أسفرت نتائج الانتخابات النيابية في الكويت عن تغيير كبير في تشكيل المجلس، بنسبة بلغت 60%، حيث حصدت المعارضة قرابة نصف المقاعد، بينما تراجع عدد مقاعد الشيعة إلى 6 مقابل 9 في المجلس السابق.
وفاز المنتمون إلى حركة «الإخوان المسلمين» بأربعة مقاعد، في حين تأكد فوز امرأة واحدة هي «صفاء الهاشم»، علما بأن المجلس السابق خلا من الوجوه النسائية.
وقالت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن المعارضة وحلفاءها فازوا بقرابة نصف مقاعد المجلس الخمسين، وفقا للنتائج المعلنة.
وأوضح مصدر صحفي أن مقاعد المعارضة تتراوح بين 21 و26 مقعدا، لافتا إلى وجود نواب جدد لم تتضح انتماءاتهم بشكل مؤكد.
وأضاف المصدر أن نسبة التغيير التي بلغت 60% عامة، هي أبرز ما يميز نتائج الانتخابات، إضافة إلى ارتفاع نسبة الشباب، وعودة تمثيل المرأة.
وكانت المفاجأة أيضا خسارة مرشحي التيار السلفي في الدائرتين الثانية والثالثة وذلك بعد سقوط «أحمد باقر» و«علي العمير» و«حمود الحمدان»، حيث لم يعد للتيار أي تمثيل في هاتين الدائرتين، كما سجلت الانتخابات تراجع الوزراء النواب، فلم يحالف الحظ المرشحين «يعقوب الصانع» و«علي العمير» بالدائرة الثالثة، في حين حافظ المرشح «عيسى الكندري» على مقعده في الأولى.
وحقق المقاطعون والمستقيلون من المجلس السابق نتيجة لافتة تجاوزت 50%، حيث عاد من المقاطعين 9 نواب من أصل 16 مرشحا، ونجح 3 نواب من الخمسة المستقيلين من مجلس 2013، في نتيجة تدل على أن المشاركة أفضل من المقاطعة.
أما أبرز مفاجآت الانتخابات فكانت في الدائرة الثالثة حيث حققت نسبة تغيير بلغت 80%، كان نجماها الشابين «عبدالوهاب البابطين» و«يوسف صالح الفضالة»، في أول مشاركة لهما، إضافة إلى اقتناص النائب «ثامر السويط» المركز الأول في الدائرة الرابعة.
وحافظ 20 نائبا سابقا على مقاعدهم الانتخابية وهم: «عدنان سيد عبد الصمد، عيسى أحمد الكندري، «محمد مروي الهدية، صالح أحمد عاشور، مبارك سالم الحريص، مرزوق علي الغانم، خليل إبراهيم الصالح، وحمد سيف الهرشاني، خلف دميثير العنزي، راكان يوسف النصف، وعودة عودة الرويعي».
كما حافظ على مقعده السابق كل من: «سعدون حماد العتيبي، خليل عبدالله ابل، محمد ناصر الجبري، سعد علي خنفور الرشيدي، عسكر عويد العنزي، حمدان سالم العازمي، طلال سعد جلال السهلي، فيصل محمد أحمد الكندري، ومحمد هادي الحويلة».
ودخل المجلس 30 نائبا جديدا هم: «عادل جاسم الدمخي، عبدالله يوسف الرومي، وأسامة عيسى الشاهين، وخالد حسين الشطي، صلاح عبد الرضا خورشيد، رياض أحمد العدساني، جمعان ظاهر الحربش، «محمد براك المطير، «عمر عبدالمحسن الطبطبائي».
كما دخل المجلس كل من: «عبدالوهاب البابطين، يوسف صالح الفضالة، عبدالكريم الكندري، صفاء عبدالرحمن الهاشم، محمد حسين الدلال، وليد مساعد الطبطبائي، أحمد نبيل الفضل، ثامر سعد السويط، مبارك هيف الحجرف، محمد هايف المطيري، عبدالله فهاد العنزي، شعيب شباب المويزري، علي سالم الدقباسي، سعود محمد الشويعر، مرزوق خليفة الخليفة، حمود عبدالله الخضير، الحميدي بدر الحميدي، خالد محمد العتيبي، ماجد مساعد المطيري، نايف عبدالعزيز العجمي، وناصر سعد الدوسري».
الدائرة الأولى (تغير 50%)
وأظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية عن تغير في الدائرة الأولى بنسبة 50%،
وحافظ 5 نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم «عدنان سيد عبدالصمد» و«عيسى الكندري» و«محمد مروي الهدية» و«صالح عاشور» و«مبارك الحريص».
ودخل المجلس 5 نواب هم «عادل الدمخي» و«عبدالله الرومي» و«أسامة الشاهين» و«خالد» و«صلاح خورشيد»، بينما عوض الشيعة غياب النائب السابق «عبدالحميد دشتي» بنائب جديد يحمل نفس توجهاته وهو المحامي «خالد الشطي».
الدائرة الثانية (تغير 40%)
وفي الدائرة الثانية بلغت نسبة التغير 40%، وحملت الدائرة مفاجأة بنجاح الشاب «عمر الطبطبائي» برغم خوضه الانتخابات للمرة الأولى، فيما حافظ 6 نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم «مرزوق الغانم» و«خليل إبراهيم الصالح» و«حمد الهرشاني» و«خلف دميثير العنزي» و«راكان النصف» و«عودة الرويعي» على مقاعدهم النيابية.
ودخل المجلس 4 نواب هم «رياض العدساني» و«جمعان الحربش» و«محمد براك المطير» و«عمر الطبطبائي».
وحقق رئيس مجلس الأمة المنحل «مرزوق الغانم» المركز الأول في دائرته محققا 4146 صوتا، حيث استفاد من أصوات ناخبي النائب السابق «عادل الخرافي» الذي قرر عدم المشاركة في الانتخابات.
الدائرة الثالثة (تغير 70%)
وأظهرت نتائج الدائرة الثالثة نسبة تغير بلغت 70%، وكانت مفاجأة الثالثة فوز الشاب «عبدالوهاب البابطين» (31 عاما) بالمركز الأول برغم ترشحه للمرة الأولى مدعوما من الشباب.
وحافظ 3 نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم «سعدون حماد العتيبي» و«خليل أبل» و«محمد ناصر الجبري».
ودخل المجلس 7 نواب هم «عبدالوهاب البابطين» و«يوسف الفضالة» و«عبدالكريم الكندري» والمرأة الوحيدة الفائزة في هذه الانتخابات «صفاء الهاشم» و«محمد الدلال» و«وليد الطبطبائي» و«أحمد نبيل الفضل».
الدائرة الرابعة (تغير 80%)
وفي الدائرة الرابعة أظهرت النتائج التي أسفرت عنها العملية الانتخابية نسبة تغير بغت 80%، حيث نجح من قبيلة الرشايدة التي يبلغ عددهم 24 ألفا في الدائرة، 3 من أبنائها فقط مما يعني عدم الالتزام بالفرعية القبلية.
وحافظ نائبان سابقان على مقعدهما الانتخابي وهما «سعد خنفور الرشيدي» و«عسكر العنزي»، ودخل المجلس 8 نواب هم «ثامر السويط الظفيري» و«مبارك هيف الحجرف» و«محمد هايف المطيري» و«عبدالله فهاد العنزي» و«شعيب المويزري» و«علي الدقباسي» و«سعود الشويعر» و«مرزوق الخليفة».
وحققت محافظة الجهراء حضورا قويا في هذه الانتخابات ففي كل مرة يخرج منها نائب أو ثلاثة للمجلس، لكنها المرة الأولي التي تكتسح وتفوز بستة مقاعد في البرلمان والجهراويين هم (السويط، الحجرف، مرزوق الخليفة، عسكر فهاد والشويعر).
وكانت رابع المفاجآت، فشل قبيلة «مطير والبالغ عددهم 30 ألف ناخب في إيصال أبناء القبيلة للمجلس باستثناء المخضرم في العمل السياسي السلفي «محمد هايف المطيري»، وذلك بسبب نزول 27 مرشحا من مطير مما شتت أصوات القبيلة دون جدوى، بينما كانت قبيلة الظفير الأذكى حيث اكتفت بنزول مرشحها الأوحد وهو «ثامر السويط» الذي جاء في المركز الأول في الدائرة بالرغم من ترشحه للمرة الأولى.
الدائرة الخامسة (تغير 60%)
وبلغت نسبة التغير في الدائرة الخامسة نسبة 60%، وحافظ أ4 نواب سابقين على مقاعدهم الانتخابية وهم «حمدان العازمي» و«طلال جلال السهلي» و«فيصل الكندري» و«محمد الحويلة»، ودخل المجلس 6 نواب هم «حمود الخضير» و«الحميدي السبيعي» و«خالد محمد مونس العتيبي» و«ماجد المطيري» و«نايف العجمي» و«ناصر سعد الدوسري».
وكان من الطريف أن «ماجد المطيري» دخل بديلا عن «خالد النيف الذي تم شطبه يوم الخميس الماضي، من سجل المرشحين أي قبل يومين من الاقتراع إلا أن قبيلة مطير البالغ عددهم 8 آلاف ناخب نظمت صفوفها في يومين في الدائرة ليفوز «ماجد» محققا 3821 صوتا.
أما قبيلة العوازم البالغ عدد ناخبيها 30 ألفا في الدائرة نجح منهم «حمدان العازمي» فقط، بينما اعتاد العوازم على تقديم 4 أو 5 نواب، والحال نفسه في قبيلة العجمان الذي نجح منها «نايف العجمي».
ومن مفاجآت التي شهدتها نتائج الانتخابات أيضا فوز «الحميدي السبيعي» وهو صوت شبابي حر ليس لديه قاعدة قبيلية كبيرة.
وانتهت الخامسة دون فوز أي مرشح شيعي فيها بعد سقوط «عبدالله التميمي» الذي حقق في انتخابات 2013 المركز الأول في الدائرة الخامسة إلا أن الرغبة الشعبية بالتغيير أطاحت به.
وجوه جديدة
وقلبت هذه الانتخابات الموازين وعكست التوقعات حيث أسقطت عددا من الوجوه النيابية البارزة، في مقدمتها الوزيران «علي العمير» و«يعقوب الصانع»، إضافة إلى النواب السابقين «فيصل الدويسان، ويوسف الزلزلة، وكامل العوضي، وعبدالله الطريجي، وأحمد لاري، وروضان الروضان، وجمال العمر، وفارس العتيبي، وعلي الخميس، وعبدالله المعيوف، وماجد موسى المطيري، ومبارك بنيه الخرينج، ومحمد طنا، وسلطان اللغيصم، وأحمد مطيع العازمي، وعبدالله التميمي، وسيف العازمي، وحمود الحمدان»، وجميعهم حكوميون التوجه، بينما قدمت نتائج الانتخابات الشباب الذي ترشحوا للمرة الأولي بأرقام كبيرة في المراكز الأولى.
هذا، ورجح محللون أن تؤدي التركيبة الجديدة لمجلس الأمة إلى خلافات على قضايا عدة، علما بأن هذه الانتخابات هي السابعة التي تجرى في الأعوام العشرة الماضية، وشهدت تنافسا بين 293 مرشحا منهم 14 امرأة.
وتوقعت مصادر حكومية كويتية تقديم الحكومة استقالتها إلى أمير البلاد، الاثنين المقبل، بعيد الإعلان الرسمي عن نتائج انتخابات مجلس الأمة 2016.
ونقلت صحيفة كويتية عن مصدر حكومي قوله إن الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الجديد من الفصل التشريعي الخامس عشر، ستعقد في 6 من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكانت إجراءات التقشف ورفع أسعار الوقود وخفض الدعم عن مواد أخرى، قد تسببت في تعميق الخلافات بين الحكومة ومجلس الأمة، مما دفع أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، إلى حل المجلس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تمهيدا لانتخابات جديدة.
وكالات-