الاحتقان السعودي ـ الايراني يتفاقم. مجاهرة سعودية بالرغبة في اسقاط النظام الايراني، يقابلها اتهام ايراني صريح للمملكة بدعم الارهاب واستخدامه كأداة لتحقيق مآرب سياسية في المنطقة.
وفي منحى جديد للعلاقات المتوترة بين البلدين، شارك رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل في المؤتمر السنوي لمنظمة «مجاهدي خلق» في باريس أمس الأول، مؤيداً مطالب التنظيم الذي تتهمه طهران بالارهاب، بإسقاط نظام الحكم في ايران.
ومن المعروف ان «مجاهدي خلق» متهم منذ نجاح الثورة الاسلامية في ايران، باغتيال العديد من قيادات النظام، بما في ذلك تفجير مبنى البرلمان الايراني وقتل عدد كبير من النواب، بالاضافة الى شنّ هجمات على المنشآت الاقتصادية الايرانية والتورط ايضاً في اغتيال علماء ايران النوويين بالتعاون مع جهاز «الموساد» الاسرائيلي، كما كشفت تقارير اعلامية اميركية.
ورداً على حضور تركي الفيصل المؤتمر السنوي للمنظمة في باريس أمس الأول، وهو ايضاً من سبق له المشاركة في مؤتمرات وندوات في الخارج ولقاء مسؤولين اسرائيليين، قال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن «تصريحات الفيصل تأكيد على الدعم المالي والأمني السعودي للإرهاب في جميع أشكاله والذي كان مدرجاً على الدوام في جدول أعمال الرياض».
وقال عبد اللهيان «إنني، وخلال آخر لقاء لي مع وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل قبل وفاته، وفي أول لقاء لي مع الوزير الجديد عادل الجبير على هامش اجتماع وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جدة، طرحت قضية الإرهاب بلغة ديبلوماسية، وقلت إن الأمن قضية مترابطة ومتعلقة بالمنطقة كلها ولا يمكن استخدام الإرهابيين أداة لزعزعة أمن دول المنطقة والإبقاء على السعودية آمنة»، معتبراً أن «خطأ الرياض الاستراتيجي في استخدام الإرهاب في تطورات المنطقة سيكبد الرياض وكلنا جميعاً أضراراً لا تعوض»، داعيا السعودية لتغيير نهجها العسكري والأمني.
من جهتها، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء «إرنا» عن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية لم تذكر اسمه قوله «إن السعوديين يلجأون لإرهابيين معروفين كما فعلوا أيضاً في العراق واليمن وسوريا. هذا يوضح أنهم يستخدمون الإرهاب والإرهابيين لتمرير أهدافهم ضد الدول الإسلامية في المنطقة».
بدوره، اكد رئيس قسم العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف على أن «محاولات الاعلام السعودي والأجنبي لإحياء زمرة المنافقين الارهابية محكومة بالفشل»، مضيفاً أن «التناغم الاعلامي واللغوي بين آل سعود وزمرة المنافقين، خير دليل على ضلوع النظام السعودي في الجرائم التي ارتكبها المنافقون بحق الشعب الإيراني».
تركي الفيصل
وكان الفيصل أكد خلال مؤتمر «مجاهدي خلق» دعم «الانتفاضات التي اشتعلت في جميع أنحاء إيران ضد النظام»، مشددا على أن «مطلب المعارضة الإيرانية سيتحقق».
وقال الفيصل، أمام المؤتمر، إن «إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة، وهي دعمت حركة حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وتنظيم القاعدة بهدف إشاعة الفوضى في المنطقة»، مضيفاً أن النظام الإيراني «منح نفسه صلاحيات مطلقة، وقام بعزل إيران»، وأن «الشعب الإيراني أول ضحاياه».
واعتبر رئيس الاستخبارات السعودي السابق أنه «من الأجدر بـ(المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي) خامنئي و(الرئيس الإيراني حسن) روحاني الانتباه لمشكلاتهما في الداخل»، مضيفاً أن المعارضة «ستحقق مبتغاها في رحيل النظام في بلادها».
واستنكرت حركة «حماس» التصريحات «التي تعرض فيها بالإساءة والاتهام لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية»، بحسب بيانها. واكدت «حماس» انها «حركة فلسطينية مقاوِمة للاحتلال الصهيوني داخل أرض فلسطين، وذات أجندة فلسطينية خالصة لصالح شعبها وقضيتها وقدسها وأقصاها».
يذكر أن كلمة الفيصل حظيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام السعودية. وحضر التجمع أيضاً عدد من الشخصيات السياسية الغربية، ومنهم نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب الأميركي السابق.
وفي سياق آخر، أصيب النائب الايراني حشمت الله فلاحت بيشه ومسؤول إيراني آخر بجروح وقتل سائقهما في هجوم «ارهابي» في محافظة كرمنشاه عند الحدود العراقية، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الإيرانية. ونقلت وسائل إعلام أخرى عن نائب محلي ثان هو احمد سفري قوله إن المهاجمين اعضاء في «حزب الحياة الحرة» الكردستاني، الحزب الكردي الايراني القريب من «حزب العمال الكردستاني» التركي.
رويترز-