علاقات » عربي

بالتحالف مع تركيا.. هل تسعى السعودية لحسم الصراع السوري براً؟

في 2016/02/06

محمد عبّود - الخليج أونلاين-

رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بمبادرة السعودية في المشاركة بعمليات برية في سوريا تحت مظلة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

وتزامن الترحيب مع إعلان الرياض تدريبات عسكرية شمال البلاد كجزء من تصديها لعناصر تنظيم الدولة.

التحركات الجديدة السعودية جاءت بعد تحشيد عسكري روسي في سوريا، فضلاً عن تدهور للوضع الإنساني في سوريا، بسبب القصف الروسي المتواصل يومياً، منتهكاً حقوق الإنسان المعترف بها دولياً.

- استعداد خليجي مسبق

التصعيد العسكري في المنطقة دفع دول الخليج إلى تشكيل ثلاث مؤسسات عسكرية خلال العام الماضي فقط؛ تمثلت في: القوة البحرية الخليجية الموحدة، والقيادة العسكرية الخليجية الموحدة، والإنتربول الخليجي، وذلك نتيجة الشعور بالمخاطر التي تحيق بمنطقة الخليج العربي، وازداد الشعور بالقلق بعد التوسعات التي حققها تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

واستعداداً لمواجهة برية محتملة، قال العميد أحمد عسيري، المستشار العسكري في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن هناك نحو 20 دولة عربية وإسلامية ستوحد قواها من أجل التدريب والتحضير لمحاربة "الدولة"، متابعاً: "يستخدم التنظيم أساليب الحرب التقليدية والحرب غير المتناظرة، ويستخدم كلاً من الدبابات والألغام والعبوات الناسفة، وعلينا تحضير جنودنا لمواجهة ذلك"، في تصريحات للعربية نت الخميس.

واستطرد العسيري بقوله: "إن بعض الدول ستشارك في التدريبات، وأخرى سترسل جنوداً لمراقبة التمارين العسكرية فقط، وتوقع عسيري بداية التدريبات في مارس/ آذار المقبل، مؤكداً أن السعودية "هي الدولة الأكثر عرضة للتهديد من قبل داعش".

- تركيا وتعزيز العلاقات

ومن المتوقع أن يؤدي التقارب الاستراتيجي بين دول الخليج وتركيا إلى رفع درجة الاستقرار السياسي في المنطقة، كما أنه سيخفف من الاعتماد على الغرب في حل قضاياه الساخنة، نظراً لحجم القدرات العسكرية التركية والتسلح الخليجي الكبير.

كذلك، وباعتبار أن تركيا باتت أحد اللاعبين الأساسيين في مبادرة إسطنبول، فإن دول الخليج عامةً، والسعودية خاصةً، حرصت على تعزيز علاقات أمنية واستراتيجية مع تركيا، ومن ثم فإن تركيا تصبح "بوابة للحوار السياسي" البالغ الأهمية في هذا التوقيت مع دول المتوسط والاتحاد الأوروبي.

ويقوم حلف الأطلسي بدور محوري في المنطقة، كما أن تركيا تعتبر ثاني أكبر قوة عسكرية فيه بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم فإن وجودها في تحالف تركي عربي بات ضرورياً لحسم الكثير من الأمور أو توازنها في أضيق الحدود.

وكثيراً ما نادى محللون خليجيون بضرورة وجود هذا الحلف مع تركيا، ومن بين هؤلاء، المحلل السياسي الدكتور عبد الله النفيسي، الذي قال في إحدى تغريداته بضرورة التحالف التركي السعودي نظراً لاستهدافهما من قبل الحلف الروسي الإيراني.

بل ذهب النفيسي إلى ضرورة أن تنهج دول مجلس التعاون الست جميعها نهج التعاون العسكري والأمني مع تركيا كخطوة استباقية لدرء التهديدات التي تتعرض لها بين الحين والآخر:

- رفض أمريكي للتسليح الروسي

الضربات المتواصلة التي تقوم بها روسيا بدعوى محاربة تنظيم الدولة أصبح معلوماً للقاصي والداني أن المقصود منها هي المعارضة السورية المعتدلة.

والتصرفات الروسية في سوريا عززت اتساع الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من أن "نقطة التفاهم الوحيدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هي كيفية منع وقوع تصادمات غير مقصودة بين الطائرات المنخرطة في الصراع، إلا أنه أوضح أن البلدين يختلفان حول المبادئ والاستراتيجيات الرامية لإحلال السلام".

جاء تصريح أوباما تزامناً مع ما قاله الجنرال جون ألن، مبعوث الرئيس أوباما للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، الذي أكد أن "الولايات المتحدة تعارض أي مساعدات عسكرية تقدم للنظام السوري، وتراقب الوجود العسكري الروسي الجديد في سوريا".

وأشار ألن، منذ أشهر، إلى أن بلاده أكدت مراراً أن "عسكرة الصراع ستؤدي إلى معاناة إنسانية كبيرة في المنطقة على عدة مستويات".

وثمة شبه إجماع دولي على أن التصعيد الذي تقوده موسكو في سوريا بات مهدداً ومعرقلاً للحلول السياسية المطروحة بكل أنواعها، خاصةً أنها تحتكم الآن إلى ميزان القوى، الأمر الذي فرض على السعودية بتحالفها الإسلامي أن تتأهب لأي تدخل بري محتمل في سوريا.