تحتفل سلطنة عمان في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، بذكرى عيدها الوطني، الذي يحمل في ثناياه عبق المنجزات الحضارية ومعاني الفخر والولاء على امتداد أرض عُمان، في ظلّ قيادة السلطان قابوس بن سعيد.

وبعد مسيرة 46 عاماً، حقق السلطان ما قال في خطابه التاريخي الأول عام 1970، الذي وعد فيه بإقامة الدولة العصرية، لتشهد الدولة بعدها سلسلة من الإنجازات في كل القطاعات، مع حرصها على الحفاظ على أصالتها وعراقتها وتكريس قيمها واعتزازها بتراثها.

وتقع سلطنة عُمان في غرب آسيا، محتلة الموقع الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، يحدها من الغرب السعودية، ومن الجنوب الغربي اليمن، ومن الشمال الغربي الإمارات العربية المتحدة، متمتعة بساحل جنوبي يطل على بحر العرب وبحر عمان من الشمال الشرقي.

واشتهرت السلطنة تاريخياً بأنها محطة تجارية مهمة، وعرفت منذ آلاف السنين في النصوص السومرية المكتشفة في بلاد الرافدين.

- وساطة عُمانية

وعرفت عُمان بالوسطيّة والحياد في سياستها الخارجية، وموازنة علاقاتها مع الدول، وكان لها مؤخراً دور كبير بالمنطقة، وبالأزمة اليمنية على وجه التحديد؛ إذ كانت وسيطاً للإفراج عن أمريكيين محتجزين باليمن، في أكتوبر/ تشرين الأول.

وجاءت الوساطة العُمانية اليمنية بناءً على توجيهات السلطان قابوس بمساعدة الحكومة الأمريكية بالإفراج عن الأمريكيين المتحفظ عليهم في اليمن، وبالرحلة ذاتها التي نقلت المحتجزين الأمريكيين إلى مسقط، استقبلت عُمان دفعة جديدة من الجرحى اليمنيين القادمين من صنعاء لتلقي العلاج في مستشفيات السلطنة.

وجدير بالذكر أن العاصمة صنعاء وعدداً من المدن اليمنية عام 2014، يسيطر عليها جماعة الحوثي، وتعيش اليمن حرباً عنيفة خلفت أوضاعاً إنسانية صعبة، ووضعت 80% من اليمنيين في ظروف طارئة بحسب تقارير أممية.

وعلى الرغم من انتماء عُمان إلى مجلس التعاون الخليجي، فإنها لم تشترك ضمن القوات العربية التي تقاتل مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح لتدعيم الأمن الداخلي اليمني، بناءً على طلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.

إلا أنها لم تقف موقف المتفرج، بل قامت بدور الوسيط في محاولة لإيجاد حلول في الأزمة اليمنية، عبر الطرق الدبلوماسية، وهو الأسلوب الذي برزت فيه السلطنة مؤخراً، لتشتهر من خلالها بأنها اللاعب الناجح في الوساطات الدولية، لا سيما المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

وكان لمسقط أيضاً دور مهم بإطلاق سراح الرهينة الفرنسية إيزابيل بريم، المخطوفة في اليمن أوائل أغسطس/ آب 2015، بعد أن كانت محتجزة منذ فبراير/شباط 2015.

- عُمان وأمريكا

وعن العلاقات بين السلطنة وأمريكا، استقبل سلطان عُمان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ببيت البركة (قصر السلطنة) في العاصمة مسقط، مساء الاثنين 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويعد كيري ثاني مسؤول غربي يستقبله سلطان عمان خلال أسبوعين، في ثاني ظهور علني نادر للسلطان منذ عودته من رحلته العلاجية في أبريل/نيسان الماضي.

وجرى خلال المقابلة- بحسب وكالة الأنباء العمانية- استعراض العديد من أوجه التعاون القائم بين السلطنة وأمريكا في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية.

وبرزت عُمان بشكل لافت في أهم القضايا التي عرفها القرن الواحد والعشرون، ومن بينها الملف النووي الإيراني، مستغلة علاقاتها الجيدة مع إيران وأمريكا.

- الخليج يهنئ عُمان

وفي ذكراها الـ46 سارعت الدول الخليجية لتهنئة السلطنة بعيدها الوطني، إذ بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الأربعاء، برقية تهنئة للسلطان قابوس أعرب فيها، باسمه وباسم شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للسطان وحكومته وشعبه.

وأشاد خادم الحرمين في هذه المناسبة بتميز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والتي يسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة.

كما أرسل كل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، برقيتي تهنئة للسلطان قابوس.

وهنأ الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، عُمان عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مؤكداً "الأخوة والصداقة بين الإمارات وسلطنة عمان"، "يشهد عليها التاريخ، وترسخها الجغرافيا، وتعززها محبة عظيمة وتواصل مستمر بين الشعبين".

وأضاف حاكم دبي قائلاً: "نبارك لسلطنة عمان عيدها وذكرى نهضتها المباركة الـ46، ونبارك لأخي جلالة السلطان قابوس المعظم مجداً أرساه، وشعباً عظيماً أحبه وأغلاه".

من جهته غرّد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن قائلاً: "نبارك لسلطنة عمان بمناسبة اليوم الوطني، أعاده الله على القيادة والشعب العماني الشقيق بالخير والعز والرخاء".

- احتفالات وطنيّة

والعيد الوطني العُماني يعدّ يوماً مميزاً بالنسبة لمواطني سلطنة عُمان، إذ يحتفلون بمحطة أساسية في تاريخهم الحديث، حفر خلالها السلطان قابوس أسس بناء جديد لدولتهم.

ويرعى السلطان العرض العسكري للعيد الوطني العماني، الجمعة، الذي يُقام على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر الصمود، وستشارك فيه وحدات رمزية تمثل أسلحة قوات السلطان المسلحة، والحرس السلطاني العماني، وشرطة عُمان السلطانية وشؤون البلاط السلطاني، كما يشهد العرض كبار المسؤولين بالدولة من عسكريين ومدنيين.

- وسوم تحتفي بعيد عُمان

واحتفت وسوم عُمانية بعيد السلطنة الوطنيّ، ليغرّد فيها أبناء عُمان بإنجازات السلطان، وليشاركهم فرحهم أبناء الخليج عبر "#العيد_الوطني_المجيد46"، ووسم #العيد_الوطني"، ووسم "#العيد_الوطني46".

هناء الكحلوت - الخليج أونلاين-