رفع السفير السعودي في العراق، ثامر السبهان، من شدة تصريحاته؛ رداً على رغبة عراقية رسمية بتغييره، مؤكداً التزام بلاده بـ"عدم التخلي عن العراق"، مشدداً القول أن "السعوديين كلهم ثامر السبهان".
ونقلت صحيفة الوطن السعودية عن السفير ثامر السبهان قوله: إن "العراق رئة العرب، ولو تم استبدالي فإن السعوديين كلهم ثامر السبهان، ونحن نخدم بلادنا"، مضيفاً: "لن نتخلى عن العراق"، وإن العراق "ستبقى عربية"، في إشارة إلى الوجود الإيراني بالعراق.
وكان التلفزيون الرسمي العراقي ذكر، الأحد، أن الحكومة العراقية طلبت من المملكة العربية السعودية تغيير سفيرها في بغداد.
ولم يورد التلفزيون في الخبر العاجل الذي أورده تفاصيل إضافية حول أسباب هذا القرار.
وكان السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، قال الأسبوع الماضي، إن لديه أسماء المتورطين في محاولة اغتياله بالعراق، مؤكداً أن إيران هي من تقف خلف الإرهاب في المنطقة.
وأشار السبهان إلى أن السعودية تتعاون مع السلطات العراقية لحماية بعثتها الدبلوماسية، وذلك في تصريحه لسكاي نيوز، مشيراً إلى أن المخططات الإرهابية لن تثنيه عن العمل مع العراق.
وكانت مصادر مطلعة كشفت عن مخططات دبرتها إيران لاغتيال السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، وأوكلت تنفيذها إلى مليشيات شيعية عراقية تابعة لها.
وقالت المصادر، إن هناك مخططات لمليشيات شيعية عراقية بتدبير إيراني تجري من ثلاثة محاور لعملية اغتيال السبهان، وذلك باستهداف سيارته المصفحة بصواريخ آر بي جي 7، حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن هذه المليشيات على ارتباط مباشر بإيران، وأبرزها كتائب خراسان، ومجموعة تعمل مع أوس الخفاجي، الأمين العام لقوات أبو الفضل العباس، التي تعد مكوناً بارزاً في مليشيات الحشد الشعبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصدراً مطلعاً قال، في اتصال هاتفي، إن هناك محاور لتنفيذ عملية اغتيال السبهان، وكل محور مختلف عن الآخر، على أن تنفذ العملية في أسرع وقت، حيث تم اكتشاف مخططين أحدهما لكتائب خراسان، في حين اتضحت المعالم خلال الفترة القليلة الماضية عن مخطط جديد يقوده أوس الخفاجي، مشيراً إلى أن جميع هذه المخططات الفاشلة، تمت بتدبير من إيران.
وأكد مسؤول أمني عراقي للصحيفة ذاتها، معلومات تتعلق بإحدى محاولات اغتيال السفير السبهان، من قبل مليشيا كتائب خراسان للتخلص منه ومن تصريحاته ضد إيران وضد أتباع نظام طهران في العراق، ولخلق أزمة سياسية ودبلوماسية بين العراق والسعودية.
وقال المسؤول الأمني الذي يعمل في أحد الأجهزة الاستخبارية العراقية: "تمكنت أجهزتنا من تتبع خطة وضعتها مليشيا كتائب خراسان، ورصدنا اتصالات هاتفية بين عناصر هذه المليشيا وأفراد يعملون في مطار بغداد الدولي ينتمون لكتائب خراسان، تتعلق بمعلومات عن حركة وسفر السبهان من بغداد وإليها".
وأضاف المصدر: "الخطة تتلخص باعتراض موكب السفير السعودي على طريق مطار بغداد الدولي بسيارات دفع رباعي تحمل لوحات (أرقام) مزيفة تعود لوزارة الداخلية، وتنفيذ محاولة الاغتيال بواسطة صواريخ آر بي جي 7 المضادة للدروع، كون السفير السبهان يستقل سيارة محصنة ضد الرصاص، ومن ثم الفرار إلى منطقة الرضوانية السنية؛ كي يتم تمويه الأجهزة الأمنية حول الجهة المنفذة وإسنادها إلى تنظيم داعش".
وقال المسؤول: "لقد تمكنا من إلقاء القبض على الشخص العامل في مطار بغداد الدولي، وتأكدنا من أنه تعاون مع مليشيا كتائب خراسان مقابل مبلغ من المال، بينما لم نتمكن من الوصول إلى كامل المجموعة المنفذة التابعة مباشرة للكتائب، والتي تتكون من ثمانية أفراد موزعين على سيارتين".
وقد اعترف هذا الشخص بأن ضابطاً إيرانياً هو من وضع خطة الاغتيال، وأشرف على تنفيذ الخطة التي لم تتحقق بسبب وصول معلومات غير واضحة من مطار بغداد الدولي، وللتشديدات الأمنية حول شخص السفير السعودي؛ لكونه (السبهان) حذراً للغاية ويتمتع بحس أمني عال.
وأضاف المصدر: "للأسف تم إطلاق سراح الشخص الذي اعتقلناه من قبل قاضي التحقيق؛ بحجة عدم توفر الأدلة الكافية، وبتأثير من كتائب خراسان التي تتمتع بنفوذ قوي في وزارة الداخلية، التي هي تحت سيطرة منظمة بدر بزعامة هادي العامري".
وكالات-