زهير ماجد- الوطن العمانية-
قامت الدنيا على قصة مفبركة ليس لها واقع ولن يكون في المستقبل .. ودائما من وحي ناسج كاذب يريد تشويه صورة الدولة السورية وجيشها المقدام وحتى رئيسها إضافة للمقاومة الإسلامية .. إذ ليست بلدة مضايا السورية التي تقع على حدود لبنان سوى ذلك الطعم الذي أرادوا إسقاطه في الكذبة ونسج الأقاويل حوله وقيام العديد من أجهزة الإعلام المشكوك بأمرها بالبكاء والحزن، فيما يعرف الجميع كيف يتم تركيب الصور التي لا تحتاج لذكاء وكيف يتم الاتفاق مع أهالي البلدة حول أسئلة معينة وحول الأجوبة عليها.
حينما قامت الدنيا سابقا باتهام سوريا باستعمال السلاح الكيماوي، أريد لها نتيجة واحدة أن يصل الاتهام إلى قرار من مجلس الأمن باستعمال القوة ضد سوريا، وكان ذلك منتظرا لكن لم يحصل، ورغم صوت وزير الخارجية الروسي لافروف المتكرر حول استعمال المسلحين هذا السلاح وليس الدولة السورية، نجح الإعلام المشاغب الكاذب في توجيه الاهتمام حتى بالنسبة للأميركيين.
أما مضايا فقد ثبت أن جميع الصور التي تبرز أجسادا منهارة لأطفال وكبار على أنها ليست لأبناء تلك البلدة، فقد ثبت أنها صور مفبركة، معظمها تم عرضه في أوقات سابقة في أماكن مختلفة من العالم .. فيما الحقيقة تقول إن الدولة السورية أدخلت إلى البلدة مساعدات غذائية منذ ثلاثة أشهر تقريبا تكفيها لعدد كبير من الشهور، ومن المؤكد أنها ما زالت متوافرة، لكن المسلحين هم من قاموا بحجز المساعدات في مخازن خاصة لهم، قاموا ببيعها بأثمانٍ عالية لأهالي البلدة.
لكن ذلك لن يمنع أيضا من قيام الدولة بتسيير مجموعة جديدة من الغذاء رغم علمها بأن ما جرى إرساله سابقا وفير .. وللمعلومات، فإن تلك البلدة، بحكم موقعها الجغرافي عند الحدود السورية اللبنانية مباشرة، فقد كانت مركزا أساسيا للتهريب بين البلدين، بل إنها الأنشط في ذلك، وحتى في أسوأ ظروفها تمكن المهربون من الحصول على ما يمكن حصوله، إلا أن المسلحين الذين يتحكمون بأناسها والذين يزرعون الألغام حولها، هم من يمنع حركة الناس إضافة إلى دخول الغذاء إليها.
ولعلنا جميعا على دراية بالاتفاق الذي حصل بين الدولة السورية وبين بعض المسلحين حول الزبداني ـ مضايا مقابل قريتي الفوعة كفريا .. وهنا نفتح قوسين لنقول: إن ما تعرضت له هاتان القريتان من حصار جائر لم يعرفه أي مكان في سوريا، فلأشهر طويلة وحتى لسنتين تقريبا منع عنهما الغذاء والدواء، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل كان الهجوم عليهما بآلاف المسلحين الإرهابيين ومن كل صوب، ولأن الإعلام ظل خارج تغطية أخبارهما، ظلا مأسورين في رحلة عذاب وشقاء وموت لا مثيل لها في الحرب الدائرة على سوريا.
نحن إذن أمام كذبة اسمها حصار وجوع مضايا وموت أعداد من أهاليها نتيجة ذلك .. الأمر الذي يطرح السؤال حول استهداف الدولة السورية ومن ثم المقاومة تحديدا. وهو استهداف أخلاقي قيمي لا يمكن الوقوع به .. وإذا كانت الدولة والمقاومة تخوض حربها الواضحة، فإنما ضد الإرهاب الذي يجعل من الأهالي متاريس لحمايتهم، والأهالي هم بحر المقاومة والدولة في كل الأحوال. كذبة مضايا إعلامية، وكفى أن نعرف من يقف وراء هذا الإعلام كي يكون لدينا الدليل حول أبعاد تلك الكذبة وما هو المطلوب من ورائها.