، في إشارة إلى الدعم المالي الذي قدمته أبوظبي للانقلاب العسكري في القاهرة عام 2013، حين قام قائد الجيش «عبدالفتاح السيسي» بالانقلاب على الرئيس المنتخب «محمد مرسي» المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
العرض، الذي قوبل بالرفض وفقا لصحيفة «ميدل إيست آي» البريطانية، يزعم أنه قد تم تقديمه قبل الانتخابات التي فاز بها «السبسي» كأول رئيس منتخب انتخابا حرا تونس في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 في الوقت الذي تحفظ فيه حركة النهضة توازن القوى القائم في البرلمان في تونس.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإنه ينظر على نطاق واسع إلى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان» باعتباره مهندس السياسة الإقليمية العدوانية لبلاده، والتي تستهدف جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة المصنفة كـ«تنظيم إرهابي» من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويقال إن رفض الرئيس «السبسي» للعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة قد دفع أبوظبي إلى النظر إلى الحزب الحاكم «نداء تونس» بعين الريبة، وفقا لمصدر «ميدل إيست آي» في تونس.
وتعتقد الإمارات العربية المتحدة أن تونس بأكملها، (ليس فقط حزب النهضة ولكن كل من الجهات الحكومية بما في ذلك نداء تونس والرئيس السبسي)، غير قابلة للتجاوب من خططهم، وفقا للمصدر ذاته.
ويختتم المصدر حديثه بقوله: «سوف تواصل الإمارات العربية المتحدة انتهاج أساليب زعزعة الاستقرار لأنهم يعتقدون أن لديهم ما يكفي من المال لإظهار القوة دون الخوف من أحد، لأن الجميع، بما في ذلك أوروبا، يعتمد على أموالهم».