د. فايز بن عبدالله الشهري- الرياض السعودية-
لم تكن التعليقات السلبيّة التي أطلقها «إبراهيم عيسى» وشيخه «محمد حسنين هيكل» على «التحالف العسكري» ضد الإرهاب الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان مستغرباً ولا جديداً فهذه بعض أعراض متلازمة العقدة السعوديّة عند هذين «الكائنين» العجيبين. هما اسمان مثيران من جيلين مختلفين حيث ولد «إبراهيم عيسى» سنة 1965 وقت أن كان «هيكل» قد جاوز الأربعين من العمر ناشطاً ناصريّا يقود خليّة سريّة تضمّ لطفي الخولي وسعدالدين إبراهيم وآخرين مهمتها كتابة تقارير «التنظيم الطليعي» ضد الخصوم. وفي ذات عام مولد «عيسى» أيضاً كان «هيكل» قد تمكّن من وضع منافسه الصحفي «مصطفى أمين» وراء القضبان. وهو ذات العام أيضاً الذي رافق فيه «هيكل» مولاه عبدالناصر في زيارته الشهيرة لمدينة «جدّة» التي أتاها مستسلماً يحاول لملمة فوضى مغامرته في اليمن التي انتهت سعوديّا باتفاقيّة جدة. ولا يمكن إغفال أيضاً أن «هيكل» قام في عام مولد «عيسى» بإدارة تمثيليّة إعادة انتخاب «حبيب الملايين» زعيماً لمصر دون معارضة قط في تكرار بائس لمسرحيّة استفتاء 1956 والتي فاز فيها «زعيمه» برئاسة مصر بنسبة 99.99% ولم يعترض عليه من بين 6 ملايين مشارك سوى 32 شخصا صوتوا بكلمة «لا»!!.
المؤكد أن «هيكل» ظل طيلة حياته بوقاً رديئاً ضد السعوديّة وحكّامها فقد شكّك في إنجاز تأسيس المملكة وهاجم الملك سعود، وهو ذات الشخص الذي سلّط افتتاحيات الأهرام وأحاديثه في الستينات على الملك فيصل الذي وأد الحلم الناصري بالتضامن الإسلامي. وهو ذاته الذي همز ولمز في تأسيس مجلس التعاون في عهد الملك خالد ثم شكك في حيويّة النظام السياسي السعودي بعد احتلال صدام للكويت وروى الأكاذيب عن إدارة المملكة للأزمة، ولم يسلم من قلمه حتى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استقبله وأكرمه.
واليوم لم يسلم العهد السعودي المتوثّب بقيادة «سلمان الحزم» ومساعديه الشباب من تشكيك «هيكل» في كل مبادرة وهو يتعصّر لعاصفة الحزم ويتميّز من الغيظ على الأحلاف التي تنسّقها المملكة لترتيب البيت العربي والإسلامي.
أما المضطرب «إبراهيم عيسى» فهو في «زعيقه» واحتجاجه على قيادة السعوديّة للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب يواصل بثّ أباطيله التي يتفوّه بها حول النموذج السياسي السعودي وهيئة كبار العلماء كاشفاً عن نفس مريضة بعقدة «الوهابيّة» التي يرى أنها سبب الإرهاب والتصحّر وثقب الأوزون. وهو بهذا يُكْمل حلقة من سيرة نفسيّة مضطربة تقلّب فيها بين فكر يساري شيوعي ثم اشتراكي إسلامي وأخيراً «حصّالة» التشيع الفكري الذي قاده للتطاول على القرآن الكريم والتشكيك في مواقف الصحابة وتملّق الصفويين وحسن نصرالله.
وعلى الرغم من هذه الشوائب في طريق علاقات الشعبين السعودي والمصري نقول «لهيكل وعيسى» إن «السعوديين قادمون» لخير مصر والعرب ولسان حال كل واحد منهم يقول:
إذا رضيتْ عني كرامُ عشيرتي... فلا زال غضباناً عليَّ لئامُها.
قال ومضى:
لقد صُدِمتُ قبلك... فليس على جباه الخصوم وسوم.